يحيى حمودة

ولد يحيى إسماعيل موسى حمودة في قرية لفتا المهجرة  قضاء القدس المحتلة، في آذار/ مارس عام 1909، وهو متزوج ولديه ثلاثة أولاد وبنت. درس في مدرسة شنلّر وروضة المعارف والمدرسة الرشيدية في القدس، وتخرج من دار المعلمين في القدس عام 1927، وحصل على درجة البكالوريوس في الحقوق من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1943. عمل كاتبًا في دائرة حاكم اللواء في القدس عام 1929، ثمَّ محاميًا، وعمل في الصحافة؛ فأصدر مجلة الهدف بين عامي (1950-1951)، وعمل محررًا لغويًا في مجلة “المجلة” لمدة ثلاث سنوات إبان إقامته في ألمانيا الشرقية بين عام (1959-1962)، ثمَّ استأنف عمله في المحاماة حتى تقاعده عام 1985.

شارك حمودة في المظاهرات الطلابية ضد الانتداب البريطاني، وكان مسلحًا بفرد أثناء ثورة البراق عام 1929، وأخفى عنده القائد سعيد العاص إبان ثورة عام 1936، وساعد عبد القادر الحسيني في الهرب إلى العراق، وشارك في جمع المال والسلاح لصالح الثورة حينها، وعمل مع آخرين على تأسيس حزب الشعب عام 1945.

شارك في مؤتمري أريحا ورام الله عام 1948 اللذين أيدا اتحاد الضفتين، ونشط في قضايا اللاجئين،  وساهم في تأسيس فرع لحزب البعث في رام الله عام 1949، وأسس مع آخرين تكتلاً سياسيا يساريًا أطلق عليه الجبهة عام 1954، ومارس العمل السياسي من موقع المعارضة وبمرجعية فكرية يسارية، وترأس نقابة المحامين الأردنيين بين عامي (1953-1954)، وعمل في دمشق في منظمة أنصار السلام الموالية للسوفيت عام 1958.

شارك حمودة في الدورة الثالثة للمجلس الوطني عام 1966، وأصبح عضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أواخر عام 1967، وضغط على الشقيري لتقديم استقالته احتجاجًا على تفرده في صناعة القرار وتصريحاته الصحفية التي أضرت بعلاقات المنظمة مع بعض الأنظمة العربية، وعدم رغبته في توسيع العمل الجماهيري، فتحقق ذلك، وأصبح حمودة رئيسًا لمنظمة التحرير في الفترة بين عام (1967-1969)، ثم رئيسًا للمجلس الوطني الفلسطيني عام 1969، وقد شارك في حينه في إحداث تغييرات جوهرية على بنية المنظمة، فضمت في عهده الفصائل الفلسطينية المقاتلة، وعُدِّل الميثاق القومي الفلسطيني، وأعيد بناء المجلس الوطني الفلسطيني، وتأسست قوات التحرير الشعبية التابعة للمنظمة لتكون رديفًا فدائيًا، وتأسس مركز التخطيط الفلسطيني المكلف بالتخطيط الاستراتيجي والعملي للمقاومة الفلسطينية، أما عربيًا فقد حاول حمودة جسر الهوة بين المنظمة والأنظمة العربية، وواجه بقوة نهج التسوية الذي بدأ النظام الرسمي العرب التعاطي معه، معبرًا في أكثر من مناسبة عن رفض الفلسطينيين للحلول البديلة عن التحرير وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية.

احتج على ما وصفه تحولاً أساسيًا في وظيفة منظمة التحرير، إذ أصبحت برأيه “أداة في أيدي الأنظمة العربية وأفسدها المال العربي”، واختلف مع ياسر عرفات في كيفية إدارة المنظمة فاستقال منها عام 1974، لكنَّه عجز إبان رئاسته للمنظمة عن التأسيس لقواعد ضابطة تكفل الحفاظ على بنية المنظمة وأهدافها الرئيسة لفترة طويلة الأمد.

سجن أثناء الانتداب البريطاني مدة ثلاث سنوات وماتت والدته وهو في السجن، وفرضت عليه الإقامة الجبرية، وتهجَّر من قريته لفتا عام 1948، وحوكم غيابيًا في الأردن لعشرين عامًا بتهمة انتسابه للشيوعية، ونزح عن رام الله إثر نكسة حزيران عام 1967.

توفي في عمان في السادس عشر من حزيران / يونيو عام 2006.

المصادر والمراجع:

  1. حمودة، سميح.” يحيى حمودة ومنظمة التحرير الفلسطينية في الفترة الانتقالية 24 كانون الأول( ديسمبر) 1967-1 شباط ( فبراير) 1969″. شؤون فلسطينية، العددان 253-254، صيف-خريف 2013.
  2. عبد الهادي، مهدي. “فلسطينيون”. القدس: الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية،

ط2، 2011.

  1. صايغ، يزيد.” الكفاح المسلح والبحث عن الدولة الحركة الوطنية الفلسطينية ( 1949-1993)”. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2002.
  2. هيئة جائزة سليمان عرار للفكر والثقافة. “الموسوعة الفلسطينية الميسرة”. عمان: أروقة للدراسات والنشر، ط2، 2013.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى