يحيى السنوار

ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار في مخيم خانيونس في قطاع غزة في التاسع والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1962، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى بلدة مجدل عسقلان المهجرة قضاء غزة، وهو متزوج ولديه طفل. درس المرحلة الأساسية في مدارس مخيم خانيونس، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة خانيونس الثانوية للبنين، ونال درجة البكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة الإسلامية.

 انتمى السنوار إلى جماعة الإخوان المسلمين في شبابه المبكر، وانخرط في نشاطاتها الدعوية والاجتماعية والتوعوية، ونشط في العمل الطلابي؛ فكان عضوًا في مجلس الطلبة في الجامعة الإسلامية، ونائبًا لرئيس المجلس، ثم رئيسًا له. مارس العمل الأمني بتكليف من الشيخ أحمد ياسين، فأسس مع خالد الهندي وروحي مشتهى منظمة الجهاد والدعوة (مجد)عام 1986، وهي الذراع الأمني لحركة حماس، هدفها حماية جسم الحركة وملاحقة الصهاينة وعملائهم، وقد كان مسؤولًا عن جنوب القطاع (المعسكرات الوسطى وخانيونس ورفح).

 أصبح السنوار بعد اعتقاله من قيادات الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، وقد رئس الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة حماس لدورتين تنظيميتين، وساهم في إدارة المواجهة مع إدارة مصلحة السجون لسنوات طويلة، وقد حاول الهرب من سجنه مرتين؛ واحدة وهو في سجن عسقلان، والأخرى وهو في سجن الرملة، إلا أنَّه لم يتمكن من تحقيق مراده إلى أن أفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار عام 2011.

انتخب عضوَا في المكتب السياسي لحركة حماس عام 2012، وشغل مهمة المنسق بين المكتب السياسي وقيادة كتائب القسام، وأسند إليه ملف الأمن في المكتب السياسي للحركة، ومسؤولية ملف جنود الاحتلال الأسرى في قطاع غزة منذ عام 2015، وتم انتخابه رئيسًا لحركة حماس في قطاع غزة منذ عام 2017، ثم رئيساً لحركة حماس في الداخل والخارج بعد استشهاد القائد اسماعيل هنية في عام 2024، وقد ساهم في قيادة أكثر من محطة مواجهة مع جيش الاحتلال منذ خروجه من الأسر منها؛ حرب عام 2014، وتصدي أذرع الحركة الأمنية والعسكرية لمحاولات الاحتلال اختراق القطاع، كما في حادثة تسلل وحدة مستعربين إلى القطاع في 2018، بالإضافة إلى خلق نماذج جديدة في المقاومة الشعبية كمسيرات العودة وكسر الحصار التي انطلقت أواخر مارس عام 2018، واستمرت لواحد وعشرين شهرًا، والبالونات الحارقة، ووحدات الإرباك الليلي، أمَّا سياسيًا فقد جرت على المستوى الداخلي محاولات لتحقيق المصالحة الفلسطينية خصوصًا عام 2017، وعلى المستوى الخارجي إعادة ترتيب العلاقة مع مصر، وتمتينها مع إيران وحزب الله.

نشر السنوار عددًا من المؤلفات أهمها: رواية الشوك والقرنفل (2004)، وكتاب: (المجد) (2010)، وله دراسات غير منشورة منها: حماس التجربة والخطأ.

عانى السنوار أثناء مسيرته النضالية؛ فقد اعتقله الاحتلال أول مرة عام 1982 إداريًا لمدة أربعة أشهر، واعتقله للمرة الثانية بعد أسابيع من خروجه من السجن ليحكم عليه ستة أشهر إداريًا، واعتقله للمرة الثالثة عام 1988 وأصدر بحقه حكما بالسجن أربع مؤبدات، وقضى غالبية فترة اعتقاله في العزل الانفرادي، كما قصفت طائرات الاحتلال الصهيوني منزله ودمرته بالكامل عام 2012، وأدرجته الولايات المتحدة الأمريكية على لوائح الإرهاب عام 2015.

أعلنت حركة حماس في بيان رسمي استشهاد يحيى السنوار، في تاريخ 17أكتوبر 2024 في جنوب قطاع غزة بعد مواجهة مباشرة مع قوات الاحتلال الاسرائيلي في مدينة رفح حيث كان برفقة مرافقيه الشخصيين في أحد المباني وقد خاض اشتباكات عنيفة وفق رواية الاحتلال الاسرائيلي نفسه، أدت لمقتله والذي تبين بعد ذلك في عملية التمشيط التي جرت عند انتهاء الاشتباكات أنهم كانو يقاتلون الشهيد يحيى السنوار.

المصادر والمراجع:

  1. الشيخ خليل، نهاد.” الإخوان المسلمون في قطاع غزة 1967-1987″. غزة: مركز التأريخ والتوثيق الفلسطيني، 2011.
  2. قراءة في شخصية قائد حماس الجديد – يحيى السنوار، مركز الدراسات الإقليمية- فلسطين، شباط/ فبراير 2017:   https://bit.ly/357E79F
  3. موقع الجزيرة نت: https://bit.ly/3j6FRF3
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى