ناصر عبد الجواد
ولد ناصر عبد الله عودة عبد الجواد، في التاسع من حزيران / يونيو عام 1965، في بلدة دير بلوط في محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية، وهو متزوج وله ثلاثة أبناء. درس الابتدائية والإعدادية في مدرسة دير بلوط، والثانوية في المدرسة الثانوية الإسلامية في مدينة نابلس، وحصل منها على الثانوية العامة في الفرعين الأدبي والشرعي عام 1983، وحصل على درجة البكالوريوس في أصول الدين من كلية الشريعة في الجامعة الأردنية عام 1986، وعلى درجة الماجستير في علوم الحديث من ذات الجامعة عام 1990، ونال درجة الدكتوراه من الجامعة الأمريكية المفتوحة في الولايات المتحدة ( بالمراسلة من داخل المعتقل) عام 2003،وعلى درجة الدكتوراه الثانية في القرآن والحديث من جامعة مالايا في ماليزيا عام 2016، وكانت رسالته عن الحقوق السياسية والمدنية لغير المسلمين في الدولة الإسلامية في ضوء القرآن والسنة. عمل مدرّسا في مدرسة راهبات الوردية في مدينة عَمَّان بين الأعوام (1989-1990)، ومحاضراً في كلية الدعوة والعلوم الإسلامية في مدينة أم الفحم بين الأعوام (1990-1993)، ومحاضرًا في كلية الشريعة في جامعة النجاح عام 2005.
نشأ عبد الجواد في أسرة متدينة، وانتمى لجماعة الإخوان المسلمين عام 1981، وانخرط في نشاطاتها الطلابية في المدرسة والجامعة، فكان ضمن تيارها الشبابي الذي دعا إلى المقاومة ضد الاحتلال. تلقى تدريبًا عسكريًا في الخارج أواسط عام 1989، استعدادًا لتنفيذ عمليات ضد الاحتلال داخل فلسطين، ضمن ما عُرف وقتها في أوساط المقاومة الفلسطينية بكتائب عبد الله عزام. اعتقله الاحتلال أول مرة عام 1993، وحكم عليه بالسجن 12 عامًا، ثم توالت اعتقالاته حتى أمضى في السجن أكثر من 17 عامًا، وخلال اعتقاله تمكن عبد الجواد من إعداد رسالة الدكتوراه ومناقشتها من داخل السجن بطريقة سرية، في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ السجون الإسرائيلية، بالرغم من مصادرة أوراقه البحثية أكثر من مرة من قبل إدارة السجن. فاز عبد الجواد في انتخابات المجلس البلدي في بلدته عام 2005، ثم فاز في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006 ضمن قائمة التغيير والإصلاح عن محافظة سلفيت، وتولى عضوية لجنة الجدار ومقاومة الاستيطان، ولجنة الشئون الاجتماعية، وأصبح بموجب عضويته في التشريعي عضوًا في المجلس الوطني. شارك أثناء إقامته في ماليزيا في العديد من المؤتمرات الدولية العلمية والوطنية في أكثر من دولة حول العالم، والتقى بعدد كبير من البرلمانيين والسياسيين والمفكرين وعلماء الشريعة والدعاة، ونال عضوية العديد من المؤسسات والهيئات، مثل هيئة علماء فلسطين في الخارج عام 2014، وعضوية المؤتمر القومي الإسلامي في بيروت عام 2015، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عام 2016، ورابطة برلمانيون من أجل القدس في إسطنبول عام 2016، ومنتدى كوالالمبور للفكر الإسلامي عام 2016.
صدر لعبد الجواد عدد من الكتب منها: الأساليب التبشيرية في مدرسة راهبات الوردية (1992)، وتحرير فلسطين وعودة الخلافة بالاشتراك مع عزيز فتاش (2017)، وكتاب الأسرى -حقوقهم- واجباتهم– أحكامهم (2011)، والديمقراطية الزائفة والحصانة المسلوبة- زفرات نائب عن الضفة الغربية (2013).
ينظر عبد الجواد لمستقبل القضية الفلسطينية بتفاؤل كبير، ويرى بأن تحرير فلسطين أمر حتمي منطلقًا من الرؤية الدينية والتحليل التاريخي، ويعتقد أن اتفاق أوسلو بمثابة كارثة حلت بالشعب الفلسطيني، وأخطر ما فيه الاعتراف بدولة الاحتلال، وربط الاقتصاد الفلسطيني باقتصاد الاحتلال، والتنسيق الأمني، ويرى بأن تحرير فلسطين تحريراً كاملاً من الناحية الاستراتيجية لن يكون إلا بالمقاومة المسلحة ووحدة الأمة، وتغيير حقيقي في واقع العرب والمسلمين، ويؤيد تفعيل كل الوسائل والأساليب التي تساعد في تحقيق أكبر قدر ممكن من المصالح، مع أقل نسبة من الخسائر، بما فيها المقاومة الشعبية والمقاطعة الاقتصادية والثقافية والسياسية، وتكريس الهوية الفلسطينية ونشر ثقافة المقاومة وتوريثها للأجيال القادمة.
يؤمن عبد الجواد بالشراكة السياسية بين مكونات الشعب الفلسطيني، على أساس مشروع وطني متكامل، ومؤسس على فكرة المقاومة وانتزاع الحقوق ومقاومة التطبيع والإصرار على الثوابت الفلسطينية، وتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والشخصية، ويعتبر أن الانقسام عقبة كبيرة أمام المشروع الوطني، لا بد من إنهائه وإعادة التوافق بين الضفة الغربية وقطاع غزة على أسس سليمة.