وليد دقة

ولد وليد نمر دقة في مدينة باقة الغربية في الداخل المحتل في الأول من كانون الثاني/ يناير عام 1961، وهو متزوج وله بنت. درس المرحلة الأساسية في مدارس المدينة، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة يمّه الثانوية الزراعية عام 1979، ونال درجتي البكالوريوس والماجستير في العلوم السياسية من جامعة “تل أبيب” المفتوحة من داخل سجون الاحتلال. عمل في إحدى محطات تسويق المحروقات وورش البناء والمطاعم والفنادق في الداخل المحتل.

التحق في بداية ثمانينيات القرن الماضي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وشكَّل خلية عسكرية مُقاوِمَة للاحتلال، وسافر إلى سوريا سرًا عام 1984، وتلقى تدريبات عسكرية وأمنية في إحدى معسكرات الجبهة قُرب الحدود الأردنية، وتم اختياره ليكون ضمن جهاز عسكري سري يعمل في الداخل المحتل تحت قيادة الرفيق إبراهيم الراعي من قلقيلية، على أن تكون مهمة الجهاز جمع المعلومات عن قادة ومسؤولين صهاينة شاركوا في اجتياح لبنان عام 1982 وارتكبوا مجزرة صبرا وشاتيلا، ثمَّ تصفيتهم، وأسر الجنود الصهاينة لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين، وقد عمل الجهاز لمدة عامين قبل أن تكتشفه مخابرات الاحتلال وتتهم دقة ورفاقه إبراهيم ورشدي أبو مخ وإبراهيم بيادسة بقتل الجندي الصهيوني موشي تمَّام عام 1984.

 انتسب دقة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي بعد تأسيسه عام 1995، وهو حزب فلسطيني في الداخل المحتل، وانتُخب غيابيًا عضوًا في لجنته المركزية.

عانى دقة خلال مسيرته النضالية الطويلة، إذ اعتقله الاحتلال في الخامس والعشرين من آذار/ مارس عام 1986 وحكم عليه بالسجن المؤبد، أضيف له عامين آخرين عام 2018، وهو سادس أقدم أسير فلسطيني وضمن 30 أسيرًا فلسطينيًا معتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو، وقد شكَّل السجن معاناة مستمرة له؛ فقد توفي والده عام 1998م، ومنعتْ مخابرات الاحتلال والدته وزوجته من زيارته مدة طويلة، ورفضتْ المحاكم الصهيونية مطالباته المستمرة بإتاحة “الخلوة الشرعية” مع زوجته، كما هو معمول به في الكثير من سجون العالم، حيث اضطر عدد من الأسرى لتهريب النطف ومنهم دقة الذي ولدت طفلته في شباط عام 2020. كما تراجع الاحتلال عن وضعه على قائمة المفرج عنهم من الأسرى القدامى في إطار التفاهمات الفلسطينية- الصهيوني عامي 2013-2014، وعانى كثيرًا من الإهمال الطبي، وخضع للعزل الانفرادي عدة مرات في العامين (2017، 2020)، بالإضافة إلى ملاحقة كتاباته ورسائله ومصادرتها ومعاقبته عليها.

يعتبر دقة مثقفٌ مثابر، وتتسم كتاباته بالرصانة والعمق، ويولي اهتمامًا كبيرًا بموضوعات الحرية والسياسة والمقاومة والأَسر والتاريخ والأدب، ومن كتبه المنشورة: يوميات المقاومة في جنين (2004)، والزمن الموازي (2005)، وصهر الوعي: إعادة تعريف التعذيب (2010)، ورواية حكاية سر الزيت (2018)، وله عدد من المقالات والمقابلات الصحفية.

يعارض دقة حل الدولتين بصيغته الحالية، ويعتقد أنَّه لا يستجيب لقضية العودة واللاجئين، ويمزق الشعب الفلسطيني وهويته الوطنية، ويُخرج الداخل من تعريف الفلسطيني لهويته، ويعتبر أن اتفاقية أوسلو جزأت الشعب الفلسطيني، وهي تنازل صريح عن الوطن، ويرى أن الحل يكمن في مشروع الوطن الواحد الذي يجمع كلا “الشعبين” على أساس شكلين من السيادة؛ مناطق سيادة كاملة (سياديّة) ومناطق سيادة وظيفية، وينادي بأن لا تنشغل الفصائل الفلسطينية في هذه المرحلة في حدود السيادة وإنما حدود الوطن، الوطن الذي يمكن للفلسطيني أن يتحرك به، وأن ينتج ويبدع في إطاره، والذي يجب أن يتطابق وحدود الهويّة الفلسطينية، بغض النظر عن أشكال السيادة، كما يطالب بإنهاء الانقسام كونه يشكل خطرًا حقيقيًا على القضية الفلسطينية.

المصادر والمراجع:

  1. الموقع الإلكتروني للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:

 https://bit.ly/2BIYcrz

  1. الموقع الإلكتروني لشبكة قدس الإخبارية:

https://bit.ly/3eyjmre

  1. الموقع الإلكتروني لصحيفة الأخبار اللبنانية

https://al-akhbar.com/Palestine/269160

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى