محمود عيسى (أبو مارسيل)

ولد محمود أسعد محمود عيسى في بلدة سالم في محافظة نابلس عام 1969، وهو متزوج وله أربعة من الأبناء. درس المرحلتين الأساسية والثانوية، وحصل على الثانوية العامة عام 1987. درس في الكلية الإبراهيمية في القدس، ونال درجتي البكالوريوس والماجستير في العلوم السياسية من جامعة فلسطين في غزة أثناء وجوده في سجون الاحتلال.

عمل سائقًا على تراكتور زراعي، وعمل مزارعًا في حقول بلدته والبلدات المجاورة.

انخرط في العمل الوطني في سن مبكرة من حياته، وانتمى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الثالث عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1987، وشارك في تنفيذ فعالياتها الوطنية من مظاهرات والقاء الحجارة على دوريات الاحتلال وسيارات المستوطنين وتوزيع البيانات، ونشط في العمل الطلابي حيث كان عضوًا في جبهة العمل الطلابية الجناح الطلابي للجبهة الشعبية أثناء دراسته الجامعية، وخطَّط ونفَّذ عدة نشاطات طلابية، وشارك في إنشاء مكتب الفرع الطلابي التابع للجبهة الشعبية في الضفة الغربية عام 1987، وهو مكتب مسؤول عن النشاط الطلابي لكوادر وعناصر الجبهة في الجامعات والكليات في منطقة رام الله والقدس، كما اتجه مبكرًا إلى العمل العسكري، فشارك في إيصال السلاح للمقاومة في الضفة الغربية، والقاء زجاجات حارقة على بيوت المتعاونين مع الاحتلال، كما شكَّل خلية عسكرية تابعة للجبهة عام 1987.

شارك أبو مارسيل في تأسيس كتائب أبو علي مصطفى مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وكان المسؤول الميداني للعمليات العسكرية في منطقة نابلس، ونفَّذ عمليات كثيرة ضد الاحتلال والمستوطنين، حيث ركَّز فيها على إطلاق النار على مواقع عسكرية ودوريات تابعة لجيش الاحتلال، كان أولها في العشرين من تشرين أول/ أكتوبر عام 2000، وكان معه في هذه العملية زعيم اشتيه، ومن عملياته المهمة تفجير بيت للمستوطنين في منطقة الأغوار، كما شارك في تنفيذ عمليات إطلاق نار مع كوادر وطنية من خارج الجبهة الشعبية مثل عملية إطلاق نار على جيب عسكري صهيوني على طريق بيت دجن، وقد نفَّذها بصحبة نسيم كركري، ونفَّذ أيضًا عملية إطلاق نار حاول فيها اغتيال ضابط صهيوني كان له دور في حرب لبنان عام 1982، وقد شارك في هذه العملية الشهيدان فادي حنيني وأمجد مليطات، وكان لأبي  مارسيل دور في التصدي لاجتياح  جيش الاحتلال لمدينة نابلس في نيسان/ إبريل عام 2001، وهو المسؤول عن تجهيز الشهيد شادي نصار الذي ارتقى على مدخل مستوطنة “أرئيل” المقامة على أراضي محافظة سلفيت.   

اعتبر أبو مارسيل من كوادر الحركة الأسيرة، وقد عمل داخل السجون في مجالات التنظيم والتعليم والتثقيف، حتى لُقب من رفاقه بـ “المعلم”. كتب قصائد شعرية لها بعد وطني وعبَّر في بعضها عن شوقه لبلدته.    

عانى أبو مارسيل من الاحتلال، اعتقل أول مرة عام 1987، ثم أصبح مطلوبًا لدى الاحتلال في الانتفاضة الفلسطينية الثانية لمدة ستمئة يوم، إلى أن اعتقل في منطقة الأغوار، بين أريحا ونابلس أواخر أبريل/ نيسان عام 2002، وأصيب بالرصاص في رجله أثناء عملية الاعتقال، وأصيب أيضًا من عضات الكلاب البوليسية، وتعرض لتحقيق ميداني في اللحظات الأولى من الاعتقال، ثم نُقل إلى مركز توقيف حوارة قرب نابلس، ثم مركز تحقيق بتاح تكفا، وبقي فيه ستين يومًا، ثم نُقل إلى مركز تحقيق عسكري غير معروف، ومكث فيه سبعة عشر يومًا، ثم حكم عليه بالمؤبد، وقام الاحتلال بهدم منزله بعد ستة أشهر من اعتقاله، وارتقى والده شهيدًا بعد هدم البيت بساعات.

أمضى أبو مارسيل قرابة سبعة وعشرين عامًا داخل سجون الاحتلال، وعانى خلال ذلك من عدة أمراض، وتعرض لمعاناة شديدة خصوصًا بعد السابع من أكتوبر عام 2023، إلى أن أطلق سراحه من قسم 2 في سجن ريمون في صحراء النقب في صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال” طوفان الأحرار”، وأبعد إلى مصر في الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير عام 2025.   

اظهر المزيد

مركز رؤية للتنمية السياسية

يسعى المركز أن يكون مرجعية مختصة في قضايا التنمية السياسية وصناعة القرار، ومساهماً في تعزيز قيم الديمقراطية والوسطية. 11

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى