مصطفى البرغوثي
ولد مصطفى كامل البرغوثي في الخامس عشر من كانون الثاني/ يناير عام 1954، في مدينة القدس المحتلة، لعائلة فلسطينية تعود أصولها لقرية دير غسانة قضاء رام الله، وهو متزوج وله ابنة. درس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس مدينة البيرة، والثانوية في مدرسة البيرة الثانوية، حيث حصل منها على شهادة الثانوية بالفرع العلمي عام 1971، وأنهى دراسة الطب من جامعة الصداقة في موسكو عام 1978، كما حصل من ذات الجامعة على درجة البكالوريوس في الفلسفة عام 1978، وعلى الماجستير في الإدارة وبناء الأنظمة الإدارية من جامعة ستانفورد الأمريكية Stanford University (1994-1995). عمل طبيبًا في مستشفى المقاصد في الفترة بين عام (1978-1988)، وشغل مدير معهد الإعلام للسياسات الصحية والتنموية في رام الله (1989-2005)، واختير وزيراً للإعلام في الحكومة الفلسطينية الحادية عشرة عام 2007 وناطقًا إعلاميًا باسمها.
بدأ اهتمام البرغوثي بالقضايا الوطنية منذ كان طالبًا في المدرسة، حيث شارك الحركة الطلابية نشاطاتها، وكانت ميوله يسارية. انتخب رئيساً لاتحاد الطلبة في جامعة الصداقة في موسكو، وانتمى للحزب الشيوعي الفلسطيني عام 1978، وعمل مع آخرين على تأسيس الإغاثة الطبية الفلسطينية، وكان لعمله فيها دور كبير في تعزيز مكانته باعتباره شخصية عامة، كما كان واحدًا من أعضاء الوفد الفلسطيني المفاوض في مباحثات السلام في مؤتمر مدريد عام 1991، وعضو اللجنة التوجيهية للمفاوضات متعددة الأطراف. شارك في انتخابات المجلس التشريعي عام 1996، لكنه تنازل عن مقعده للمرشح المسيحي عملا بنظام الكوتا، في عام 2002 استقال من حزب الشعب، وأسس مع آخرين حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، وشغل أمينها العام. ساهم البرغوثي في تأسيس وإدارة منظومة المعلومات والإعلام "الراصد الفلسطيني" عام 2002، الذي بهدف للوصول إلى الرأي العام العالمي والتأثير فيه، وفي عام 2005 شارك في الانتخابات الرئاسية وحصل على 20% من الأصوات، وفاز بعضوية المجلس التشريعي في الانتخابات التشريعية ضمن قائمة فلسطين المستقلة عام 2006، وساهم في إنشاء شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، وهو عضو في العديد من مجالس أمناء مؤسسات أكاديمية وأهلية، مثل المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية "مواطن"، والجامعة الأمريكية في جنين.
ساهم البرغوثي في تأليف العديد من الكتب في المجال الصحي والخدمات الاجتماعية في الضفة وغزة، وله كتاب بعنوان "الصمود على الجبل- من أجل الحرية والديمقراطية ".
يعتقد البرغوثي أن القضية الفلسطينية تمر بواحدة من أدق مراحلها، وبأن الاحتلال يحاول منع إقامة دولة فلسطينية، وعليه، لا يوجد أفق مستقبلي لعلاقة يمكن أن تكون مقبولة مع الحركة الصهيونية، ويرى بأن الانقسام سببه غياب الديمقراطية، ويعتبر بأن اتفاق أوسلو فشل وفشلت معه الحلول الوسط ، ولا يوجد أمامنا سوى جعل إسرائيل تتراجع عن خطواتها على الأرض، وعليه يمكن النظر بالذهاب إلى خيار الدولة الفلسطينية الواحدة، ويعتقد البرغوثي بأن المقاومة الشعبية هي الاستراتيجية الوطنية البديلة لما فشل في تحقيقه الفلسطينيون خلال السنوات الماضية، وبإمكانها أن تحقق تغيرًا في ميزان القوى، إذا ما ارتكزت على توحيد الصف والعمل على مكونات الشعب الفلسطيني، وفق استراتيجية الصمود بهدف الضغط على الاحتلال، ويعتبر البرغوثي أن الشراكة السياسية مطلب مهم، وركيزة أساسية يمكن الانطلاق بها من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، على أن تنضوي جميع التيارات والقوى تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية وفق حالة توافقية.