ياسر خلف
ولد ياسر عادل محمد خلف في مدينة غزة في التاسع عشر من أيلول/ سبتمبر عام 1982، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية يبنا المهجَّرة قضاء الرملة المحتل، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد وبنت. درس المرحلة الأساسية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، والمرحلة الثانويّة في مدارس غزة الحكومية، ونال درجة البكالوريوس في هندسة الحاسوب من الجامعة الوطنية في مدينة تعز في اليمن عام 2005. عمل مهندسا للحاسوب في إحدى الشركات الهندسية في قطاع غزة بين عامي (2005-2007).
نشط خلف في العمل الطلابي، ومثَّل فلسطين على مستوى الجامعة، وشارك في تأسيس حركة الأحرار الفلسطينية عام 2007، وكان أحد كوادرها التنظيمية في منطقة غرب غزة بين عامي (2007-2009)، ثم أصبح ناطقا إعلاميا باسمها، ثمَّ مديرا لمكتبها الإعلامي وناطقها الرسمي، ثمَّ عضوا في قيادتها على مستوى القطاع منذ عام 2021، وقد مثَّلها في عدد من جولات المصالحة وإنهاء الانقسام في القاهرة، وشارك ممثلا عنها في نقاشات الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لبعض الملفات الوطنية، وهو عضو في اللجان الإعلامية للفصائل، وشارك أيضا في عدد من المؤتمرات الوطنية والدولية التي تناولت القضية الفلسطينية ومستجداتها، وقام بعدد من الجولات الخارجية خاصة في مصر بين عامي (2018 -2020)، والتقى مع عدد من قيادات وكوادر الأحزاب المصرية لمناقشة الوضع الفلسطيني ونسج علاقات معهم، وشارك في استضافة وفود مصرية في مقر الحركة في القطاع.
كتب خلف مقالات سياسية تناول فيها مستجدات القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى عدد من القصائد الشعرية والنثرية.
يعتقد خلف أن القضية الفلسطينية تتعرض لمؤامرات كبيرة، ويسعى المتآمرون إلى تصفيتها، وقد نجحوا في إشغال الشعب الفلسطيني بقضايا جانبية عن القضية الرئيسة، إلا أن الشعب ما زال يقدم التضحيات في خدمة القضية، وعلى الرغم من المشهد المأسوي الذي تعيشه القضية إلا أن المستقبل لها. ويرى أن اتفاق أوسلو أسوأ ما مر على القضية الفلسطينية، إذ عمل على تدميرها، وتمكين الاحتلال من مقدرات الشعب الفلسطيني، وجاء لإنهاء الانتفاضة الأولى، وأدى إلى اعتراف منظمة التحرير بدولة الاحتلال ومنحها الشرعية على أرض فلسطين، مما سبب في انقسامات على مستوى الفصائل والمجتمع أجمع، ويعتقد أن السلطة التي أنشئت على أثر الاتفاق لم تكن بمستوى تحديات الشعب الفلسطيني، ويدعو إلى التحلل من كل الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال، ويصف الانقسام بأنه محطة سوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني، ويُحمِّل مسؤولية الانقسام إلى السلطة نتيجة عدم تسليمها الحكم لحركة حماس، بالإضافة لعدم إيمانها بالشراكة الوطنية والتمسك بعقلية التفرد والقرار الواحد، ويطالب بإنهاء الانقسام والعودة للمسار الديمقراطي على أساس رؤى متجددة تجمع كل طاقات الشعب الفلسطيني على أساس المقاومة والتمسك بالحقوق والثوابت.
يرى أن واقع منظمة التحرير مرير، إذ تم اختطافها، وأصبحت لا تحظى بشرعية فلسطينية مطلقة لأنها تمثل لون واحد، وقد استغلها هذا اللون لتمرير مشاريع باسم الشعب، لذلك لابد من إعادة تشكيلها وترتيبها على أسس الشراكة الوطنية الفاعلة وعلى قاعدة المقاومة ضد الاحتلال باعتبارها مرجع للكل الفلسطيني. ويؤمن بكل أشكال المقاومة وعلى رأسها المقاومة المسلحة التي يعتبرها الخيار الاستراتيجي والفاعل أمام عدوان الاحتلال الذي لا يفهم إلا لغة القوة، وما دام الاحتلال موجودا سيقابله مقاومة، العلاقة بين الشعب الفلسطيني والاحتلال هي علاقة صراع ومقاومة. ويعتبر أن تحرير فلسطين كل فلسطين هي خيار الشعب ولا يؤمن بما سواها من حلول، خصوصا وأن الشعب الذي قدَّم التضحيات لن يقبل بإعطاء الاحتلال شبر من الأرض، ويؤمن بحق العودة ويعتبره حق مقدس وثابت ولا يملك أحد التنازل عنه، ويخلص إلى أن المفاوضات مع دولة الاحتلال اثبتت فشلها على مدار سنوات.
يعتبر أن النظام الفلسطيني منقسم على ذاته، وليس هناك نظام سياسي واحد إنما انقسام جغرافي مرير بين الضفة وغزة، ويعتقد أن النظام السياسي في الضفة ديكتاتوري يسوده حالة من القمع والملاحقات ومحاولة إجهاض المقاومة، أمَّا في غزة فيرى أن المواطن الفلسطيني يتمتع بحرية خاصة أن الحكومة تحمي المقاومة وتدعمها. ويصف الحالة العربية بأنَّها تعبير عن عدم الاستقرار وانحدار في الفكر الوطني، خصوصا بعد موجات التطبيع مع الاحتلال التي شاركت فيها بعض الدول العربية، ويرى أن أمريكا لن تسمح باستقرار الدول العربية لأنه سيكون على حساب الاحتلال، لكن الشعوب أعلم بمصالحها وهي من تتخذ طريق حريتها، ويؤكد على أن الوضع الفلسطيني بحاجة لكل الأمة على مستوى القادة والأحزاب والمؤسسات وأصحاب الرأي، ولا بد من توحيد طاقات ومقدرات الأمة ليكونوا ضمن جيش التحرير، ويجب التحلل من التطبيع والانحياز لقضية الشعب وإرادته والاصطفاف في جبهة عربية فلسطينية لمواجهة الاحتلال.
عانى خلف من الاحتلال؛ إذ قصفت طائرات الاحتلال منزل عائلته عام 2008 الأمر الذي أدى إلى ارتقاء عمه وابنه، وأصيب أبوه وأخوه بحروق متوسطة.