هنادي حلواني
ولدت هنادي حلواني في حي وادي الجوز في مدينة القدس المحتلة في الحادي عشر من كانون الثاني/ يناير عام 1980، وهي متزوجة ولها ثلاثة أولاد وبنت. درست المرحلة الأساسية في مدرسة دار الطفل العربي في القدس، والمرحلة الثانوية في المدرسة المأمونية في القدس، وحصلت من الأخيرة على الثانوية العامة عام 1997، ونالت درجة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية والأسرية من جامعة القدس المفتوحة عام 2004، ودرجة الماجستير في الديمقراطية وحقوق الإنسان من جامعة بيرزيت عام 2022.
بدأت حلواني بالرباط في المسجد الأقصى منذ عام 2007، وأصبحت مدرِّسة في مشروع مصاطب العِلْمْ عام 2011، الذي يتضمن حلقات لمُدارسة القرآن الكريم بمشاركة 600 امرأة، وهو مشروع تابع لمؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات التي أنشأتها الحركة الإسلامية بقيادة رائد صلاح، وقد انبثقت عنه مشاريع أخرى كالأنشطة الرمضانية والمخيمات الصيفية التي ضمّت ألف طفل، وأصبحت حلواني مركِّزة المشروع بين عامي (2012-2015)، وكانت ترابط في الأقصى من السابعة صباحا حتى الثالثة عصرا، وأخذت ترابط مع أبنائها وعدد من المرابطات عند باب السلسلة القريب من المسجد الأقصى.
شاركت في هبّتَي باب الأسباط صيف 2017، وباب الرحمة شتاء عام 2019، ونشطت طوال سنوات في حث الفلسطينيين على شد الرحال للأقصى والرباط فيه، واستخدمت وسائل التواصل الاجتماعي والظهور على وسائل الإعلام المختلفة للفتْ نظر العرب والمسلمين إلى سياسات الاحتلال الرامية إلى الاستيلاء على المسجد الأقصى وتحويله إلى معبد لليهود، وشاركت في عدد من المؤتمرات والندوات واللقاءات في فلسطين وخارجها.
ترى حلواني أن التحرير يجب أن يشمل فلسطين التاريخية كلها، وتنادي بحق جميع اللاجئين بالعودة إلى أراضيهم التي هُجِّروا منها. وتؤكد أن القدس هي المتضرر الأكبر من الانقسام الفلسطيني وأن الحسم العسكري في غزة عام 2007 جاء بعد سلسلة من الاغتيالات والاعتقالات التي مارستها السلطة ضد أفراد من حركة حماس، وقد أثَّر الانقسام على جملة الحقوق والحريات للفلسطينيين، وتنظر إلى النظام السياسي الفلسطيني الحالي باعتباره نظاما دكتاتوريا رغم أن الدستور ينص على ديمقراطية النظام.
عانت حلواني من سياسات الاحتلال؛ فلاحقتها مخابراته وشرطته، وتلقت تهديدا من ضابط المخابرات داخل المسجد الأقصى عام 2012، بمنعها من السفر والعلاج، وكذلك بنفيها إلى غزة أو تركيا نهائيا، وتسلَّمت أول قرار بالإبعاد عن الأقصى لمدة شهرين، وهدَّد الاحتلال زوجها ووالدها وشقيقها وضغط عليهم لإجبار حلواني على ترك عملها في الأقصى، وأدرجها الاحتلال ضمن “القائمة السوداء” الممنوعة من دخول المسجد عام 2015، واقتحمت قواته بيتها خلال هبَّة باب الرحمة عام 2019، وكسَّروا بابه واقتادوها إلى مركز شرطة القشلة في القدس، واعتبرها الاحتلال المرأة الأخطر في القدس، وقد بلغ مجموع اعتقالاتها وجلسات التحقيق معها أكثر من 65 اعتقالا وتحقيقا، وباتت في السجون ومراكز التوقيف التابعة للاحتلال حوالي تسع مرات، وأُبعدت عن المسجد الأقصى تسع سنين، وأبعدت عن البلدة القديمة خمسة مرات، ومُنعت من دخول الضفة الغربية، واقتحم الاحتلال منزلها ودمَّر محتوياته واحتجز الأجهزة والهواتف والأوراق الرسمية والشهادات أكثر من 15 مرة، ومنعها من السفر للخارج لأكثر من خمس سنوات ونصف، وحرمها وزوجها وأبناءها من العلاج لمدة سنتين.