نزار رمضان
ولد نزار عبد العزيز عبد الحميد رمضان في مدينة الخليل عام 1960 لعائلة فلسطينية من بلدة الفالوجة المهجرة، وهو متزوج وله أربعة أولاد وأربع بنات. تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس الخليل الواقعة في محيط المسجد الإبراهيمي، وحصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة طارق بن زياد الثانوية الحكومية بالفرع الأدبي عام 1980، وحصل على درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل عام 1994، وعلى الماجستير في الدراسات الإسلامية المعاصرة من جامعة القدس/ أبو ديس عن أطروحته (الخطاب الإسلامي المعاصر: دراسة في ضوء حركة حماس) عام 2010، والتحق ببرنامج الدكتوراه في الفقه السياسي في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، ولكنَّه لم يتمكن من مناقشتها بسبب منعه من السفر. عمل في الإعلام مع صحيفة السبيل الأردنية عام 1989، وعمل مع مجلة فلسطين المسلمة والمركز الفلسطيني للإعلام ووكالة قدس برس ووكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) ومجلة الأسرة السعودية الصادرة في هولندا وصحيفة الشرق القطرية وموقع الجزيرة نت وغيرها.
نشأ رمضان وترعرع في أروقة مسجد الشيخ علي البكاء المجاور لمنزله، وانتمى لجماعة الإخوان المسلمين عام 1977، ونشط في العمل الفكري والدعوي مع دخوله الجامعة، حيث ترأس عام 1980 التجمع الإسلامي في كلية المجتمع العربي في مدينة عمان، استدعته مخابرات الاحتلال أكثر من مرة، ومنعته من السفر منذ عام 1981 وتعطلت دراسته في الخارج، واعتقل عام 1983، وخضع للتحقيق لمدة شهرين ونصف ثمَّ أفرج عنه. شغل رمضان عضوية مجلس اتحاد الطلبة في جامعة الخليل عام 1983، وكان مسؤول الكتلة الإسلامية في الجامعة من عام 1984-1986. أبعده الاحتلال إلى مرج الزهور جنوب لبنان أواخر عام 1992 لمدة عام، فكان عضوًا فاعلًا في اللجنة الإعلامية داخل المخيم، وكان من أوائل من وثّق تجربة الإبعاد ونشرها في كتاب بعنوان "على مشارف الوطن". برز في العمل الاجتماعي المؤسساتي؛ فكان عضوًا في أكثر من جمعية ومؤسسة أهلية كالجمعية الخيرية الإسلامية للأيتام، وجمعية الشبان المسلمين، وجمعية أصدقاء المريض، وجمعية الإحسان الخيرية، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، كما اهتم بالجانب الثقافي والتوعوي في المجتمع؛ فأسس المركز الثقافي الإسلامي عام 1997م، وانتخب رئيسًا له لثلاث دورات، وشارك في تأسيس منتدى الخليل الثقافي عام 1995م، وانتخب أمين سر له لدورتين.
مثَّل رمضان حركة حماس في لجنة الفصائل الوطنية والإسلامية في محافظة الخليل، وشارك بعد اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 في تأسيس المكتب الدائم للقوى الوطنية والإسلامية في محافظة الخليل، الذي يشرف على الفعاليات والنشاطات الوطنية في المحافظة. اعتقله الاحتلال إداريًا عام 2002 ثم أعيد اعتقاله في الأعوام 2005، 2007، 2012، 2014، وبلغ مجموع اعتقالاته أكثر من 108 أشهر.
اهتم رمضان بالكتابة والتأليف، فصدر له عدة كتب، منها: كتاب الإستراتيجية الإسلامية ومرحلة التهيئة، والحكم الذاتي الإسرائيلي والرفض الإسلامي، والنظام العالمي الجديد بداية أم نهاية، والتعددية السياسية والفكرية في الإسلام، والهدنة في الفقه السياسي الإسلامي دراسة مقارنة، ومنهج التربية السياسية، ودولة التعايش.. دستور المدينة نموذجًا، ونظرات سياسية في القرآن الكريم، والغروب الأخير.. قصة بداية ونهاية اليسار الفلسطيني، والخطاب الإسلامي المعاصر في فلسطين حماس نموذجًا، والحركة الإسلامية الفلسطينية.. الشورى وصناعة القرار، ونظرية الشورى في الفقه السياسي الإسلامي دراسة معاصرة. كما أصدر مجلة المستقبل الشهرية عام 1995، ثم أصدر مجلة "المرابطون" وصدر منها ثمانية أعداد آخرها عام 2019.
يعتبر رمضان أن الحالة العربية التي وصفها بالمحارق تحمل مشروعًا لعزل القضية الفلسطينية،
ويؤمن بأن المقاومة مشروعة بكل أشكالها وألوانها، ويرى أن إحقاق الحقوق الفلسطينية بحاجة إلى إعادة بناء البيت الداخلي الفلسطيني وتحقيق الشراكة السياسية وإيجاد ظهير عربي- إسلامي مقتنع بأولوية القضية الفلسطينية، ويعارض بشدة مسار التسوية وما نتج عنه من اتفاقيات، كما يعتبر رمضان الانقسام أسوأ ظاهرة شهدها الشعب الفلسطيني عبر تاريخه الطويل وهو ظاهرة سلبية شتّتت الشعب الفلسطيني ومزقته، وأدت إلى ضياع هيبته مع إيمانه بتبريرات حركة حماس لما أسمته الحسم العسكري عام 2007.