نزيه أبو نضال
ولد غطاس جميل صويص المعروف بـ “نزيه أبو نضال” في مدينة عمَّان في الأردن في العشرين من كانون الثاني/ يناير عام 1943. درس المرحلة الأساسية في مدارس العباسية والأمير حسن والأحنف بن قيس، والثانوية في مدرسة رغدان وكلية الحسين، وحصل على الثانوية العامة في الفرع الأدبي من كلية الحسين عام 1963، ونال درجة البكالوريوس في الآداب من جامعة القاهرة في عام 1972، ودرجة دبلوم الدراسات العليا في اللغة العربية وآدابها من جامعة بيروت العربية عام 1978.
انتمى لحركة القوميين العرب عام 1960، ثم ترك دراسته الجامعية في القاهرة، والتحق بحركة فتح بعد هزيمة عام 1967 مباشرة. تلقى تدريبًا عسكريًا في معسكر الهامة، وأنهى دورة للصاعقة في مصر عام 1968، ثم أصبح مدرِّبًا في عدد من معسكرات الثورة منها الهامة وميسلون في سوريا، ومنعم في العراق، والـ99 في الأردن، وشارك في عدد من عمليات المقاومة في الجولان والجليل. ألَّف نشيد فتح “بلادي” الذي اعتمدته الحركة نشيدًا لكوادرها وعناصرها في كل مكان.
عمل مفوَّضًا سياسيًا في قوات العاصفة التابعة لفتح، ثم انتقل للعمل في إعلام فتح، وأصدر مع ماجد أبو شرار وحنا مقبل جريدة فتح اليومية في الأردن، وعمل محرِّرًا ورئيسًا لتحرير مجلة فلسطين الثورة مع كمال ناصر وحنا مقبل، وحرَّر الهدف ونضال الشعب، بالإضافة إلى عمله في إذاعات الثورة مثل: إذاعة زمزم في عمّان، وإذاعة درعا، وإذاعة بيروت، وإذاعة صوت لبنان العربي (المرابطون). عاش في أكثر من مدينة عربية منها القاهرة وبيروت ودمشق، وخرج من بيروت في الأول من أيلول/ سبتمبر عام 1982، بعد أشهرٍ من اجتياح جيش الاحتلال للبنان.
انخرط أبو نضال في العمل الثقافي المؤسساتي، وقد كان عضوًا في أكثر من رابطة واتحادًا ولجنة، فأصبح رئيسًا لاتحاد الكُتَّاب والصحفيين الفلسطينيين في لبنان بين عامي (1974-1982)، وعضوًا في لجنة الدفاع عن الحريات الديمقراطية في الأردن بين عامي (1980-1990)، وعضوًا في رابطة الكُتَّاب الأردنيين منذ عام 1991، ومديرًا عامًا للاتحاد العام للأدباء والكُتَّاب العرب بين عامي (1993-1996)، ومقررًا للجنة العربية لمقاومة التطبيع الثقافي في اتحاد الكُتَّاب العرب بين عامي (1994 – 1996)، وعضوًا مؤسسًا ورئيسًا لمنتدى الفحيص الثقافي (1994-1995)، وعضوًا في لجنة معجم أدباء الأردن عام 2005، وعضوًا في لجنة معجم الفنَّانين الأردنيين (2007 – 2008).
له عدد من الإصدارات تجاوزت سبعة وعشرين كتابًا، تركَّزت في مجالات الأدب والنقد والدراسات السياسية والفكرية ومنها: الشعر الفلسطيني المقاتل: دراسة في الواقعية الثورية (1974)، وجدل الشعر والثورة (1979)، وكراس الشيخ عز الدين القسام، وأدب السجون (1981)، وفي مواجهة عقلية التسوية (1982)، وعلامات على طريق الرواية في الأردن: غالب هلسا [وآخرون] ببليوغرافيا الرواية في الأردن وفلسطين (1912-1995) (إصدار1996)، وشهادات روائية على زمن التحولات والانكسارات (2008)، وتمرد الأنثى: في رواية المرأة العربية وببليوغرافيا النسوية العربية (2009)، وحدائق الأنثى: دراسات نظرية وتطبيقية في الإبداع النسوي (2009)، ومذكرات أبو إبراهيم الكبير (2010)، ومن أوراق ثورة مغدورة: مذكرات سردية ونقدية لمرحلة العمل الفدائي وحركة فتح حاوره فيها زياد منى (2011)، والكاشف الفلسطيني معجم أدباء وكُتَّاب فلسطين (مشترك، 2011)، الساخرون (2013)، وغالب هلسا: اكتمال الدائرة (2021)، وكتب أعمالًا درامية منها: ابن المقفع، وأبو ذر الغفاري، بالإضافة إلى عدد من المسلسلات الإذاعية المتنوعة.
حصل على عدد من الجوائز منها: جائزة غالب هلسا للإبداع الثقافي عام 1993، والميدالية الذهبية لمهرجان البرامج الإذاعية والتلفزيونية في القاهرة (1998)، والميدالية الفضية لمهرجان اتحاد إذاعات الدول العربية في تونس (2001)، والميدالية البرونزية لمهرجان البرامج الإذاعية والتلفزيونية في القاهرة (2003).
عُرف أبو نضال بمعارضته للتوجهات السياسية للقيادة الرسمية لمنظمة التحرير، خصوصًا بعد إقرار م. ت. ف للبرنامج المرحلي عام 1974، وإطلاق ما بات يُعرف بهجوم السلام الفلسطيني في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي، الأمر الذي دفعه للانسحاب من النشاط السياسي في فتح بعد توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، واستقر في عمَّان وعاش فيها حتى وفاته في الحادي والعشرين من نيسان/ إبريل عام 2025.