مناقشة كتاب الحركة الطلابية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة
ملخص سريع:
- “يميل كتاب الحركة الطلابية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل كبير إلى السرد التاريخي للحركة الطلابية الفلسطينية، أكثر من المناقشة التحليلية وفقًا لإطار نظري علمي. ويرتكز على آراء طلبة من كتل يسارية لإظهار الحيادية في البحث، كما أكدت على خلو الكتاب من الأدلة الإمبريقية كتحليل الخطابات”. د. دلال باجس
- يعود سبب تأخر التجربة الطلابية في غزة إلى تأخر إنشاء الجامعات، وانشغال الطلاب في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
- إن إغفال العنف ضد الحركة الطلابية لإخمادها في بعض الأحيان من قبل النظام السياسي القائم، وخاصة بعد أوسلو، له دلالاته في السيطرة والهيمنة على الحركة الطلابية.
- من غير الصحيح الفصل بين الحركة الطلابية في الضفة وغزة، على اعتبار تمثيلهما لجسم واحد.
- تعتبر الحركة الطلابية الفلسطينية امتدادًا لحركة النضال الفلسطيني في كل مكان، وإن ما حدث من تغيير في الحركة الطلابية كان بسبب التغيير في توجهات الحركة الوطنية الفلسطينية.
المشاركون الرئيسيون:
أحمد الحنيطي: حائز على درجة ماجستير في علم الاجتماع من جامعة بيرزيت، مهتم بدراسة المسائل الاجتماعية والثقافية الفلسطينية. تركز دراساته على المناطق الفلسطينية المهمشة.
أحمد طناني: باحث، وسكرتير جبهة العمل الطلابي التقدمية وسكرتارية الأطر الطلابية في قطاع غزة سابقًا.
د. دلال باجس: باحثة متخصصة في شؤون الحركة الطلابية الفلسطينية.
معاذ الخطيب: رئيس سابق للجنة الطلاب العرب وكتلة اقرأ الطلابية في جامعة حيفا.
نظم مركز رؤية للتنمية السياسية ندوة إلكترونية لمناقشة كتاب: “الحركة الطلابية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة” لمؤلفه الباحث أحمد حنيطي، والمنشور من قبل مؤسسة الدراسات الفلسطينية. وكانت المداخلة الرئيسية للمؤلف حنيطي، الذي بدأ حديثه عن الحركة الطلابية باعتبارها جزءًا من بنية المجتمع تحتضنها الجامعات، ويُقدم الكتاب تحليلًا سرديًا عن واقع الحركات الطلابية في فلسطين، وانصب اهتمام الباحث على فئة الشباب؛ لدورهم الكبير في عملية التغيير وصنع القرار في الحياة العملية، وقد انطلقت الدراسة من عدّة محاور، أبرزها: الاختلاف في الواقع الاجتماعي في تجربة الحركة الطلابية، والحركة الطلابية كحركة نقابية سياسية. كما قسم الكتاب الحركة الطلابية إلى مراحل عدة: مرحلة ما قبل أوسلو، أي منذ عام 1980 أثناء تجربة الحركة اليسارية إلى بداية التسعينيّات، ودخول الحركة الإسلامية وانخراطها في الكتل الطلابية.
ويُشير الباحث إلى أن الحركة الطلابية في المرحلة التالية في بداية التسعينيات، وإبرام اتفاقية أوسلو أثَّر على الحركة الطلابية بشكل كبير؛ بسبب انتشار المنظمات الأهلية والأعمال التطوعية، وما صاحب ذلك من انخراط الشباب فيها. أما بعد ذلك، وأثناء انتفاضة الأقصى عام 2000، فقد توحدت الأطر الطلابية جميعها، وانخرطت الأحزاب في أعمال المقاومة. وبعد فوز حركة حماس عام 2007، زادت الأوضاع سوءًا على الأصعدة كافة، خاصة فيما يتعلق بمشاركة الكتلة الإسلامية في انتخابات المجالس الجامعية؛ بسبب التضييق والاعتقالات، فعزفت الكتلة الإسلامية في سنوات عدة من المشاركة في الانتخابات، وهذا مما لا شك فيه أثر على الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية.
ويرجع الناشط الطلابي السابق أحمد طناني سبب تأخر التجربة الطلابية في غزة إلى تأخر إنشاء الجامعات، وانشغال الطلاب في مواجهة الاحتلال، حيث كان العمل الطلابي في قطاع غزة مرتكزًا على وقف التدخل الأمني في الجامعات، واتخاذ قرار التمثيل النسبي فيها. كما أكد على أن الحركة الطلابية تأثرت بالانقسام الفلسطيني، إذ تم تعطيل الانتخابات في الجامعات الفلسطينية، وذلك منذ عام 2007 إلى يومنا هذا.
أما الناشطة والمختصة في شؤون الحركة الطلابية د. دلال باجس، فقد قدمت نقدًا للكتاب؛ وأشارت إلى أن الكاتب يميل بشكل كبير إلى السرد التاريخي للحركة الطلابية الفلسطينية، أكثر من المناقشة التحليلية وفقًا لإطار نظري علمي، بالإضافة إلى غياب منهجية علمية واضحة. فلم يستفد الباحث من النظريات الاجتماعية في الكتاب، وسلم باختلاف واقع الجامعات في الضفة عنها في غزة، وارتكز على آراء طلبة من كتل يسارية لإظهار الحيادية في البحث، كما أكدت على خلو الكتاب من الأدلة الإمبريقية كتحليل الخطابات، وشحِّه من الأمثلة الواقعية، وغير ذلك من الملاحظات والمآخذ.
وتحدث معاذ الخطيب -الناشط الطلابي السابق في جامعة حيفا عن كتلة “اقرأ” التابعة للحركة الإسلامية- عن واقع الحركة الطلابية في الداخل المحتل، وبين أنها تختلف عن الحركات الطلابية في العالم؛ وذلك لاعتبار أن الطلبة الفلسطينيين أقلية في الداخل، وعدم وجود جامعات عربية، وقد تمثلت أهداف الحركة الطلابية في الحفاظ على الهوية الفلسطينية والإسلامية، والتفاعل مع القضايا الفلسطينية والعربية. وأشار الخطيب إلى مراحل الحركة الطلابية في الداخل المحتل منذ عام 1973، بإنشاء أول تكتل طلابي في جامعة حيفا، ثم في عام 2006 بمشاركة الحركة الإسلامية بذراعها الطلابي “اقرأ” في انتخابات الطلبة، إلى عام 2015 بعد حظر الاحتلال الصهيوني للحركة الإسلامية، وأنشطتها كافة بما فيها الحركة الطلابية “اقرأ”، وقد أدى ذلك إلى تراجع الحركة الطلابية في الداخل المحتل.
وقد أثرى ضيوف الندوة اللقاء بمداخلات تعتبر من الأهمية بمكان الإشارة إليها، حيث تم التركيز فيها على ضرورة وضع استراتيجية عامة للحفاظ على الحركة الطلابية من خلال إنهاء الانقسام، وتعزيز الاتحاد العام لطلبة فلسطين. ولم يغب عن المشاركين أن إغفال العنف ضد الحركة الطلابية لإخمادها في بعض الأحيان من قبل النظام السياسي القائم، وخاصة بعد أوسلو، له دلالاته في السيطرة والهيمنة على الحركة الطلابية. كما تم التأكيد على أنه من غير الصحيح الفصل بين الحركة الطلابية في الضفة وغزة، على اعتبار تمثيلهما لجسم واحد. وأخيرًا أكد المشاركون على أن الحركة الطلابية هي امتداد لحركة النضال الفلسطيني في كل مكان، وأن ما حدث من تغيير في الحركة الطلابية كان بسبب التغيير في توجهات الحركة الوطنية الفلسطينية.