هل تخطط إسرائيل لإعادة احتلال غزة؟
رغم التصريحات الإسرائيلية التي تدعو إلى إعادة احتلال غزة، إلا أن المؤسسة العسكرية والسياسية لا تتبنى هذا التوجه، وذلك لعدم وجود بديل يسيطر على غزة ويملأ الفراغ. لكن الفرضية التي تتحدث عن عملية عسكرية نظريًّا، أو حرب شاملة يتخللها احتلال مناطق في غزة، ونقاط حيوية تسهل السيطرة عليها، وتوفر حماية لقوات عسكرية مندفعة لتحقيق مهمات تكتيكية عملياتية، هي أمر وارد، رغم عدم توفر رغبة لكلا الطرفين في اندلاعها، بسبب خطورة نتائجها.
لكن هشاشة الوضع، ووجود أطراف تسعى بشكل دائم، عبر إطلاق الصواريخ، لجر الطرفين لتلك النقطة، تجعل من احتمال اندلاع اشتباكات عسكرية بين الطرفين، أمرًا ممكنًا، خاصة إذا أدت تلك الاشتباكات إلى وقوع قتلى، رغم حرص الطرفين على منع حصول ذلك، وإدراكهما لنوايا أطراف أخرى للوصول لهذه النقطة، وتحقيق هذه الغاية، واعتقادهما بعدم قدرتهما على تحقيق معادلة أفضل من المعادلة السارية حاليًّا لذلك فان إعادة احتلال غزة مستبعدة.
لكن وفق الضوابط والمحددات التي وضعها الاحتلال لنفسه، وضعف قدرته على الحسم، أو نقل المعركة إلى داخل حدود القطاع، وعجزه عن حماية جبهته الداخلية، وعدم يقينه بإنهاء الحرب في وقت قصير، وبانتصار واضح وفْق النظرية الأمنية المعتمدة مؤخرًا، وكذلك عدم رغبة المقاومة الفلسطينية في المواجهة والحرب حاليًّا، كل ذلك يجعل السيناريو الأقوى بأن إمكانية اندلاع الحرب في العامين القادمين أيضًا مستبعدة.