مقابلة أردوغان مع ديان.. كواليس وردود فعل
واحتلت المقابلة عناوين الصحف باقتباسات من المقابلة، كالعنوان الذي يقول "أردوغان للصحفية الإسرائيلية: لن تستطيعي حشري في الزاوية".
إيلانة ديان -الصحفية الإسرائيلية المشهورة بتحقيقاتها الصحفية والتي تنشرها في برنامج عوفداه (الحقيقة)، والتي أجرت المقابلة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي بثتها القناة الثانية الاثنين الماضي- هي صحفية يسارية، بل وتُعتبر من اليسار الصهيوني المتطرف وفقًا للمزاج العام في "إسرائيل" والذي أصبح يميني الصبغة في العقد الأخير، وهي تشتهر بمواقفها السياسية المناوئة لحكومات اليمين ولسياسات جيش الاحتلال.
وقد اصطدمت ديان عدة مرات مع المؤسسة العسكرية من جهة ومع المستوى السياسي من جهة أخرى على خلفية تحقيقات أجرتها انتقدت فيها المستويين بسبب تصرفات وسلوك مخالف للقانون وللقيم الإنسانية، وشمل ذلك كشف جرائم ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وليس الجانب السياسي وحده الذي يجعل ديان يسارية متطرفة في نظر الجمهور الصهيوني اليميني، بل ولأنها سحاقية معروفة بميولها الجنسية الشاذة أيضًا، وهذه الطبيعة اليسارية ربما شجعتها على مقابلة أحد الزعماء المكروهين في تاريخ "إسرائيل" بالإضافة إلى السبق الصحفي، فصحفيو اليمين ما كانوا ليحتملوا إجراء مثل هذه المقابلة، وقد وصفه كثير منهم بالسلطان والدكتاتور والإسلامي المتطرف.
قالت ديان إن "هذه المقابلة التي لم تكن مسبوقة منذ 13 عامًا". ويبدو أنها تمت بعد المصالحة الإسرائيلية التركية من ناحية وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة من ناحية أخرى.
وصفت ديان أردوغان بصاحب الوجه الجاف الذي عانى منه الإسرائيليون على طول السنوات الماضية وبدرجة عالية من السخونة، ولكن الذي كان في هذه المقابلة –بحسب ديان- هو أردوغان آخر قد جاء بوجه مبتسم وتصالحي.
وعن مواقفه قالت "هو لا يحاول استخدام مساحيق التجميل لتجميل أجندته، وهو لم ير زخات الصواريخ التي انطلقت من غزة على إسرائيل وإنما رأى فقط أن إسرائيل كانت وما تزال هي الطرف المعتدي". وتستنتج ديان من إجابته نفسها حول موقفه من حرب غزة 2014: "إن شيئًا لم يتغير في نظرته لإسرائيل!".
قالت إن "شخصية أردوغان أكبر من الحياة فرغم وصف خصومه له بأنه دكتاتور إلا أن مؤيديه يرونه مصلحًا حوّل تركيا إلى إمبراطورية".
تقول ديان "لقد أحسسنا أمامه بضغطٍ شديد وكأن خطًّا رُسم لنا على الرمل ويُحظر علينا تجاوزه، وهذا يعني أن قواعد اللعب قد اختلفت".
وصفته ديان بأنه واضح الفكر وأن لديه القدرة على ملامسة الناس وملامسة الموجة الحساسة في وعي الناخبين الأتراك. وأضافت: "لا يمكن الخطأ في كاريزما أردوغان الذي أخرج 5 ملايين للشوارع وقت الانقلاب".
وعلى هامش اللقاء سألها عن عدد أطفالها؛ فأجابت بأن لديها ثلاثة أطفال، وأنها سمعت أنه يشجع كل امرأة على إنجاب ثلاثة أطفال، فصحح لها قائلاً "على الأقل ثلاثة..".
في المقابل؛ أثارت المقابلة سلسلة من ردود الفعل السلبية في الأوساط الإسرائيلية وصلت حدّ المطالبة بقطع العلاقات وسحب السفير من أنقرة وإلغاء الاتفاق على التعويضات؛ وقد عبّر عن ذلك عضو الكنيست السابق بروفسور آرية ال داد الذي قال: "نحن لا نتعلم من إخطائنا ويبدو أن أردوغان يبصق علينا. إذا أردتم نصيحتي يجب إعادة السفير من أنقرة حتى يعتذر أردوغان عما قاله أمس؛ فالحقيقة أنه لا يوجد علاقات مع تركيا!".
وأضاف الوزير وعضو الكنيست السابق عن حزب الليكود الحاكم جدعون ساعر: "أردوغان هو أردوغان؛ ومن يعتقد أن هناك صفحة جديدة في العلاقات يوهم نفسه".
ومن جهة أخرى أثارت المقابلة انتقادات لنتنياهو واتهامات له بأنه نسي #الجنود_المفقودون في غزة، وكان أبرز هؤلاء المنتقدين عضو الكنيست وزعيم المعارضة بوجي هرتسوغ وذلك بعد أن اتضح من المقابلة أن أردوغان لا يعرف أسماء الجنود حين ذكرتهم الصحفية في سؤالها له بالاسم فلم يعرفهم؛ قائلاً: "عائلات من؟".