نظمي الجعبة
ولد نظمي أمين الجعبة في البلدة القديمة في القدس المحتلة في السادس عشر من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1955، وهو متزوج وله ولد وبنتان. درس المرحلة الأساسية في المدرسة العُمرية الابتدائية على الجدار الشمالي للمسجد الأقصى، ومدرسة عبد الله بن الحسين الإعدادية في حي الشيخ جراح، والثانوية في المعهد العربي الكويتي في بلدة أبو ديس، والمدرسة الهاشمية في مدينة البيرة، وحصل من الأخيرة على الثانوية العامة في الفرع العلمي عام 1976، ونال درجة البكالوريوس في دراسات الشرق الأوسط والآثار من جامعة بيرزيت عام 1981، ودرجة الماجستير في الدراسات الشرقية والإيرانية والتوراتية من جامعة توبنغن University of Tubingen في ألمانيا الغربية عام 1988، ودرجة الدكتوراه من ذات الجامعة في الدراسات الشرقية عام 1991. أدار المتحف الفلسطيني في المسجد الأقصى بين عامي (1981-1984)، وعمل مساعدا أكاديميا في جامعة توبنغن في ألمانيا الغربية بين عامي (1988-19991)، وعميدا لشؤون الطلبة في جامعة بيرزيت بين عامي (1995-1997)، ومديرا مشاركا لمركز المعمار الشعبي “رواق” بين عامي (1994-2010)، ورئيسا لدائرة التاريخ في جامعة بيرزيت بين عامي (1997-1999)، ورئيسا لدائرة التاريخ والآثار في جامعة بيرزيت بين عامي (2011-2013)، ومديرا لمتحف جامعة بيرزيت بين عامي (2019-2021).
انتمى الجعبة للجبهة الديمقراطية عام 1975، وشارك في تخطيط وتنفيذ الفعاليات الوطنية والسياسية داخل الأرض المحتلة منذ سبعينات القرن العشرين، ثمَّ تحول إلى الاتحاد الديمقراطي (فدا) عام 1991، لكنَّه ما لبث أن استقال منه، ولم تعد له أية ارتباطات حزبية منذ عام 1999، وركَّز نشاطاته على الجانبين الثقافي والمؤسساتي؛ فأصبح عضوا في هيئة تحرير المجلة الفصلية Jerusalem Quarterly منذ عام 1998، وعضوا في مجلس أمناء جمعية الرفاه الاجتماعي في القدس منذ عام 1998، وعضوا في الملتقى الفكري العربي بين عامي (2000-2017)، وعضوا في الهيئة الإدارية لمؤسسة فيصل الحسيني منذ عام 2002، وعضوا في مجلس أمناء مؤسسة يبوس للإنتاج الفني منذ عام 2002، ورئيس هيئتها الإدارية بين عامي (2010-2015)، ومسؤول خطة إعمار القدس القديمة ضمن فريق اليونسكو (Action Plan) بين عامي (2006-2007)، وعضوا في لجنة متحف الشهيد ياسر عرفات منذ عام 2008، ومسؤول الخطة الاستراتيجية الوطنية الفلسطينية لقطاع الثقافة في مدينة القدس عام 2010، ومنسقا للجنة العلمية في متحف محمود درويش بين عامي (2010-2012)، وعضوا في اللجنة الرئاسية لترميم كنيسة المهد منذ عام 2012.
يتبنى الجعبة الفكر اليساري، ويؤمن بالعدالة والحرية والمساواة وحقوق المرأة، ويؤمن أيضا بأن الاحتلال سينتهى، وهنالك إرهاصات من الواقع المعاش، ويعتقد بأن النضال الوطني سيتحول إلى صراع مع الأبارتهايد Apartheid، ويعتبر بأن اتفاق أوسلو خطأ استراتيجي، ومسار التسوية المعتمد عليه زاد الاتفاق سوء، ويرى أنه يجب الوصول إلى الوسائل التي تؤدي إلى التنصل منه، في المقابل يرى أن كل وسائل المقاومة شرعية، وشكلها يتحدد في كل مرحلة بما يخدم طريق التحرر والاستقلال، حيث بيّنت التجارب التاريخية في فلسطين وغيرها مآلات الاحتلال وانتصار حركات التحرر.
يعتبر الجعبة أن الشراكة الوطنية يجب أن تكون في منظمة التحرير الفلسطينية، بعد أن تسترد هويتها، واستراتيجيتها، وتمثيلها للكل الفلسطيني، وبالتالي تكون المنظمة الساحة الرئيسة للعمل الوطني، لا السلطة التي تُقِّيد النضال، ويميل الجعبة إلى نظام تتحول فيه السلطة إلى بلديات، ولا تتواجد فيه مظاهر “الدولة” الخادعة والمُشرِّعة للاحتلال، ويتجه نحو حل الدولة الواحدة، رغم أنه كان من داعمي فكرة حل الدولتين منذ بروزها، ويرى أن للاجئين حق العودة إلى أي مكان يريدون الاستقرار فيه، وأن النظام الحالي الفلسطيني هو نظام زبائني، فيه نسبة عالية من المحسوبية والفساد، وهو بعيد عن الديمقراطية وعلى أعتاب الديكتاتورية.
تغطي كتابات الجعبة موضوعات التاريخ والعمارة والآثار والسياسة، وتركز على القدس تاريخا وواقعا، وقد صدر له تسعة عشر كتابا، وكتب عددا من المقالات العلمية بلغات مختلفة، وقدَّم مجموعة كبيرة من المحاضرات العامة، وأشرف على عدد من رسائل الماجستير، ومن كتبه: المؤسسات الثقافية والتراث الثقافي في القدس (2001)، وفهرس مخطوطات المكتبة الخالدية (2005)، والقدس العربية: أربعون عاما من الاحتلال الإسرائيلي (2008)، والإسكان في القدس بين مطرقة الاستيطان والإمكانات المتاحة (2009)، ورام الله عمارة وتاريخ (مشترك، 2012)، والقدس في الكتابات التاريخية الإسرائيلية (2019)، وحارة اليهود وحارة المغاربة في القدس القديمة: التاريخ والمصير بين التدمير والتهويد (2019)، ولفتا سجلّْ شعب: التاريخ والتراث الثقافي والنضال (مشترك، 2021).
عانى في مسيرة حياته؛ حيث اعتقلته قوات الاحتلال عام 1973، وقضى في سجونها عامين، واعتقلته عام 1978 لمدة ثمانية أشهر، فضلا عن عشرات الاعتقالات القصيرة التي تقل مدتها عن شهر.