وديع حداد

ولد وديع إلياس حداد في الثامن والعشرين من آذار/ مارس عام 1927 في مدينة صفد المحتلة في الداخل المحتل عام 1948، وهو متزوج وله ولد. أنهى المرحلتين الأساسية والثانوية في مدينة حيفا المحتلة، ودرس الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت. عمل في عيادته الخاصة في عمان، كما عمل في عيادات وكالة الغوث في مخيمي عقبة جبر والكرامة.

تشكل حسه الوطني بفعل النكبة، فانخراط في الأنشطة الوطنية أثناء دراسته الجامعية، وشارك في تأسيس جمعية العروة الوثقى وكان قياديًا فيها، كما كان قياديًا في “هيئة مقاومة الصلح مع إسرائيل” التي عملت في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان والأردن عام 1951، ووقفت ضد توطين اللاجئين.

كان حداد أحد مؤسسي حركة القوميين العرب عام 1956، وقد هرب من سجنه في الأردن وأقام في سوريا، وأسس “قيادة العمل الفلسطيني” التي تعد أحد أذرع الحركة عام 1963، وأشرف على دورات عسكرية تدريبية لعناصرها، وأوكلت إليه في بيروت مسؤولية العمل العسكري لكل فروع حركة القوميين العرب، وقد حاور الفصائل الفلسطينية بعيد النكسة من أجل إيجاد جبهة فلسطينية شبيهة بجبهة التحرير الجزائرية.

أسس حداد مع جورج حبش وآخرين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام1967، وقام بعملية تهريب حبش من السجن في سوريا عام 1968، تولى في الجبهة مهمات التدريب وتهريب السلاح للداخل الفلسطيني، ثم تولى مهمة الجهاز الخارجي فيها عام 1968، مطبِّقًا شعار “وراء العدو في كل مكان”، فنَقَلَ المعركة مع الاحتلال إلى المسرح الدولي، ونفَّذ العديد من العمليات منها مهاجمة مطارات صهيونية وأنابيب نفط، واشتهر بخطف الطائرات كما حدث في روما عام 1996، وفي مطار زيورخ عام 1969، وفي الأردن عام 1970، بالإضافة لخطف وزراء الأوبك عام 1975، وقد سبَّبت العمليات الخارجية أزمة داخل جبهته أدت إلى فصله عام 1975، دفعته لتأسيس مجموعة ثورية خاصة به، كما أحدثت عملياته الخارجية جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والفكرية، ففي حين يعتقد مناصروها بأنَّها أدت إلى انفتاح أوروبا على منظمة التحرير، رفضها آخرون من منطلق أخلاقي، ورأوا بأنَّها وصمت النضال الفلسطيني بالإرهاب، ناهيك عن اللغط الذي دار حول الأموال التي حصلت عليها الجبهة بفعل هذه العمليات.

عقد حداد تحالفات مع مجموعات ثورية حول العالم من اليسار الجذري مثل “الجيش الأحمر” الياباني، والألوية الحمراء الإيطالية، وبادر- مينهوف في ألمانيا الغربية، وأمريكان لاتينيين. وُصف حداد بأنَّه “رجل فعل”، كتوم بامتياز، قليل الراحة وسريع الانفعال، لا صبر عنده للنقاش النظري والعقائدي، وكان له علاقات مع بعض الدول العربية كاليمن الجنوبي والعراق والجزائر.

عانى بسبب النكبة وعاش في ظروف قاسية في المخيمات، واعتقله الأمن اللبناني عام 1951، واعتقل في الأردن عام 1957، وقضى في سحن الجفر الصحراوي ثلاثة أعوام، وعايش مرحلة النكسة، وتعرض لأكثر من محاولة اغتيال، منها واحدة في بيروت عام 1970.

مرض حداد ونُقل للعلاج في الجزائر ثمَّ نُقل إلى مستشفى شاريتيه في مدينة برلين في ألمانيا الشرقية، وظل يعاني لمدة ثلاثة أشهر حتى توفي في الثامن والعشرين من آذار/ مارس عام 1978، ويعتقد كثيرون بأنَّه تعرض لاغتيال على يد الموساد الصهيوني، معززين ذلك بطبيعة مرضه ومحاولات اغتياله السابقة، بالإضافة لمقالات صحفيين صهاينة تحدثت عن دور الموساد في اغتياله.

المصادر والمراجع:

  1. أبو شريف، بسام.” وديع حداد”. رام الله: دار الرعاة للدراسات والنشر، 2014.
  2. دعنا، سيف (تحرير). ” صفحات من مسيرتي النضالية مذكرات جورج حبش”. بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2019.
  3. عبد الجواد، صالح.” أبو شريف عن وديع حداد: نحو مراجعة نقدية لتجربة العمليات الخارجية” صحيفة الأخبار اللبنانية، 4 شباط، 2014.

https://www.youtube.com/watch?v=Lmqb3NyMZxY

  1. “نهايات غامضة/ وديع حداد”. وثائقي للجزيرة

https://www.youtube.com/watch?v=Lmqb3NyMZxY

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى