نائل البرغوثي
ولد نائل صالح عبد الله البرغوثي في بلدة كوبر في محافظة رام الله والبيرة في الثالث والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1957، وهو متزوج من الأسيرة المحررة إيمان نافع التي قضت في سجون الاحتلال عشرة أعوام. درس المرحلة الأساسية في مدرسة كوبر، والثانوية في مدرسة بيرزيت.
شارك في شبابه المبكر في الفعاليات الوطنية من مظاهرات وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على دوريات الاحتلال وسيارات مستوطنيه، والتحق بحركة فتح، وشكَّل مع أخوه عمر وابن عمه فخري خلية عسكرية في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، نفّذت عدة عمليات ضد جيش الاحتلال منها عملية قتل جندي صهيوني شمال مدينة رام الله، وحرق مصنع زيوت داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وتفجير مقهى في القدس المحتلة.
نشط البرغوثي داخل الأسر، حيث شارك في أغلب الفعاليات التي نفَّذتها الحركة الأسيرة في سبيل تحسين ظروف الاعتقال منذ عام 1977 حتى الآن، من بينها الإضرابات عن الطعام، وقد أصبح أحد رموز الحركة الأسيرة، وأقدم أسير سياسي في العالم. شكَّل خروج المقاومة من بيروت عام 1982 ودخول منظمة التحرير في مسار التسوية تحولًا في موقف البرغوثي من القيادة الرسمية لحركة فتح ومنظمة التحرير، فانضم أولًا لحركة فتح الانتفاضة بقيادة القيادي الفتحاوي أبو موسى، ثم تحول إلى حركة حماس، وأصبح أحد كواردها، وانتخب في أكثر من دورة تنظيمية عضوًا في مجلس الشورى العام للحركة داخل سجون الاحتلال.
عرف البرغوثي في أوساط الأسرى بشخصيته المتواضعة، وبإرادته القوية، وبسعة اطلاعه، وعشقه للتاريخ، وقد دخل موسوعة جينيس باعتباره أقدم أسير سياسي في العالم عام 2009، وشهدت قضيته تضامنًا محليًا وعربيًا وعالميًا، وكُتب عنها العديد من المقالات بلغات مختلفة، ونَظَّم الفلسطينيون في الضفة وغزة والخارج العديد من المحاضرات والندوات حوله بالإضافة إلى الوقفات والمظاهرات المطالبة بالإفراج عنه.
عانى البرغوثي خلال مسيرته النضالية؛ حيث أمضى أكثر من أربعين عامًا في سجون الاحتلال، اعتقله الاحتلال أول مرة في الثامن عشر من كانون الأول / ديسمبر عام 1977م لمدة ثلاثة أشهر، ثم اعتقله مرة أخرى في الرابع من نيسان/ إبريل عام 1978، وتعرض لتحقيقٍ قاسٍ، ثمَّ حكمت عليه المحاكم الصهيونية بالسجن المؤبد بالإضافة إلى ثمانية عشر عامًا، وتم الإفراج عنه بعد 34 سنة متواصلة في صفقة وفاء الأحرار في الثامن عشر من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011، وبعد ثلاثة أعوام أعيد اعتقاله مرة أخرى في الثامن عشر من حزيران/ يونيو عام 2014 وحكم بالسجن ثلاثين شهرًا، وبعد انتهاء مدة حكمه أعاد الاحتلال حكمه الأول بالمؤبد مدى الحياة. تعرض خلال اعتقاله للعزل الانفرادي والحرمان من الزيارة، وتوفي والده عام 2004 ووالدته عام 2005، ولم يتمكن من وداعهما، واغتال الاحتلال ابن أخيه صالح عمر البرغوثي عام 2018، كما اعتقل أخاه عمر لسنوات طويلة.