يوسف رزقة

ولد يوسف موسى رزقة في مخيم خانيونس للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة في العشرين من شهر كانون الثاني/ يناير عام 1951، لعائلة فلسطينية تعود أصولها إلى مدينة يافا المحتلة، وهو متزوج وله تسع أبناء. درس المرحلة الأساسية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، والمرحلة الثانوية في مدرسة خالد بن الوليد الثانوية، وحصل منها على الثانوية العامة عام 1969، والتحق بمعهد المعلمين التابع للأونروا، ونال درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة عين شمس في مصر عام 1973، ودرجة الماجستير في النقد الأدبي من جامعة أم درمان في السودان عام 1988، ودرجة الدكتوراه في الأدب من جامعة عين شمس عام 1992. عمل مدرسا في المدارس الحكومية بين عامي (1973-1986)، ومحاضرا في جامعة بيت لحم، ثمَّ محاضرا في الجامعة الإسلامية، واستلم مناصب إدارية في الجامعة الإسلامية؛ فكان عميدا لشؤون الطلبة، ونائبا لرئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية، وعميدا لكلية الآداب بين عامي (1992-2006). عُيِّن وزيرا لوزارتي الإعلام والأوقاف والشؤون الدينية بين عامي (2006-2007)، ومستشارا سياسيا لرئيس الوزراء إسماعيل هنية بين عامي (2007-2014)، ورئيسا لمجلس أمناء صحيفة فلسطين بين عامي (2014-2021).

انتمى رزقة إلى جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، وكان ضمن التنظيم الطلابي الفلسطيني الإخواني في مصر بداية سبعينيات القرن العشرين، وعمل في المكتب الإداري الذي كان يرأسه الشيخ أحمد ياسين في المنطقة الوسطى، وتولى رئاسة اللجنة السياسية بين عامي (1975-1986)، والتحق بحركة حماس فور تشكيلها، وشارك في تخطيط وتنفيذ نشاطاتها الوطنية، وكان عضوا في قيادتها في قطاع غزة بين عامي (1989-1990)، وعضوا في اللجنة الإعلامية للحركة بين عامي (2006-2016)، وعضوا في مجلس الشورى العام، وعضوا في القيادة السياسية للحركة في المنطقة الوسطى.

خرج في زيارات رسمية باسم الحكومة الفلسطينية لعدة دول مثل تركيا والكويت والإمارات وقطر، وكان ممثل فلسطين في المؤتمر السنوي للإعلام العربي في جامعة الدول العربية عام 2006.

يكتب رزقة المقالة السياسية والثقافية، وصدر له عدد من الكتب منها: الطريق الصعب (3 أجزاء)، وحياة مجاهد: حسن أحمد زهد 1961-2004، وتجربة المقاومة والانتفاضة وآفاقها حتى عام 2015، والإعلام بتراجم شهداء انتفاضة الأقصى في المنطقة الوسطى، كما أنَّه شارك في إعداد فصول من كتب منشورة، وله عدد آخر من الأبحاث والدراسات المنشورة في مجلات ومواقع الكترونية متخصصة.

 يعتقد رزقة بأنّ اتفاق أوسلو أخَّر التحرير، وكان معاكسا ومناقضا للتاريخ الفلسطيني، ولا يمكن أن يُثنى عليه سواء من ناحية وطنية أو شرعية، وفشل في تحقيق أدنى الطموحات الفلسطينية، وأعطى الاحتلال الحق في التوسع في الاستيطان والتهويد، إضافة إلى أنه أخرج حركة فتح من الكفاح المسلح، وأوجد سلطة حكم ذاتي ضعيفة تدير مصالح النخبة الحاكمة، وذلك ساهم في انقسام الشعب الفلسطيني. ويقف رزقة مع كافة أشكال المقاومة المتاحة، وعلى رأسها المقاومة المسلحة والتي يعتبرها أساس الصراع مع الاحتلال واللغة التي يفهمها، ويدعو للعمل بالتوازي مع جميع أشكال المقاومة وفق الحالة السياسية. ويرى أنّ قضية دخول المنظمة هي من الموضوعات الجدلية التي لا قيمة في الحديث عنها؛ فالمنظمة ليست ملكا للشعب الفلسطيني، إنما هي ملكا لمن صنعها وهو النظام العربي الذي سهَّل لها التفاوض وإبرام اتفاقية أوسلو، ورفض دخول أي فصيل للمنظمة بدون اعترافه بهذا الاتفاق، وبالتالي فإن خيار إصلاح المنظمة وجعلها مرجعية للفصائل هو خيار غير قابل للتطبيق ودعوة إعلامية فقط.

 يؤكد رزقة على حتمية تحرير فلسطين وزوال الاحتلال الإسرائيلي، وهي ليست قضية محكومة بسنوات إنما قضية أفعال، فكلما تقدم الفلسطينيون والعالم العربي والإسلامي نحو هدف التحرير، سيُعجل ذلك بزوال السيطرة الإسرائيلية وتحقيق التحرير، ومهما تطورت حالة التطبيع والمفاهيم السياسية نحو الاعتراف بإسرائيل والعمل المشترك معها، إلا أنّ الشعوب بأغلبيتها ترفض هذه الفكرة وتؤكد على نظرية الصراع. ويرى أنّ النظام العربي يتحكم بطرق مختلفة بالقضية الفلسطينية وهو حاليا يؤثر عليها بالسلب، فالأنظمة العربية تتعاطى مع الضغوط الأمريكية والإسرائيلية وتشعر بحالة انهزامية، خصوصا بعد حربي عام 1967 وعام 1973، حيث فقدت ثقتها بنفسها وإمكانية النصر، إضافة إلى أنّ اتفاق أوسلو كان جسرا للدول العربية للتطبيع مع الاحتلال وتبادل العمل المشترك معه، ولكن لا يمكننا أن نهمل البعد الشعبي والذي هو منسجم كليا مع الشعب الفلسطيني ويؤكد على فكرة التحرير. ويعتقد أن حل التحرير من الناحية الفكرية يؤكد على أنّ فلسطين أرض عربية إسلامية وستتحرر من البحر إلى النهر، أما عن كيفية إتمام التحرير فهذا يرتبط بالحالة السياسية والقدرة، فإما أن يتم على مراحل أو مرحلة واحدة، ويؤكد على أنّ رجوع اللاجئين إلى ديارهم التي هُجِّروا منها هو الحل الوحيد وبحسب قرار 194 للأمم المتحدة فيجب تعويضهم أيضا. ويعتبر أن النظام السياسي الفلسطيني في أصله نظام ديمقراطي، لكنَّه في التطبيق العملي نظام دكتاتوري ودليل ذلك غياب الانتخابات ومفاسد السلطة، ويرى أن القضية الفلسطينية في حالتها الحالية تحتاج إلى توحد الفلسطينيين، وأن تكون المقاومة هي أساس وحدتهم ومسارهم والابتعاد عن أي معارك داخلية، ففكرة المجتمع المتوحد المقاوم هي التي يحتاجها الفلسطينيون ليتقدموا في تحررهم.

عانى رزقة من الاحتلال؛ حيث اعتقله عام 1990 وحكم عليه بـ ستة وثلاثين شهرا وغرامة مالية قدرها 2000 دينارا أردنيا، كما اعتقلته أجهزة أمن السلطة عام 1996 لعدة أشهر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى