هاني الحسن
ولد هاني محمد سعيد الحسن في قرية إِجْزِمْ المهجرة قضاء حيفا المحتلة عام 1938. درس المرحلة الأساسية في مدارس حيفا ودمشق، والثانوية في مدرسة الأهلية الثانوية في دمشق، وحصل منها على الثانوية العامة، ونال درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من ألمانيا.
نشأ الحسن في أسرة متدينة ومناضلة، وانخرط في العمل السياسي في فترة مبكرة من حياته، فانتمى لجماعة الإخوان المسلمين، وتلقى في صفوفها تدريبات عسكرية، وأنشأ مجموعة شباب الأقصى السرية، ونشط في ألمانيا الغربية في الدعوة لنصرة القضية الفلسطينية خصوصًا بين الطلبة والعمال الفلسطينيين والعرب، كما لعب دورًا محوريًا في تأسيس فرع للاتحاد العام لطلبة فلسطين هناك وتشكيل منظمة ” طلائع العائدين” السرية، وانتخب رئيسًا للاتحاد العام لطلبة فلسطين في مؤتمره العام المنعقد في غزة عام 1963، وانتمى لحركة فتح عن طريق أبو جهاد عام 1963، وأصبح حلقة الوصل بين قيادتها ومجموعاتها في أوروبا بين عامي (1963-1967)، وظلَّ مسؤولها في ألمانيا الغربية حتى عام 1967.
حصل على دورة عسكرية في الصين عام1967، وأصبح عضوًا في المجلس العسكري لقوات العاصفة بين عامي (1967-1970)، وعُيِّن أمينًا لسر إقليم الأردن، ومفوضًا سياسًا فيه حتى عام 1969، وشارك في إقامة أول ندوة عالمية لفلسطين في الجزائر عام 1969، وكان أحد قادة منطقة جرش خلال أحداث أيلول عام 1970، واستلم قيادة قوات العاصفة بين عامي (1972-1975)، وأصبح نائبًا لمفوض جهاز الرصد والمعلومات في حركة فتح عام 1973، وقد رافق ياسر عرفات في رحلته إلى طهران بعد نجاح ثورة الخميني، وعُيِّن أول ممثل لمنظمة التحرير في طهران عام 1979، وأصبح عضوًا في اللجنة المركزية لفتح عام 1980، ومفوضًا لدائرة العلاقات الخارجية فيها، وعضوًا في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، كما مثّل منظمة التحرير في عمان حتى عام 1982.
نشط الحسن في العمل الدبلوماسي؛ فكان له دورٌ مركزيٌ في المفاوضات التي أجراها المبعوث الأمريكي فيليب حبيب مع منظمة التحرير إبان اجتياح لبنان عام 1982، وترأس بعض اللجان المشتركة مع عدة دول منها اللجنة السعودية- الفلسطينية المشتركة، واللجنة الفلسطينية-الفرنسية بين عامي (1985-1991)، وكان له دورٌ بارزٌ في الاتفاقية الأردنية- الفلسطينية الموقعة عام 1985، وأعيد انتخابه عضوًا في اللجنة المركزية لحركة فتح عام 1989، وأصبح رئيسًا للجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني بين عامي (1989-2004). عاد إلى فلسطين عام 1995، وشغل منصب المستشار السياسي لياسر عرفات، وكان مبعوثه الخاص لأكثر من جهة، وعضو في طاقم الأزمات في منظمة التحرير، وقد عيَّنه وزيرًا للداخلية في الحكومة الخامسة بين عامي (2000-2003)، حيث أشرف خلالها على توحيد الأجهزة الأمنية في ثلاثة أجهزة، وأصبح مستشارًا سياسيًا لرئيس السلطة محمود عباس عام 2005، وترأس مكتب التعبئة والتنظيم التابع لفتح بين عامي (2000-2007).
عُرف عن الحسن انتقاده لمنظمة التحرير في أكثر من محطة في مسيرتها الطويلة؛ منها نقده لموقفها في أزمة الخليج عام 1990، واعتراضه على استراتيجيتها التفاوضية ومآلاتها خصوصًا اتفاق أوسلو.
توفي في الأردن إثر جلطة دماغية في السادس من تموز/ يوليو عام 2012 ودفن في رام الله.
المصادر والمراجع:
- عبد الهادي، مهدي. “فلسطينيون”. القدس: الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية، ط2، 2011.
- صايغ، يزيد.” الكفاح المسلح والبحث عن الدولة الحركة الوطنية الفلسطينية (1949-1993)”. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2002.
- الموقع الإلكتروني (الجزيرة نت):
- هيئة جائزة سليمان عرار للفكر والثقافة. “الموسوعة الفلسطينية الميسرة”. عمان: أروقة للدراسات والنشر، ط2، 2013.