ناجي سرحان
وُلد ناجي يوسف سرحان في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في محافظة شمال قطاع غزة في الحادي والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1962، لعائلة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية بربرة المهجَّرة قضاء قطاع غزة، وهو متزوج وله ستة أبناء. درس المرحلة الأساسية في مدرستي أبو حسين الابتدائية للبنين ومدرسة الإعدادية (ب) للاجئين، والمرحلة الثانوية في مدرسة الفالوجة الثانوية، حيث حصل منها على الثانوية العامة في الفرع العلمي عام 1980، نال درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة آيوا ستيت Iowa State University في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1985، ودرجة الماجستير في الهندسة المدنية من جامعة أوكلاهوما ستيت Oklahoma State University في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1986. عمل محاضرا في كلية الهندسة في جامعة الفاتح في ليبيا بين عامي (1987-1994)، وعُيِّن موظفا في وزارة الاشغال العامة في قطاع غزة عام 1994، وتدرَّج في وظيفته حتى أصبح وكيلا لوزارة الأشغال العامة والإسكان، كما عمل محاضرا بدوام جزئي في كلية الهندسة في الجامعة الإسلامية في غزة بين عامي (1998-2004).
نشط مؤسساتيا ونقابيا، فكان نائبا لرئيس بلدية جباليا، وممثلا لرئيس لجنة تطوير مخيم جباليا للاجئين، ونائبا لنقيب المهندسين، ثم نقيبا للمهندسين في محافظات غزة بين عامي (2019-2021)، وأصبح رئيسا للَّجنة الحكومية العليا لإعمار قطاع غزة، وعضوا في مجلس أمناء الهيئة العربية الدولية لإعمار غزة، وعضوا في اتحاد المهندسين الفلسطينيين، وعضوا في اتحاد المهندسين العرب.
يتبنى سرحان الفكر الإسلامي الوطني العروبي. يرى أن اتفاق أوسلو ليس سيئا، وأن له إيجابيات وسلبيات، فقد كان سببا في وصول المقاومة إلى هذه الدرجة من القوة، وسببا بأن يحصل الفلسطيني على كينونة، إذ حصل على جواز سفر معترف به بدلا من وثيقة السفر المصرية أو اللبنانية أو السورية أو العراقية، ولكنه يُعيب على أوسلو تفريطه بجزء من الوطن، حيث منح اعترافا فلسطينيا بـ “إسرائيل” قبل اعتراف “إسرائيل” بالفلسطينيين، وتحولت منافع الاتفاق إلى مصلحة ذاتية لأشخاص محددين، وكان من الممكن بعد الاتفاق إنجاز حكم ديمقراطي يتسم بالشفافية والحريات، وفي نفس الوقت مقاومة الاحتلال من الداخل في الضفة الغربية، أو على الأقل فرض شروط على الاحتلال، لكن النظام السياسي المنبثق عن أوسلو تحول إلى نظام يُحقق مصالح “إسرائيل”، وكان من المفروض أن ينتهي أوسلو بدولة فلسطينية، لكن للأسف لم تقام الدولة ولم ينفذ الاتفاق.
ويعتقد أن العلاقات الوطنية في قطاع غزة أفضل بكثير من السابق، حيث تتسم بالترابط والتنسيق والثقة والمشاركة في اتخاذ القرارات، لكنَّ العلاقة بين طرفي الانقسام سيئة جدا، خصوصا وأن حركة فتح كانت مسيطرة على مفاصل العمل العام، وتعتبر نفسها ممثلة للشرعية الفلسطينية، ووجدت صعوبة في التنازل عن هذه السيطرة، رغم خسارتها في الانتخابات التشريعية عام 2006، وهي تقود السلطة وتحكم وحيدة، وبالتالي غابت الشراكة الوطنية.
ويؤكد أنه مع جميع أشكال المقاومة حتى تحرير فلسطين، حسب المكان والإمكانيات، ويؤمن بأنَّه ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، ويدعو إلى استمرار المقاومة ما دام هنالك احتلال، كما يدعو الغرب إلى شرعنة المقاومة بكافة أشكالها ودعم الشعب الفلسطيني لمحاربة الاحتلال، كما يفعل في أوكرانيا، كما أنَّه يؤمن أن إسرائيل في هبوط والشعب الفلسطيني في صعود، وقد ذابت قصة الجيش الذي يُقهر، وأن إسرائيل لا يمكن هزيمتها، وأصبح التحرير قريبا.
ويؤمن بأنه لا بد من تحرير كامل فلسطين، ولكن بسبب الوضع الإقليمي، والظروف الدولية المحيطة، لا بد من القبول بالمرحلية، وخيار حل الدولتين خيار معقول، وهو أفضل الحلول في هذه المرحلة، لحين تكوين جيش قوي قادر على تحرير كامل فلسطين، ويأمل في تحقيق رجوع اللاجئين لديارهم التي هُجِّروا منها، لكنَّ الحل المقبول والمنطقي في هذه المرحلة، وفق رأيه، هو العودة إلى الدولة الفلسطينية على حدود 67، لأن “إسرائيل” لا يمكن أن تقبل برجوع اللاجئين، مع التأكيد على أن حق العودة حق فردي وحق جماعي، ولابد من النضال حتى يتم رجوع اللاجئين وتعويضهم عن كافة حقوقهم. يرى أن هذه المرحلة الأسوأ عربيا، إذ زادت موجات التطبيع ولم تعد القضية الفلسطينية القضية المركزية لدى العرب، ولكن في الأمة العربية خير وهذا الحال سيتغير.