يوسف السُّركْجي
ولد يوسف خالد يوسف السُّركْجي في مدينة نابلس في الثلاثين من أيار/ مايو عام 1961، وهو متزوج وله ولدان وبنتان. درس المرحلتين الأساسية والثانوية في مدارس نابلس، وحصل على الثانوية العامة في الفرع العلمي من مدرسة قدري طوقان عام 1979، ونال درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من الجامعة الأردنية في مدينة عمان عام 1983، ودرجة الماجستير في الفقه والتشريع من كلية الدراسات العليا في جامعة النجاح في نابلس عام 1997. عمل إماما وخطيبا في مسجد بلدة عصيرة القبلية حتى عام 1987، ثم إماما وخطيبا في مساجد نابلس مثل مسجد الحاجة عفيفة، ومسجد خالد بن الوليد، ومسجد السلام.
التحق السُّركجي بجماعة الإخوان المسلمين في وقت مبكر من حياته، وشارك في فعالياتها الدعوية والاجتماعية والثقافية، وكان ضمن قيادات العمل الطلابي الإخواني في الجامعة الأردنية، وأصبح المسؤول الأول عن العمل التربوي والدعوي والطلابي في نابلس في تسعينيات القرن الماضي. انضم لحركة حماس فور تأسيسها، وشارك في تخطيط وتنفيذ فعالياتها في محافظة نابلس، وكان أحد قادتها في نابلس خلال الانتفاضة الأولى، وأصبح من قيادة الحركة السياسية والتنظيمية في الضفة الغربية. شكَّل أولى المجموعات العسكرية في الضفة الغربية أواسط عام 1988، والتي قامت بزرع العبوات الناسفة في طريق قوات الاحتلال والمستوطنين، ثم التحق بكتائب القسام عام 1995، وآوى المطاردين من القساميين، وتدرب على تصنيع المتفجرات، واستخدام الأسلحة الرشاشة، وله دور رئيس في جمع القساميين محمود أبو هنود وخليل الشريف ومعاذ بلال وتقديم الدعم المالي والمعنوي لهم، كما أسهم في رعاية خلية “شهداء من أجل الأسرى” القسامية عام 1997، والتي نفَّذت عددا من العمليات منها عملية “محانيه يهودا” في تموز/ يوليو عام 1997، وعملية “بني يهودا” في أيلول/ سبتمبر عام 1997، وأصبح قائدا في كتائب القسام في شمال الضفة، وعاش مع عددٍ من مطاردي القسام أثناء الانتفاضة الثانية، واعتبر بمثابة الأب الروحي لهم، وكان صاحب فكرة تسجيل وصايا الاستشهاديين بالفيديو.
عانى السُّركجي أثناء مسيرته النضالية؛ إذ اعتقله الاحتلال أول مرة عام 1988، ثم توالت اعتقالاته حتى قضى في الأَسر قرابة الثماني سنوات، وأبعده الاحتلال إلى مرج الزهور أواخر عام 1992، وأصيب بالفشل الكلوي أثناء اعتقاله والتحقيق معه في مراكز تحقيق الاحتلال عام 1995، وأبعده الاحتلال إلى قطاع غزة لفترة قصيرة، واعتقلته أجهزة أمن السلطة عدة مرات منذ عام 1997، وبقي في سجونها لأربع سنوات، وتعرض لتحقيق طويلٍ في سجونها، ثم خرج من سجن جنين إثر قصف الاحتلال للسجن في نيسان عام 2001، وطارده الاحتلال إلى أن اغتاله في شقة سكنية في شارع عصيرة الشمالية في نابلس في الثاني والعشرين من كانون الثاني/ يناير عام 2002، وقد اغتيل معه قادة القسام نسيم أبو الروس، وجاسر سمارو، وكريم مفارجة.
المصادر والمراجع:
- حجة، سليم. درب الأشواك صفحات من تاريخ المقاومة في فلسطين، بيروت، شركة فؤاد البعينو للتجليد، 2015.
- السابح، أمجد. خفقات رغم الرحيل مواقف حية من حياة الشيخ الشهيد يوسف السركجي، غزة، وزارة الثقافة ، 2021.