المشهد الفلسطينيالاقتصاد الفلسطيني

ورشة البحرين الاقتصادية بين بيع الوهم والتحالف مع إسرائيل

تمهيد

شهدت المنامة، عاصمة مملكة البحرين، يومي 25 و 26 حزيران/ يونيو12019، ما سُمّي بورشة "السلام من أجل الازدهار"، وهي ورشة نقاشية لخطة اقتصادية، يشرف عليها جاريد كوشنر، مستشار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، وتهدف، حسب كوشنر، إلى توفير بيئة استثمارية مناسبة، تشكّل قاعدة أساسية تنهض عليها خطّة الإدارة الأمريكية الحاليّة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.2

وبينما غابت المستويات الرسمية الفلسطينية والإسرائيلية عن الورشة، فقد حضرها وفد إسرائيلي برز فيه يوآف مردخاي، المنسق الأسبق لأعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو ما يُعرف بـ "الإدارة المدنية"، برفقة رجال أعمال وإعلاميين إسرائيليين. وقد تزامن مع انعقاد ورشة المنامة، وجود شخصيات إسرائيلية، سياسية وأمنية سابقة، في البحرين، دون ربط زيارتها للبحرين بتلك الورشة3. وبينما لم تسهب المستويات السياسية الإسرائيلية الرسمية في الحديث عن الورشة، إلا أنها أبدت تأييدًا معلنًا لها، على لسان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.4

في المقابل، شاركت في الورشة شخصيات فلسطينية غير رسمية، وصفتها بعض الوسائل الإعلامية الفلسطينية بـ "العملاء"5، وذلك في ظلّ رفض فلسطيني رسمي وشعبي، علنيّ وصريح، لهذه الورشة، تبعته محاولات فلسطينية أمنية لاعتقال بعض المشاركين في الورشة6، التي عدّتها المؤسسة السياسية الفلسطينية الرسمية مقدّمة لما يُسمّى بـ "صفقة القرن"، مؤكّدة أنّها لن تنجح، كما جاء في تصريحات للرئيس الفلسطيني محمود عباس7، وهو الموقف الذي أجمعت عليه القوى الفلسطينية بلا استثناء.

أثارت هذه الورشة اهتمامًا كبيرًا، وذلك نظرًا إلى سياقاتها السياسية الخطيرة، وانفتحت على تساؤلات كثيرة حول الأهداف منها، واتصلت تلك الأسئلة بحقيقة مواقف الدول العربية من هذه الورشة، وما يرتبط بها من خطة أمريكية، يصفها المراقبون بخطة تصفية القضية الفلسطينية8، لا سيما تلك الدول التي شاركت فيها بمستويات متباينة.

تناقش هذه الورقة، جذور وسياقات الورشة سياسيًا، وملابساتها الراهنة، وما يتعلق بذلك من مواقف لأبرز القوى والأطراف ذات الصلة، وما ذهب إليه المراقبون في قراءاتهم لتلك السياسات.

الطريق إلى ورشة البحرين

منذ لحظة استلام دونالد ترامب لمهامه الرئاسية في البيت الأبيض، توقّع بعض المراقبين أن تتبنى إدارته توجّهًا يسعى إلى دمج "إسرائيل" في المنطقة، تحت مظلّة تحالف "شرق أوسطي"، يضمها ودولاً عربيّة، بذريعة التصدّي لإيران ولقوى الإسلام السياسي، وما يُدعى بـ "الإرهاب"، على أن يُدفع ثمن هذا التحالف من الحقوق الفلسطينية.9

منذ شباط/ فبراير 2017، بدأ الحديث الأمريكي الإسرائيلي، وعلى لسان نتنياهو وترامب، عن تحالف عربي إسرائيلي لا تعيقه القضية الفلسطينية10، في إطار صفقة إقليمية شاملة، قد لا تقوم بالضرورة على حلّ الدولتين11. هذه الصفقة سرعان ما أخذت اسم "صفقة القرن"، وذلك عقب لقاء في البيت الأبيض، جمع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والمصري عبد الفتاح السيسي، في نيسان/ إبريل 2017.12

منذ ذلك الوقت، لم يُعلَن عن بنود هذه الصفقة، وإن أخذت وسائل الإعلام المتعددة تتحدث عن رؤية ترامب للصراع العربي الإسرائيلي، بما يتجاوز الأطر السابقة التي تبنتها الإدارات الأمريكية المتتالية، حيث قال حينها جاسون غرينبلات، مساعد ترامب ومستشاره للمفاوضات الدولية، إنها أفكار هدفها تسهيل التوصل إلى اتفاق سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.13

بدأت معالم هذه الصفقة/ الخطّة تتضح بالتدريج، وقد كشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني في كانون ثاني/ يناير 2018، أن المقترحات الأميركية نُقلت إلى الفلسطينيين عن طريق السعودية، وأن الصفقة تقوم على تصفية القضية الفلسطينية، وإنشاء حلف إقليمي ضد النفوذ الإيراني في المنطقة، تكون "إسرائيل" جزءًا منه.14

في وقت لاحق، ذكرت المصادر الإعلامية المتعددة، ونقلًا عن مصادرها، أنّ هذه الصفقة لن تتجاوز حكمًا ذاتيًّا للفلسطينيين في الضفة الغربية، مع الاعتراف بشرعية الاستيطان الإسرائيلي فيها، وإخراج القدس من الصراع، ومنْح الفلسطينيين إحدى بلداتها بديلًا عنها لتكون عاصمة لهم، وتصفية حقّ العودة نهائيًّا.15

وقد أكدت عدة قرارات للإدارة الأمريكية هذه التصورات، فقد اعترف ترامب بالقدس عاصمة لـ "إسرائيل"، ووقع قرار نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس، وقطع كامل المساعدات الأمريكية عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، وسعت إدارته لتغيير وضعية اللاجئ الفلسطيني، بحيث لا يتجاوز عدد اللاجئين 40 ألفًا، من أصل أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين في الـ "أنروا"، وقطعت كامل المساعدات الأمريكية عن السلطة الفلسطينية، وعن المستشفيات الفلسطينية في القدس، وأغلقت مكتب منظمة التحرير في واشنطن.16

بات واضحًا من جملة القرارات الأمريكية، وتصريحات قياداتها، أن الإطار العام للخطة السياسية، لن يختلف جوهريًّا عما تداولته الأوساط السياسية والإعلامية طوال العامين الماضيين، وهو ما دفع قيادة السلطة الفلسطينية، منذ نهاية عام 2017، وردًّا على القرارات الأمريكية، إلى الإعلان عن قطع الاتصالات مع الولايات المتحدة، وعدم الاعتراف برعايتها المنفردة للعملية السلمية.17

وبالرغم من ذلك، لم يُعلَن عن الشقّ السياسي من هذه الخطّة، والذي يُفترض أنّه يمثّل جوهرها. وقد قيل مؤخرًا إنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أرجأ الإعلان عنها إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية في أيلول/ سبتمبر 2019 18. إلا أنّ ذلك لم يمنع من الكشف عن الشقّ الاقتصادي من الخطّة، وطرحِها في ورشة خاصّة في المنامة، عاصمة دولة البحرين، تحت عنوان "من السلام إلى الازدهار- رؤية جديدة للشعب الفلسطيني".19

ورشة البحرين: ملابسات وحيثيات ومواقف

في التاسع عشر من أيار/ مايو 2019، أعلنت الولايات المتحدة ومملكة البحرين، عن استضافة الأخيرة لورشة عمل اقتصادية، تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار"، في يومي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من يونيو 2019 20، ثم بدأت العديد من الدول في الإعلان عن مشاركتها في هذه الورشة.

عربيًا، شاركت كل من المملكة العربية السعودية، يمثلها وزير المالية، ووزير دولة، ومحافظ صندوق الاستثمارات العامّة. وكذلك دولة الإمارات يمثلها وزير الدولة للشؤون المالية، ومصر يمثلها نائب وزير المالية، والأردن يمثّله أمين عام وزارة المالية، والمغرب يمثّله مسؤول بوزارة الاقتصاد والمالية. وقد جاء إعلان الدول الثلاثة الأخيرة، لا سيّما الأردن، متأخّرًا، وبعد سلسلة تكهّنات21، بينما شاركت دولة قطر بحضور وزير ماليتها، دون أن تعلن مشاركتها في بيان رسميّ.22

وقد تراوحت مواقف الجهات الأخرى بين المشاركة وعدمها. فالصين أعلنت موقفين متعارضين إزاء ذلك، إذ أعلنت عدم مشاركتها على لسان سفيرها لدى السلطة الفلسطينية23، ولكنها أعلنت مشاركتها على لسان وزير خارجيتها24. والأمم المتحدة، وبعد أسابيع من التردد، أعلنت أنها سترسل جيمي ماكغولدريك، نائب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى المؤتمر25. بينما شارك الاتحاد الأوربي بوفد تقنيّ متدنٍ، وللاستماع فقط26. في حين تحفظت روسيا على الورشة، ووصفتها بأنها غير بناءة، وأنها تترك القضايا الجوهرية على الهامش.27

