مقدمة السياسات والإجراءات الإسرائيلية في الأقصى بعد عملية جبارين، وأبعادها الداخلية
منذ احتلال القدس عام 1967، مازال المسجد الأقصى يُمثل لب الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وذلك نظرًا للقيمة العقائدية التي يحتلها المسجد في قلوب المسلمين، ولدى شريحة واسعة من اليهود، الأمر الذي جعل هذا المكان المقدس، شرارة إشعال المنطقة، التي طالما كان حراكها مقرونًا به، كما كان الحال في أحداث النفق عام 1996، وانتفاضة الأقصى عام 2000.
وقد شكلت الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى، ومحاولة "إسرائيل" فرض الأمر الواقع من خلال البوابات الإلكترونية، والجسور الحديدية، والكاميرات الذكية، ثم التراجع عنها، موضوع نقاش كبير، امتد ليشمل شريحة واسعة من الجمهور الإسرائيلي. كما أنه كشف حجم الخلافات الكبيرة بين المستوى السياسي من جهة، والمستوى الأمني من جهة أخرى.
يحاول هذا التقرير الإجابة عن العديد من التساؤلات، التي أبرزها: كيف انعكس قرار تركيب البوابات ثم إزالتها على العلاقة الداخلية بين أطراف الائتلاف الحكومي، وعلى علاقة المستوى السياسي مع المستوى الأمني، وكذلك على العلاقة بين اليمين الحاكم والمجموعات اليمينية المتطرفة، كأمناء الهيكل ومجموعات تدفيع الثمن. وأخيرا تتناول هذه القراءة طبيعة التعامل الإسرائيلي مع سياسة الوضع الراهن التي تنتهجها في المسجد الأقصى.