هيثم أبو الغزلان

وُلد هيثم محمد أبو الغزلان في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان في العاشر من آب/ أغسطس عام 1974، لعائلة فلسطينية لاجئة من قرية “بلد الشيخ” المهجَّرة قضاء حيفا المحتل، وهو متزوج وله أربع أولاد. درس المرحلة الأساسية في مدرسة السموع، والمرحلة المتوسطة في مدرسة حطين، وأكمل المرحلة الثانوية الشرعية في صيدا، والتحق بكلية الدعوة الإسلامية لمدة سنتين، ونال درجة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية في جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان (AUL)، ودبلوم في الإعلام والتوثيق (أكاديمية العلوم السينمائية والبصرية – 2009).

نشط في الأطر الطلابية بين عامي (1987-1991)، وانضم لحركة الجهاد الإسلامي عام 1991. وأصبح مديرًا لمركز بيت المقدس التابع للجهاد الإسلامي في مخيم عين الحلوة بين عامي (1994- 1999)، كما انضم لاتحاد كُتَّاب وصحافيي فلسطين عام 1994، وأصبح عضو أمانة فرعه في لبنان، ورئيس تحرير نشرة “زهرة المدائن” الصادرة عن الاتحاد، وهو عضو الإتحاد العام للكُتَّاب والصحافيين الفلسطينيين، وعضو الهيئة الإدارية لرابطة بيت المقدس لطلبة فلسطين عام 1998.

عمل في الإعلام المركزي لحركة الجهاد الإسلامي بين عامي (2000 – 2008)، وكان عضو في المكتب التنفيذي للجهاد عام 2008، ومسؤول الإعلام للحركة في لبنان حتى عام 2014.

يعتبر أبو الغزلان أحد مؤسسي مجلة الجهاد المركزية عام 2007 بالإضافة إلى تأسيس عدد من المواقع الإلكترونية المعبرة عن الحركة وتوجهاتها مثل: الموقع العام للجهاد الإسلامي، والدكتور فتحي الشقاقي، والدكتور رمضان شلح، وسرايا القدس (2001)، وعمل منسقًا للعلاقات الإعلامية في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان عام 2017.

 وكان محررًا لموقع صحيفة “كل الوطن” بين عامي (2004-2011)، ورئيس تحرير ومدير موقع وكالة القدس للأنباء (2008-2014)، ونظَّم وأدار عشرات الورش والدورات الإعلامية والسياسية، منها مؤتمر وكالة “القدس للأنباء” في نقابة الصحافة اللبنانية الذي عُقد في السادس من أيار/ مايو عام 2014، بعنوان “ميثاق الشرف الإعلامي”، الذي وقعته المواقع والصفحات الإعلامية في لبنان.

 أصبح عضوًا في المؤتمر القومي الإسلامي منذ عام 2020.

 شارك أبو الغزلان في العشرات من المؤتمرات المعنية بالقضية الفلسطينية في أكثر من دولة حول العالم منها: جنوب أفريقيا، وتركيا، ومصر، ويشارك باستمرار في اللقاءات الإعلامية المعنية بالقضية الفلسطينية والمقاومة في لبنان وخارجه.

 ألَّف أبو الغزلان مجموعة من الكتب الأدبية والسياسية منها: “نقش الجرح” (2016)، و”لفلسطين حبر العشق” (2017)، و”مرج البحرين” (رواية، 2020)، و”الحركة الإسلامية الفلسطينية: التأصيل والمشروع” (1995)، و” الإسلاميون الفلسطينيون: الأيديولوجيا والممارسة: دراسة للمواقف السياسية 2000-2004″ (2006)، و”اللاجئون الفلسطينيون والتوطين.. مخاطر عديدة وحلول تصفوية” (2008)، و”فتحي الشقاقي قراءة في الخطاب الثوري والشهادة” (قيد الطباعة، 2025)، و”موت على قيد الحياة” (رواية قيد الطباعة، 2025)، وله إسهامات في أكثر من مجلة وصحيفة وموقع الكتروني في لبنان وخارجها منها: مجلة “الوحدة الإسلامية” التي كتب فيها بين عامي (2004-2018)، ومجلة “البلاد اللبنانية”، مجلة “صيدا عبر العالم”، وصحيفة “العربي الجديد”، و”ديوان العرب” (موقع إلكتروني)، وفصلية ” الباحث”.

 تنطلق رؤية أبو الغزلان للمشهد الفلسطيني من فلسطين باعتبارها قضية مركزية، وهي بوابة العرب والمسلمين التّاريخيّة والجغرافيّة لأيّ دور حضاريّ عالميّ راهن أو مستقبلي، وأيّ محاولة للنهوض لا تبدأ بفلسطين ستضلُّ الطريق لأنّها ستُحاصر وستُضرب ولا تجد من يبكيها، فلا حياة لمشروع عربيّ أو إسلاميّ نهضويّ إلا بموت المشروع الصهيوني، والمعركة الحقيقية هي المعركة ضد الكيان الصهيوني بصفته رأس حربة المشروع الغربي، لأنّ إسقاط هذا الكيان في فلسطين هو إسقاط للهجمة الغربية برمّتها، وهو الكفيل بإزالة حالة التفرقة والتفتيت والتجزئة، لأنّ أيّ صراع خارج الصراع مع العدو الصهيوني، وخارج مقتضيات هذا الصراع هو خدمة مجّانيّة لمشروع الهجمة الغربية وإطالة عمر الكيان الصهيوني الغاصب.

ويرى أبو الغزلان أن اتفاقية أوسلو تخلت رسميًا عن 78 ٪ من فلسطين، وفي تطبيقاتها ازداد عدد المستوطنين، وبناء المستوطنات، ولا يبدو من أفق لنجاح إقامة دولة فلسطينية مستقلة طالما استمر الاستيطان، في الوقت الذي يعتبر فيه الكيان أنَّ إقامة مثل هذه الدولة يشكل خطرًا إستراتيجيًا على الكيان، وتتفق الأحزاب الإسرائيلية، على أن القدس هي عاصمة “إسرائيل” الموحدة بسيادة إسرائيلية كاملة عليها، وترفض حقّ العودة للاجئين الفلسطينيين المُقتلعين عن أرضهم، وأن لا عودة إلى حدود العامِ 1967، واعتبار نهر الأردن وشمال غرب البحر الميّت حدًّا أمنيًّا للكيان الإسرائيلي.

 ويعتقد أن اتفاق أوسلو أدى إلى دق إسفين في العلاقة الشائكة بين الفصائل الفلسطينية مع وجود اختلاف في البرامج والرؤى والأيديولوجيات وحتى أدوات المقاومة، وهذا انعكس بوجود كيانين في غزة وفي الضفة، رغم محاولات رأب الصدع، وسلسلة الحوارات في العديد من الدول، في تكريس الانقسام، وعدم الاتفاق على إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، بسبب اختلاف البرامج، ووجود تدخلات إقليمية ودولية أو حتى من الكيان الإسرائيلي، مؤثرة ترفض هذا التوافق الفلسطيني.

 ويؤمن أبو الغزلان أن المقاومة بكافة أشكالها وعلى رأسها الكفاح المسلح هي حق الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهذا الحق تكفله الشرائع والقوانين، والشراكة الوطنية هي أساس في توحيد الصف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال ومشاريع التصفية، ودخول حركتَي حماس والجهاد الإسلامي إلى منظمة التحرير الفلسطينية بعد إعادة بنائها، أو إصلاحها سيكون خطوة مهمة نحو تجديد المنظمة وتعزيز تمثيلها لكل مكونات الشعب الفلسطيني، بما يضمن وحدة القرار الوطني والمقاومة، ويعيد الاعتبار للمنظمة كإطار جامع يعكس الإرادة الشعبية ويقود مشروع التحرير على أسس توافقية وشراكة حقيقية.  

 ويؤكد أنّ مستقبل القضية الفلسطينية مرتبط بقدرة الشعب الفلسطيني على تعزيز وحدته الداخلية وبناء مشروع وطني مقاوم يعيد الاعتبار للثوابت، فالصراع مع الاحتلال الإسرائيلي مرشّح للاستمرار طالما بقيت سياسات الاستيطان والتهويد والتهجير، لكنّ صمود الفلسطينيين وتطوّر المقاومة سياسيًا وميدانيًا يمنح الأمل بإعادة التوازن وإفشال مشاريع التصفية، ورغم التحديات الإقليمية والدولية، فإن القضية تبقى حيّة ما دام هناك شعب يتمسّك بحقّه في الأرض والحرية.

ويرى أن حل التحرير يكمن بكامل فلسطين التاريخية، والصراع على فلسطين ليس مجرد نزاع على أرضٍ وحدود، بل قضية هوية ووجود وحقوق تاريخية لشعبٍ سُلب وطنه وحقوقه تحت غطاء القوة والدعم الدولي المنحاز، كما أن التحرر الفلسطيني لا يمكن فصله عن السياق العربي والإسلامي، وأن مقاومة الاحتلال — سواء عبر الكفاح المسلح أو النضال السياسي والثقافي — هي ممارسة مشروعة وضرورية لاستعادة الأرض والسيادة والعدالة، كما أن الوحدة الوطنية وبناء مشروع وطني جامع على أساس مقاومة الاحتلال يشكّلان شرطًا أساسيًا لمواجهة الانقسام، والتصدي لسياسات التطبيع ومحاولات تصفية القضية، وتبقى القضية الفلسطينية مؤشرًا أخلاقيًا وسياسيًا لنهضة الأمة أو انكسارها، وميزانًا لموقف العالم من العدالة وحقوق الإنسان.

اظهر المزيد

مركز رؤية للتنمية السياسية

يسعى المركز أن يكون مرجعية مختصة في قضايا التنمية السياسية وصناعة القرار، ومساهماً في تعزيز قيم الديمقراطية والوسطية. 11

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى