ناجي صبحة
ولد ناجي مصطفى عبد الله صبحة في بلدة عنبتا شرق طولكرم، في الأول من آب/ أغسطس عام 1937م، وهو متزوج وله عشرة من الأبناء والبنات. تلقّى تعليمه الأساسي في عنبتا، وحصل على الثانوية العامة من المدرسة الفاضلية في مدينة طولكرم عام 1954، ونال درجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة دمشق عام 1964، ودرجة الماجستير في التاريخ من جامعة النجاح في نابلس عام 1999 عن رسالته تاريخ القضاء في الإسلام. عمل مدرِّسا في عدد من المدارس منها؛ مدرسة تل الثانوية ( 1955)، والاتحاد الثانوية في بيت ايبا (1963)، وطولكرم الثانوية، والفاضلية الثانوية، وعمل مديرًا لكلية النهضة الوطنية في طولكرم لمدة ست سنوات، وافتتح مكتبة دار الفكر في نابلس، ثمّ عمل أمينا لمكتبة جامعة النجاح منذ عام 1982، ومحاضراً في الجامعة حتى عام 2002.
نشأ صبحة في أسرة متدينة، وانتمى لجماعة الإخوان المسلمين عام 1953، وانخرط في نشاطاتها، وأسس شعبة للإخوان في بلدة عنبتا، وأصبح مسؤول الجماعة في محافظة طولكرم، ثمَّ ممثلًا لمنطقة شمال الضفة الغربية، ثمَّ عضواً في المكتب الإداري للجماعة في الضفة، ثم عضواً في المكتب الإداري للجماعة في الضفة وغزة، ثمَّ عضواً في مجلس الشورى العالمي للإخوان.
اختير من قبل جماعته للانخراط في منظمة التحرير، لكنَّ اعتقاله من قبل الاحتلال حال دون ذلك، وكان ضمن المكتب الإداري الأول للجماعة الذي استأنف نشاط الإخوان في الضفة الغربية بعد احتلالها، وساهم في توحيد الجماعة في الضفة والقطاع ضمن مكتب إداري واحد عام 1971، وشارك في نشر فكر الإخوان بين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، وفي تأسيس العديد من المؤسسات الدينية والاجتماعية التربوية؛ من لجان الزكاة، ولجان إعمار المساجد، ورابطة علماء فلسطين، وجمعيات خيرية وغيرها، وترأس مرجعية الكتل الإسلامية في الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية بين الأعوام (1982-1987). وتمتع بعلاقات مع شخصيات إخوانية معروفة، حيث زاره في منزله كل من المرشد العام حسن الهضيبي، والشيخ يوسف القرضاوي، والأستاذ يوسف العظم، والمراقب العام للجماعة في الأردن محمد عبد الرحمن خليفة وغيرهم.
دعا صبحة لاستئناف الإخوان للعمل المسلح ضد الاحتلال، وكان عضوا في المكتب الإداري الذي اتخذ قرار الانخراط في العمل المقاوم في فلسطين، وتأسيس حركة حماس، وإقرار ميثاقها، وصياغة بياناتها، وظل عضوا فيه حتى عام 1994، وقد بنى خلال مشواره النضالي علاقة وازنة مع قيادات الفصائل الوطنية منهم القيادي في حركة فتح الشهيد أبو جهاد، وكان ضمن وفد الحركة لمؤتمر الوفاق الوطني عام 1996.
منعه الاحتلال من السفر منذ عام 1967، وحرمه من إكمال تعليمه في الجامعة الأردنية بعد أن أمضى عامًا كاملًا في دراسة الماجستير، وفصله من عمله في التدريس عام 1970، واستدعته مخابراته عدة مرات وفُتِّش بيته، واعتقله سبع مرات بين الأعوام (1968 -1996)، واخضع في عدد منها لتحقيقٍ قاسٍ، حتى أصيب في إحداها بشلل نصفي لازمه فترة من الزمن، ووجهت له تهم تتعلق بحيازة الأسلحة والنشاط في جماعة الإخوان المسلمين، وفرضت عليه الإقامة الجبرية عام 1971، واعتقلت زوجته، ومُنع من السفر لتلقي العلاج من مرضه الذي مات منه، واعتقلته الأجهزة الأمنية الفلسطينية عام 1997 مدة شهرين، كما اعتقل الاحتلال أبناءه الخمسة لسنوات طويلة في سجون الاحتلال، واعتقل بعضهم لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
ألّف صبحة عددًا من الكتب منها؛ مفكرة الأيام الإسلامية (1980)، وصفحات من التاريخ الإسلامي، وشهداء الصحابة وأعلامهم في فلسطين(1997)، وأضواء على الدولة الإسلامية، وله ديوانان مطبوعان هما جراحات (1997)، وسرب النسور، وترك عددا من الكتب المخطوطة.
توفي صبحة في التاسع والعشرين من أيار/ مايو عام 2004.
- صبحة، محمد ناجي. عبرات على الضريح فصول من حياة الأستاذ ناجي صبحة ومدوناته وأشعاره. د.م.ن، د.ن، 2018.
- محمد، بلال ( محرر). ” إلى الواجهة ذكريات د. عدنان مسودة عن الاخوان المسلمين في الضفة الغربية وتأسيس حماس”. بيروت: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2013.
- وثائقي رجال حول القدس، الحلقة السادسة، ناجي صبحة:
https://www.youtube.com/watch?v=SWFibUD1ijY