من المهم الإشارة إلى موقفين أساسيين من الورشة، الأول يمثّله التوافق الأمريكي الإسرائيلي على دعم ورشة البحرين، والثاني يمثله الإجماع الفلسطيني على رفضها. فعلى صعيد الموقف الأول، هاجم جاريد كوشنر السلطة الفلسطينية في ختام الورشة، وقال إنّها فشلت في مساعدة شعبها28، وهو الموقف نفسه الذي عبّرت عنه المستويات الرسمية الإسرائيلية، التي قالت إنّ السلطة الفلسطينية تمنع تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين29، في حين قال الرئيس الأمريكي ترامب، إنه قطع المساعدات عن الفلسطينيين، بهدف الضغط عليهم سياسيًّا، وردًّا على انتقاداتهم له وللولايات المتحدة.30

ومن اللافت أيضا، تطابق تصريحات وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة، لا سيما التي قدّمها للإعلام الإسرائيلي، مع التصريحات الأمريكية والإسرائيلية، في توجيه النقد للسلطة الفلسطينية، كتصريحه بأنّ السلطة الفلسطينية ارتكبت خطأ عندما قاطعت الورشة الاقتصادية في البحرين.31

أمّا على صعيد الموقف الثاني، فقد أجمعت الأطراف الفلسطينية، السلطة والفصائل، على رفض الورشة، وما تضمنته من خطّة اقتصادية معلنة. فالرئاسة الفلسطينية اعتبرت أنّ ورشة المنامة ولدت ميتة32، وأنّها فشلت بما يوجب على الإدارة الأمريكية أن تغيّر من توجّهها، وقالت إن تصريحات ترامب الأخيرة، والتي سبقت الإشارة إليها، غير مشجّعة، وأنه يعتمد على فريق منحاز لـ "إسرائيل" بالكامل33. وعقّب الرئيس محمود عبّاس على الورشة بأنّ "الحقوق الوطنية ليست عقارات تُباع وتُشترى، وأن الحل السياسي يجب أن يسبق أي مشاريع اقتصادية"34.

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، قد نشر مقالة في صحيفة الواشنطن بوست، قال فيها إنّ خطة كوشنر، هي نفسها مشروع السلام الاقتصادي الذي دعا إليه بنيامين نتنياهو، وأن ترامب ومستشاريه يشنّون حربًا على الحقوق الفلسطينية، وأن خطة كوشنر تهدف إلى تقويض الحقوق الفلسطينية، وتوطيد حكم "إسرائيل" على الشعب الفلسطيني.35

أمّا حركة حماس، فقد أصدرت عدة بيانات اعتبرت فيها ورشة المنامة محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، من البوابة الاقتصادية والمال المسيّس36، وعبّرت عن استيائها الشديد من المشاركة العربية في مؤتمر المنامة، والتي جاءت خلافًا للإجماع الفلسطيني الرافض والمقاطع للمؤتمر37. واستنكرت الحركة تصريحات وزير خارجية البحرين، التي قال فيها إن "إسرائيل" هي جزء من تراث المنطقة يجب السلام معه، وأن عداء العرب لا ينبغي أن يكون معها. وهو ما عدّته حماس تصريحاتٍ غير مسؤولة يروّج بها دومًا للكيان الإسرائيلي38. وكانت حماس قد عقدت مؤتمرًا شرحت فيه موقفها من ورشة المنامة، وقالت فيه إنّ المجتمعين في المنامة، لا يملكون أي حق، أو أي تفويض، للحديث بالنيابة عن فلسطين.39

ولم تخرج مواقف القوى الفلسطينية الأخرى عن هذا الموقف الرافض لورشة البحرين ومتعلقاتها. فقد عدّتها حركة الجهاد الإسلامي إعادة طرح لمشروع الليكود، الذي يقوم على فكرة السلام الاقتصادي، وقالت إن نتيجة الورشة أكدت على أن "إسرائيل" قد صارت دولة شقيقة وحليفة لبعض الأنظمة40. أمّا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والتي كانت قد دعت مصر والأردن والمغرب، إلى العودة عن قرار المشاركة في ورشة البحرين، محذرة من أهداف الورشة التصفوية41، فقد عادت لتهاجم تصريحات وزير الخارجية البحريني، وقالت إن تصريحاته "تصل إلى حد الخيانة الصريحة، وتبرهن على أن النظام البحريني غارق حتى أذنيه، في دعم مخطط تصفية القضية الفلسطينية".42

ومن جهتها، ثمّنت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الموقف الفلسطيني الموحد، بقواه وفعالياته المختلفة، الرافض لورشة البحرين، وما سمّته بخطة ترامب- نتنياهو43. بينما أصدر حزب الشعب الفلسطيني، وردًّا على ورشة المنامة، ميثاق شرف وطنيّ، يتضمن رفضًا لصفقة القرن، ولكل أشكال التطبيع، ودعا الحزب جميع الفصائل للتوقيع عليه 44. أمّا المبادرة الوطنية الفلسطينية، فقد عدّ أمينها العام خطة كوشنر الاقتصادية، خديعة كبرى للتغطية على تصفية القضية الفلسطينية.45

واشتركت القوى الوطنية والإسلامية مجتمعة في الدعوة لسلسلة فعاليات في مدن ومحافظات الضفة الغربية، رفضًا لورشة البحرين، طوال يومي انعقاد الورشة.46

كما قوبلت الورشة بموجة من المواقف العربية الشعبية الرافضة، دعت إليها أحزاب وتجمعات مناهِضة للتطبيع، ومناصِرة للقضية الفلسطينية، شملت تنظيم مسيراتٍ وفعالياتٍ احتجاجية متنوعة، كان أبرزها دخول جموع عراقية إلى السفارة البحرينية في بغداد، ورفع الأعلام الفلسطينية عليها.

ولكن، رغم هذا الإجماع الفلسطينيي في تشخيص التحدي وطبيعته، إلا أنه لم يسفر عن أدوات تنسيقية، أو توافُقٍ على استراتيجية موحدة للمواجهة.

خلاصة تحليلية.. المضمون والنتائج والأهداف

تدعي الخطة المعلَن عنها في ورشة البحرين، والتي تحمل عنوان "من السلام إلى الازدهار- رؤية جديدة للشعب الفلسطيني"، أنها قادرة على الدفع بثلاثة مسارات لتغيير الواقع الفلسطيني، الأول إطلاق العنان للاقتصاد الفلسطيني ضمن سلسلة برامج، والثاني تمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق طموحاته عبر التعليم بالدرجة الأولى، والثالث تعزيز الحوكمة الفلسطينية بتحسين قدرة القطاع العام على تقديم خدماته للمواطنين، وتحسين قدرات القطاع الخاص. وكما أُعلن، سيجري تنفيذ هذه الخطّة على مدى 10 سنوات، يُستثمر فيها 50 مليار دولار، وتفضي إلى توفير أكثر من مليون وظيفة في الضفة الغربية وقطاع غزّة، وخفض معدل البطالة إلى ما يقارب أرقامًا أحاديّة، وخفض معدل الفقر في الأراضي الفلسطينية بنسبة 50٪.47

تعرض البرامج الاقتصادية المطروحة، مشاريع ضبابية ودون تفصيل، مثل تخفيف القيود على الاقتصاد الفلسطيني، ودمجه بالاقتصاد الإقليمي، وإنشاء البنية التحتية، وتعزيز نمو القطاع الخاص. وبطبيعة الحال، تضمّنت الخطة إشكالات حرية التنقل، وربْط الضفة الغربية بقطاع غزة، وحلّ مشكلات الكهرباء والماء، وخطط تعزيز التعليم. كما أن مبادرات الخطّة، تعتمد على التمويل المفترض من جهة، وضمن برامج من القروض والمنح من جهة أخرى.48

وبمراجعة مجمل الخطّة، يتضح أنّ التمويل المقترح، وهو 50 مليار دولار، سينفق طوال عشر سنوات، وبمعدل 5 مليارات دولار في العام الواحد، نصفها تقريبًا سيكون قروضًا بفوائد، و11 مليار دولار سينفقها القطاع الخاص. كما يتضح أن 28 مليار دولار من أصل الـ 50 مليار، ستكون من نصيب الدول العربية المجاورة، وهي مصر والأردن ولبنان، مما يعني في النتيجة أن نصيب الفلسطينيين سيكون 8 مليارات تقريبًا، أي بمعدل 800 مليون دولار سنويًّا، وهو المبلغ ذاته الذي تتلقاه السلطة الفلسطينية بالفعل من المانحين، مما يعني أيضا أن ما تتلقاه السلطة الآن، سيظلّ على ما هو عليه، إلى جانب ربْطه بتنازلات جوهريّة دائمة لصالح استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وتصفية حقّ العودة49. وسيتركز دور الدول المحيطة في توطين اللاجئين الفلسطينيين، وتوفير بيئات استثمارية لمشاريع مشتركة، بين الاحتلال ودول عربية، يشارك فيها فلسطينيون.

من الواضح أن هذه المبالغ، أي 800 مليون دولار سنويًا، تفتقر إلى الإغراء المزعوم بتحقيق الازدهار للفلسطينيين، وتذكّر بالوعود التي سبقت ورافقت اتفاق أوسلو، حينما قيل إنها ستحول غزّة إلى سنغافورة الشرق الأوسط، كما تذكر بالدعم الذي وُعدت به السلطة الفلسطينية عقب مؤتمر أنابلويس عام 2007، الأمر الذي يوحي بأنّ الهدف من الخطّة الاقتصادية، هو إبقاء الفلسطينيين رهينة التمويل المشروط، الذي يحول دون تحررهم50، ويجردهم من حقوقهم السياسية باستخدام المال العربي. بشكل عام، من الواضح أنّ أهداف الورشة والخطة المعلن عنها، تؤسس للتطبيع العربي الإسرائيلي بشكل علني، وتهدف إلى إغواء الفلسطينيين بالتمكين الاقتصادي.51

سياسيًّا، أشارت الخطّة الاقتصادية إلى ضرورة إنجاز اتفاق سلام دائم، بيد أنّها لم تطرح أي تصور لذلك الاتفاق، وهو الأمر الذي تمسّك به كوشنر في لقاءاته الإعلامية، فقد رفض الإشارة إلى أي من حقوق الفلسطينيين، وتجاهل موقف السلطة الفلسطينية من خطته، وأشار في تلميحاته السياسية، إلى أنّ المبادرة العربية لم تعد أساسًا للسلام الفلسطيني الإسرائيلي، وأن الخطّة السياسية الأمريكية المرتقبة، ستكون في مكان يتوسط بين مطالب الفلسطينيين ومواقف الإسرائيليين، مختزلًا ورشة البحرين في كونها اجتماعًا للنقاش، وسماع آراء الأطراف، ومؤكّدًا على أنّ خطّته استفادت من المقترحات التي تأتيه من المنطقة العربية.52

طبيعة الورشة، والتصريحات الأمريكية التي رافقتها، تؤكّد التسريبات حول الشقّ السياسي منها، فالتمويل سيُبقي الفلسطينيين خاضعين للشروط السياسية، وهو ما يعني أنّ الخطّة لن تمنح الفلسطينيين دولة، حسب ما قالته صحيفة الواشنطن بوست، التي وصفت الخطة وفقًا لمصادر مطلعة، بأنّها فرصة اقتصادية متحكم بها، تكرّس الهيمنة الإسرائيلية على الأراضي المتنازع عليها.53

وفي تقريرها حول الخطّة، أشارت الواشنطن بوست أيضا، إلى الأوساط التي تشكك بها، بما في ذلك كُتّاب وصحفيون ومسؤولون حكوميون سعوديون، اختارهم وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان للقاء كوشنر54. وهو ما رآه كثير من المراقبين، الذين قالوا إنّ فشلها محتم55. ومن جملة الدلائل على هذا الفشل، الإحجام العربي والدولي عن المشاركة فيها، ومشاركة بعض الأطراف العربية وغير العربية بتمثيلٍ متدنٍ، إما مداراة للإدارة الأمريكية، أو حرصًا على عدم الخروج من الصورة. ومن هذه الدلائل أيضا اشتراط الدول المشاركة ألا تشارك "إسرائيل" بصورة رسمية، واشتراط الدول العربية المطلوب منها التمويل، معرفة الشقّ السياسي من الخطّة، قبل التزامها بالتمويل.56

وبالرغم من هذا الاتفاق على فشل الورشة، إلا أنّها بالفعل رفعت مستوى العلاقات العربية الإسرائيلية، إلى مستوى علنيّ أعلى، بعدما تطوّرت هذه العلاقات مؤخّرًا في مستوياتها الأمنية57. مما يعني أنّ الورشة قد تشكّل خطوة إضافية لدمج "إسرائيل" في تحالف عربي، وهو ما يمكن فهمه من تصريحات وزير الخارجية البحريني، التي عبرت عن سعي بعض الأنظمة العربية، لكسر الجمود في علاقتها مع "إسرائيل".

تصريحات كوشنر، جعلت النقاش وتبادل الرأي، جوهر ورشة البحرين، وركزت على تقديم سردية جديدة حول السلوك الفلسطيني، تقوم على اتهام الفلسطينيين بإهدار الفرص التي تتاح لهم لبناء مستقبل أفضل، ولكنها في نفس الوقت، تتعامى تماما عن وقائع الصراع.

