ممدوح العكر

ولد ممدوح العكر في مدينة نابلس عام 1943. حصل على الثانوية العامة من كلية النجاح الوطنية عام 1962، وحصل على شهادة في الطب البشري من جامعة القاهرة عام 1969، وزمالة الجراحة من الكلية الملكية البريطانية Royal College of Surgone  في أدنبرة عام  1977، واختصاص جراحة المسالك البولية في مستشفى King’s College Hospital في لندن عام 1981. عمل في مستشفيات الكويت في سبعينيات القرن الماضي، وفي مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية في مدينة القدس بين أعوام (1981-1986)، ومستشفيات مار لوقا والاتحاد في مدينة نابلس ومار يوسف في القدس، فضلا عن عيادته الخاصة في مدينة رام الله.

بدأ نشاطه الوطني إبان دراسته الثانوية، متأثرًا بالحالة الوطنية العامة، وانتمى لحركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومارس النشاط الوطني بين عام (1967-1969)، ثم أعاد الانخراط في العمل الوطني بعيد اندلاع الانتفاضة الأولى، فاعتقل عام 1991، واحتجز في عزل منفرد خمسة وأربعين يومًا. اختير عضوًا ضمن الوفد المفاوض لمؤتمر مدريد للسلام عام 1991، والمفاوضات الثنائية في واشنطن بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي بين عام (1991-1993)، إلا أنه عارض اتفاق أوسلو، ورفض حضور حفل توقيع الاتفاق في البيت الأبيض.

مارس العكر العمل المؤسسي الأهلي في مجالات حقوق الإنسان والثقافة والتعليم، فهو عضو مؤسس في مؤسسة “مانديلا” للسجناء السياسيين الفلسطينيين منذ عام 1989، وعضو مؤسس ومفوّض عام لدى الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان منذ عام 1993، عضو مؤسس في مركز مسارات لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية ورئيس مجلس الأمناء، وعضو مؤسسة مواطن لدراسة الديمقراطية، وعضو مجلس أمناء جامعة بيرزيت ونائبا لرئيس مجلس الأمناء فيها، وعضو مجلس أمناء مؤسسة التعاون، وعضو مجلس التعليم العالي الفلسطيني، وعضو اللجنة الاستشارية للهيئة الفلسطينية لمكافحة الفساد، وعضو مجالس أمناء الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة (أمان).

قدَّم العكر العديد من المشاركات في الشأن السياسي الفلسطيني في مؤتمرات وندوات أكاديمية محلية وفي الخارج، فضلا عن مشاركاته في الدوريات السياسية المتخصصة بالقضية الفلسطينية وتطوراتها، كما أنه يحل ضيفا على وسائل الإعلام المرئي والمسموع.

يرى العكر بأن الحركة الوطنية الفلسطينية قد ضلت طريقها وفقدت بوصلتها باعتبارها حركة تحرر وطني، والمطلوب إعادة بناء المشروع الوطني فكرًا، وأداةً، قادرة ًعلى التصدي للمشروع الصهيوني بتحولاته الأبارتهايدية، والاستفادة من التجارب التاريخية لأنماط مشاريع الاستعمار الاستيطاني، ودروس التجربة النضالية الفلسطينية، واستعادة الوحدة الوطنية، وتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، وتنحية ملف المفاوضات جانباً، مع إتاحة الفرصة لإعادة تقييمه ودراسته بعمق واستخلاص العبر منه.

يعتقد العكر أن مسار المفاوضات هو نتاج نضال على أرض الواقع، توج بمجموعة من الإنجازات، إلا أن توقيع اتفاق أوسلو هو الخطأ الأكبر، وكارثة تكاد تكون شبيهة بنكبة 48، خصوصًا وأن جوهر الصراع مع الاحتلال هو على الأرض، والقيادة الفلسطينية بتوقيعها الاتفاق تركت المجال للاحتلال للعبث بالأرض كيفما يشاء، في ظل غياب المرجعية السياسية والتوافق الوطني. يرى العكر بأن الانقسام الفلسطيني سياسي، وجغرافي، ومجتمعي، وقد تحول في نهاية المطاف إلى صراع على السلطة، دون الأخذ بعين الاعتبار متطلبات وأولوية الوحدة الوطنية لأي حركة تحرر وطني وخاصة في السياق الفلسطيني، ويعتقد بأن تعاطي السلطة الوطنية وحركة فتح مع الانقسام تنقصه الحكمة والالتزام بقيم الديمقراطية، بالإضافة إلى تواطؤ قوى إقليمية ودولية في هذا الشأن.

يرى العكر بأن الشكل الأنسب للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال هو المقاومة الشعبية الملتزمة بالقانون الدولي، ويعتقد بأن منظمة التحرير تعاني من التهميش، حيث تم إفراغها من مضمونها، فانحرفت عن برنامجها الوطني منذ اتفاق أوسلو، ومع هذا من الضروري الحفاظ عليها لأنها الكيان المعنوي للشعب الفلسطيني، وهي بحاجة لإعادة بناء من الأسفل للأعلى، بدءاً من انتخاب مجلس وطني جديد وإعادة هيكلة الاتحادات المهنية والشعبية لتعبر عن متطلبات المرحلة الحالية للقضية الفلسطينية، وانضواء الفصائل كافة داخلها، إضافة إلى ضرورة إعادة النظر في دور السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية، وإعادة الاعتبار للبعد العربي للقضية الفلسطينية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى