وائل الجاغوب

وُلد وائل نعيم أحمد الجاغوب في بلدة بيتا في محافظة نابلس في الثالث والعشرين من أيار/ مايو عام 1976. درس في مدرسة الملك طلال في مدينة نابلس، وحصل على الثانوية العامة في سجون الاحتلال، وعلى درجة البكالوريوس من جامعة الأقصى، والماجستير في الدراسات الإقليمية من جامعة القدس/ أبو ديس. انخرط في العمل الوطني أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وانتمى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ونفَّذ فعالياتها في مدينة نابلس ومحيطها، وشارك في تنظيم المظاهرات وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة والإضرابات التجارية، وساهم في إعادة بناء الجهاز العسكري التابع للجبهة الشعبية (كتائب أبو علي مصطفى) أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية في شمال الضفة الغربية، وحصل على الأسلحة والمتفجرات، وخطَّط ونفَّذ عدة عمليات ضد قوات الاحتلال والمستوطنين منها عمليات إطلاق نار ووضع عبوات ناسفة في منطقة نابلس بما فيها خط بلدة سالم “ألون موريه” وقرب بلدة برقة، وكان ضمن البنية العسكرية للجبهة في تلك المرحلة مع عدد من الرفاق منهم كميل أبو حنيش والشهيدين فادي حنيني وأمجد مليطات ومحمود عيسى وغيرهم، وقد ظهرت في تلك الفترة أشكال من التعاون بين كوادر من كتائب أبو علي مصطفى مع كوادر من حركة فتح وكتائب القسام وسرايا القدس.    

نشط الجاغوب في العمل التنظيمي داخل سجون الاحتلال، وشارك في تحويل الجسم التنظيمي للجبهة داخل الأَسر إلى فرعٍ رسميٍ من فروع الجبهة، وارتقى في السلم التنظيمي حتى صار جزءًا من الهيئة القيادية العليا لأسرى الجبهة الشعبية منذ عام 2009، وأصبح نائبًا لمسؤول الجبهة في سجون الاحتلال، ثم مسؤولًا للجبهة الشعبية داخل السجون عام 2018، وشارك في تخطيط وتنفيذ عدد من الخطوات التصعيدية ضد إدارة مصلحة السجون الصهيونية بما فيها الإضراب عن الطعام، وأصبح جزءًا من قيادة الحركة الفلسطينية الأسيرة.

اعتبر الجاغوب الكتابة جزءًا من حيوية الفلسطيني ومقاومته، ولهذا مارس الكتابة داخل سجون الاحتلال، وقد كتب المقالة السياسية والفكرية، ونُشرت مقالاته في صحف ومجلات ومواقع الكترونية فلسطينية وعربية، حيث ركَّز فيها على عدد من القضايا المركزية منها: فلسفة المقاومة ومفاهيمها، ومشروع الفلسطينيين التحرري، والعمل التنظيمي، وهموم الحركة الفلسطينية الأسيرة، وله عدد من الدراسات المتخصصة بالشأنين الفلسطيني والصهيوني منها دراسة بعنوان “أطروحات في الوعي بالمشروع الصهيوني في فلسطين” (2018)، وصدر له عدة كتب منها: أحلام أسيرة (2005)، والتجربة الاعتقالية والتنظيمية (مشترك، 2018)، ورسائل في التجربة الاعتقالية (2019).

عانى الجاغوب أثناء مسيرته النضالية، إذ اعتقلته مخابرات الاحتلال أول مرة عام 1992، وتعرَّض لتحقيقٍ قاسٍ لمدة ثمانين يومًا، وحكمت عليه محاكم الاحتلال بالسّجن لمدة ست سنوات، ثم اعتقلته مرة أخرى في الأول من أيار/مايو عام 2001، وكان مصابًا، وتعرض لتحقيقٍ قاسٍ في مركز تحقيق الجلمة لمدة ثلاثة شهور ونصف، ورفض التعاطي مع محكمة الاحتلال التي حكمت عليه بالسّجن المؤبد، وتعرض للعزل الانفرادي أكثر من مرة، وتنقل بين سجون الاحتلال قرابة مئة مرة، وحَرَمَ الاحتلال أهله من زيارته لسنوات طويلة، وأعيد للتحقيق مجددًا أثناء وجوده في الأسر مرتين، وأضاف الاحتلال على حكمه أربعة عشر شهرًا، وصادر كثيرًا من مخطوطاته التي أعدها أثناء وجوده في سجون الاحتلال، واعتقل أخاه محمد، حيث التقى به في سجن جلبوع قرب مدينة بيسان المحتلة عام 2007، وبقي الجاغوب في الأسر حتى انتزع حريته في صفقة التبادل بين حركة حماس ودولة الاحتلال في الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير عام 2025، وكان ضمن مئتي أسير فلسطيني أطلق سراحهم مقابل أربع مجندات صهيونيات، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي دخل حيز التنفيذ في التاسع عشر من يناير/ كانون الثاني عام 2025، لكن الاحتلال أعاد اعتقاله مجددًا في السادس من مايو/أيار عام 2025.

اظهر المزيد

مركز رؤية للتنمية السياسية

يسعى المركز أن يكون مرجعية مختصة في قضايا التنمية السياسية وصناعة القرار، ومساهماً في تعزيز قيم الديمقراطية والوسطية. 11

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى