ياسر قدورة
وُلد ياسر أحمد قدورة في مخيم الرشيدية جنوب مدينة صور اللبنانية في السادس عشر من تشرين الأول / اكتوبر عام 1970، لأسرة مهجّرة تعود أصولها إلى قرية “سحماتا” قضاء عكا، وهو متزوج وله ولدان. دَرس المرحلة الأساسية في مدرسة الهدى في بيروت، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة الروضة عام 1988، ونال درجة البكالوريوس في الرياضيات من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1993، ثم حصل على دبلوم في التربية عام 1996 من الجامعة نفسها، وعلى درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الإمام الأوزاعي عام 2007، والتحق بجامعة طرابلس عام 2021 لدراسة الماجستير في القضية الفلسطينية. عمل مجال التعليم في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بين عامي 1996-1998، ثم عمل في مدارس الورود في الإمارات العربية المتحدة مدة اثني عشر عاماً حتى آخر 2010.
تبنى قدورة الفكر الإسلامي منتصف ثمانينات القرن الماضي، متأثر بالانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وبإبعاد 415 فلسطينياً إلى قرية مرج الزهور في لبنان أواخر عام 1992، حيث كان دائم الزيارة للمبعدين، ومشاركا في برامجهم الثقافية.
نشط في العمل الطلابي أثناء دراسته في الجامعة الأمريكية؛ فترأس النادي الثقافي الفلسطيني الذي يضم طلاباً من جهات سياسية متنوعة. أطلق مشروع “هوية” عام 2008، والذي يهدف إلى الحفاظ على التراث الفلسطيني وجذور العائلات الفلسطينية، والتي تحولت إلى مؤسسة هوية والتي أصبح مديرا لها، حيث يحوي موقع المشروع على الإنترنت أكثر من 8000 آلاف وثيقة تتعلق بملكية الأراضي وجذور العائلات والصور التي توثق للرواية الفلسطينية. اختير منسقاً عاماً لحملة “انتماء” عام 2010، والتي تضم عشرات المؤسسات في لبنان المشاركة في إحياء ذكرى النكبة طيلة شهر أيار/مايو من كل عام. نال جائزة “المُعلم الملهِم” من جامعة كامبريدج البريطانية عام 2007، وشهادة تقدير من إمارة أبو ظبي.
يعتبر قدورة أن اتفاق أوسلو هو “نكبة جديدة بكل ما يتصل به من تنسيق أمني وتنازلات لصالح الاحتلال الذي لا يمكن أن يندحر إلا بالمقاومة، ويشدد على أن فلسطين لا يمكن إلا أن تكون واحدة من بحرها إلا نهرها، وبكل مدنها وقراها التي نجمع إرثها اليوم حتى لا تسقط من الذاكرة. أما اللاجئين فسيبقون حافظين لتفاصيل حياة آبائهم وأجدادهم قبل النكبة، ولن يتخلوا عن حقهم بالعودة، ويرى أن القضية الفلسطينية بقي وهجها على الرغم مما حدث في المنطقة العربية، نافيا تأثرها بالروح الانهزامية التي حاول البعض تعميمها وفق تعبيره.