في سياق آخر، ذكرت أوساط إسرائيلية أنّ معظم البرامج الاقتصادية الواردة في اتفاقيات السلام بين "إسرائيل" من جهة، وبين كل من مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية والأردن من جهة أخرى، لم تتحقق، وبالتالي فإنّ الاقتصاد ينبغي أن يكون جزءًا من الحلّ، وليس الحلّ نفسه. وبما أن مجمل الخطّة الأمريكية، في الحدود المعلنة، وبشقّيها السياسي والاقتصادي، تجعل الاقتصاد هو الحل، فإن ورشة البحرين لن تكون مفتاحًا للحلّ.58

وبينما تبدو معالم فشل الورشة واضحة لدى كثير من المراقبين، إلا أنّه لا ينبغي التقليل من خطورتها على صعيدها التطبيعي، وما تهدف إليه من تدرج في دمج "إسرائيل" في المنطقة، بصرف النظر عن حلّ القضية الفلسطينية. وهذا ما تحدّث عنه مؤخرًا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو59، وهو ما يمكن ربطه بالمساعي الإسرائيلية لتكريس التطبيع كمسار يفضي لهيمنةٍ إسرائيلية على المنطقة، وتفرّدٍ كامل في تصفية حقوق الفلسطينيين تباعًا، في ظل غطاء أمريكي، وربما عربي، قد توفره مناخات التطبيع والتحالف مع بعض الأنظمة العربية.


1 إسرائيل وورشة البحرين.. غاب الاقتصاد وحضر التطبيع، موقع الجزيرة نت، 26 حزيران/ يونيو 2019، https://www.aljazeera.net/news/politics/2019/6/26

2 لقاء خاص أجرته قناة الجزيرة مع جاريد كوشنر، حساب القناة على موقع يوتيوب، 25 حزيران/ يونيو 2019، https://www.youtube.com/watch?v=kQznHZ9rjgU

3 ليفني تزور البحرين وتجتمع بوزير خارجيتها، موقع عرب 48، 29 حزيران/ يونيو 2019، https://www.arab48.com/إسرائيليات/أخبار/2019/06/29

4 تغريدة لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، من حسابه الناطق بالعربية على موقع تويتر، 27 حزيران/ يونيو 2019، https://twitter.com/Israelipm_ar/status/

5 أكثر المواقع الإخبارية الفلسطينية التي نشرت أسماء الفلسطينيين المشاركين في الورشة ونعتتهم بالعملاء.. عادت في وقت لاحق لتحذف ما نشرته من أسماء، ولذلك يكتفي الباحث بالإشارة إلى هذا.

6 مصادر: السلطة تفرج عن أبو ميالة الذي شارك في ورشة البحرين بعد تهديد أمريكي، موقع وكالة وطن للأنباء، 29 حزيران/ يونيو 2019، https://www.wattan.tv/ar/news/285744.html

7 الرئيس خلال لقائه الصحافة الأجنبية: نحن ضد ما يجري بالمنامة وضد "صفقة العصر" وسنبقى في أرضنا صامدين، موقع وكالة وفا الفلسطينية الرسمية، 24 حزيران/ يونيو 2019، http://www.wafa.ps/ar_page.aspx?id=cZGV0La857013602874acZGV0L

8 صفقة القرن: "حل نهائي" للصراع أم "تصفية للقضية الفلسطينية"؟ تساؤل في صحف عربية، موقع BBC عربي، 4 أيار/ مايو 2019، http://www.bbc.com/arabic/inthepress-48160049

9 ساري عرابي، مقاربة ترامب العربية.. سيناريو محتمل، موقع عربي21، 31 كانون ثاني/ يناير 2017، https://arabi21.com/story/981954

10 نتنياهو: الدول العربية لم تعد ترى إسرائيل كعدو بل كحليف.. وترامب: سنشرك لاعبين كبار في المفاوضات، موقع CNN العربي، 15 شباط/ فبراير 2017، https://arabic.cnn.com/middleeast/

11 تسفي برائيل، الاتفاق الإقليمي كما يراه ترامب يبدو تمنيات قريبة إلى تمنيات نتنياهو، صحيفة هآرتس العبرية، 16 شباط/ فبراير 2017، انظر: مختارات من الصحافة العبرية، تحرير رندة حيدر، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 16 شباط/ فبراير 2017، ص7- 9، https://www.palestine-studies.org/sites/default/files/16-2-2017.pdf

12 تصريحات السيسي عن «صفقة القرن» تعيد الأمل في تحقيق «اتفاقية سلام»، صحيفة المصري اليوم، 4 نيسان/ إبريل 2017، https://www.almasryalyoum.com/news/details/1112976

13. Peter Baker, Trump Team Begins Drafting Middle East Peace Plan, The New York Times, Nov. 11, 2017, https://www.nytimes.com/2017/11/11/world/middleeast/trump-peace-israel-palestinians.html?rref=collection%2Fsectioncollection%2Fworld&action=click&contentCollection=world&region=rank&module=package&version=highlights&contentPlacement=1&pgtype=sectionfront

14 صفقة القرن.. هكذا يرى ترامب حل القضية الفلسطينية، موقع الجزيرة نت، 4 شباط/ فبراير 2018، https://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2018/2/4

15 7 قرارات متتالية لـ "ترامب" في اتجاه تصفية القضية الفلسطينية (إطار).. آخرها اتخذ اليوم بإغلاق مقر منظمة التحرير في واشنطن، موقع وكالة الأناضول، 10 أيلول/ سبتمبر 2019، https://www.aa.com.tr/ar

16 المصدر السابق

17 لا تصل للقطيعة الديبلوماسية.. السلطة تقطع اتصالاتها بالإدارة الأمريكية، موقع شبكة قدس، 21 تشرين ثاني/ نوفمبر 2017، https://qudsn.co/post

18 Mark Landler and David M. Halbfinger, White House Unveils Economic Portion of Middle East Peace Plan, The New York Times, June 22, 2019, https://www.nytimes.com/2019/06/22/us/politics/trump-

19 خطة من السلام إلى الازدهار- رؤية جديدة للشعب الفلسطيني باللغة العربية، موقع البيت الأبيض، https://www.whitehouse.gov/mep/documents/mep_arabic.pdf

20 بيان مشترك من حكومة مملكة البحرين وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية، موقع وكالة أنباء البحرين الرسمية، 19 أيار/ مايو 2019، https://www.bna.bh/NBRholdsVATworkshopforretail/NBRholdsVATworkshopforretail/NBRholdsVATworkshopforretail/JointStatementfromtheUnitedStatesofAmericaandtheKingdomofBahrain.aspx?cms=q8FmFJgiscL2fwIzON1%2BDkLTIb6A23co6KPToRtH2FY%3D

21 من هي الدول العربية التي تحضر مؤتمر البحرين حول "صفقة القرن"؟ موقع قناة 24 FRANCE، 25 حزيران/ يونيو 2019، https://www.france24.com/ar

22 قطريون يستنكرون مشاركة بلادهم في ورشة البحرين، موقع الجزيرة نت، 26 حزيران/ يونيو 2019، https://www.aljazeera.net/news/politics

23 سفير الصين لدى فلسطين: لن نشارك في مؤتمر البحرين، موقع وكالة سما الإخبارية، 27 أيار/ مايو 2019، http://samanews.ps/ar/post

24 الصين تعلن مشاركتها فى ورشة البحرين الاقتصادية، موقع صحيفة اليوم السابع المصرية، 24 حزيران/ يونيو 2019، https://www.youm7.com/story

25 المشاركون والممتنعون عن حضور مؤتمر "صفقة القرن" بالبحرين، موقع الجزيرة مباشر، 12 حزيران/ يونيو 2019، http://mubasher.aljazeera.net/news

26 السفير الفرا: الاتحاد الأوروبي شارك في (ورشة المنامة) بوفد تقني وللاستماع فقط، موقع الجديد الفلسطيني، 27 حزيران/ يونيو 2019،

27 أول رد رسمي لروسيا على نتائج ورشة المنامة في البحرين، موقع وكالة SPUTNIK عربي الروسية، 27 حزيران/ يونيو 2019، https://arabic.sputniknews.com/russia

28 كوشنر يختتم «ورشة المنامة» بهجوم على القيادة الفلسطينية… والإعلام الإسرائيلي يعتبرها «حفل التطبيع العلني الأكبر»، موقع صحيفة القدس العربي، 26 حزيران/ يونيو 2019، https://www.alquds.co.uk

29 تغريدة لـ أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية للإعلام العربي، موقع تويتر، 25 حزيران/ يونيو 2019، https://twitter.com/ofirgendelman/status

30 ترامب: لن يتحقق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلا في ظل ولايتي‎، موقع وكالة SPUTNIK عربي الروسية، 30 حزيران/ يونيو 2019، https://arabic.sputniknews.com/world

31 كوشنر يختتم «ورشة المنامة» بهجوم على القيادة الفلسطينية… والإعلام الإسرائيلي يعتبرها «حفل التطبيع العلني الأكبر»، موقع صحيفة القدس العربي، مصدر سابق.

32 أبو ردينة: ورشة المنامة ولدت ميتة ولا سلام دون المبادرة العربية وقرارات مجلس الأمن، موقع وكالة وفا الفلسطينية الرسمية، 25 حزيران/ يونيو 2019، http://www.wafa.ps/ar_page.aspx?id=TQSQiHa857046914229aTQSQiH

33 أبو ردينة: تصريحات ترامب غير مشجعة وتثبت بأن الإدارة الأمريكية لم تعِ درس فشل ورشة المنامة، موقع وكالة وفا الفلسطينية الرسمية، 29 حزيران/ يونيو 2019، http://www.wafa.ps/ar_page.aspx?id=UMu71ua857318163834aUMu71u

34 الحقوق الوطنية ليست عقارات تباع وتشترى والحل السياسي يجب ان يسبق أي مشاريع اقتصادية، موقع وكالة وفا الفلسطينية الرسمية، 27 حزيران/ يونيو 2019، http://www.wafa.ps/ar_page.aspx?id=UMu71ua857237264829aUMu71u

35. Mohammad Shtayyeh, The Washington Post, June 24, 2019, https://www.washingtonpost.com/opinions/2019/06/24

36 تصريح صحفي حول ما كشفه كوشنير من تفاصيل اقتصادية لصفقة القرن، موقع حركة حماس، 22 حزيران/ يونيو 2019، http://hamas.ps/ar/post

37 تصريح صحفي تعقيبا على مؤتمر المنامة، موقع حركة حماس، 23 حزيران/ يونيو 2019، http://hamas.ps/ar/post

38 تصريح صحفي استنكارا لتصريحات وزير خارجية البحرين، موقع حركة حماس، 28 حزيران/ يونيو 2019، http://hamas.ps/ar/post

39 نص مؤتمر حركة حماس حول صفقة القرن ومؤتمر البحرين التصفوي، موقع حركة حماس، 24 حزيران/ يونيو 2019، http://hamas.ps/ar/post

40 دعا إلى تفعيل المقاومة بكل أشكالها.. البطش: كوشنير يعيد طرح مشروع "الليكود الاقتصادي"، موقع حركة الجهاد الإسلامي، 26 حزيران/ يونيو 2019، https://jehad.ps//post

41 الشعبية تدعو مصر والأردن والمغرب إلى العودة عن قرار المشاركة في مؤتمر البحرين، موقع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، 12 حزيران/ يونيو 2019، https://pflp.ps/post

42 الشعبية تدين تصريحات وزير خارجية البحرين التي تكشف تورط نظامه في مخطط تصفية قضيتنا الوطنية، موقع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، 28 حزيران/ يونيو 2019، https://pflp.ps/post

43 الديمقراطية تثمن الموقف السياسي والشعبي لمواجهة ورشة البحرين "المنامة"، موقع وكالة سوا الإخبارية، 25 حزيران/ يونيو 2019، https://palsawa.com/post

44 حزب الشعب يتقدم بمشروع ميثاق شرف وطني للرد على "ورشة البحرين"، موقع وكالة سوا الإخبارية، 25 حزيران/ يونيو 2019، http://samanews.ps/ar/post

45 البرغوثي: خطة كوشنر خدعة كبرى، موقع وكالة معا، 23 حزيران/ يونيو 2019، http://maannews.net/Content.aspx?id

46 فعاليات احتجاجية للفلسطينيين رفضا لمؤتمر البحرين و"صفقة القرن"، موقع عرب 48، 24 حزيران/ يونيو 2019، https://www.arab48.com

47 خطة من السلام إلى الازدهار- رؤية جديدة للشعب الفلسطيني باللغة العربية، موقع البيت الأبيض، مصدر سابق.

48 المصدر السابق.

49 البرغوثي: خطة كوشنر خدعة كبرى، موقع وكالة معا، مصدر سابق.

50 الكاتب الفلسطيني ساري عرابي، ضمن لقاء بثّ على موقع يوتيوب، 27 حزيران/ يونيو 2019، https://www.youtube.com/watch?v=H9xR8verEz

51 إسرائيل وورشة البحرين.. غاب الاقتصاد وحضر التطبيع، موقع الجزيرة نت، مصدر سابق.

52 لقاء خاص أجرته قناة الجزيرة مع جاريد كوشنر، حساب القناة على موقع يوتيوب، مصدر سابق.

53. Anne Gearan and Souad Mekhennet, Trump peace package for Middle East likely to stop short of Palestinian statehood, The Washington Post, April 14, 2019, https://www.washingtonpost.com/politics

54 المصدر السابق.

55 هاني المصري، ورشة المنامة: قصة فشل معلن‎، موقع مركز مسارات، 25 حزيران/ يونيو 2019، https://www.masarat.ps/article

56 المصدر السابق.

57 ورشة البحرين.. من التطبيع مع "إسرائيل" إلى التحالف معها، موقع متراس، 26 حزيران/ يونيو 2019، https://metras.co

58. תומר פדלון, ששון חדד، שגשוג כלכלי אינו מתכון לפתרון הסכסוך הישראלי-פלסטיני، (الازدهار الاقتصادي ليس وصفة لحلّ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني)، معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، https://www.inss.org.il/he/publicationاا/

59 التطبيع بين "إسرائيل" والعرب.. ماذا قال نتنياهو بعد أسبوع من "ورشة البحرين"؟ موقع CNN العربي، 30 حزيران/ يونيو 2019، https://arabic.cnn.com/middle-east/article 2019/06/30

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى