محمود عباس

ولد محمود رضا عباس في مدينة صفد في الداخل المحتل في السادس والعشرين من آذار/ مارس عام 1935، لعائلة فلسطينية هجَّرها الاحتلال خلال أحداث النكبة عام 1948، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد. درس المرحلة الأساسية في مدارس صفد، والمرحلة الثانوية في سوريا، وحاز على شهادة البكالوريوس في القانون من جامعة دمشق عام 1958، وشهادة الدكتوراه من معهد الاستشراق في موسكو التابع للجامعة الروسية لصداقة الشعوب عام 1982، وكان موضوع رسالته “العلاقات السرية بين ألمانيا النازية والحركة الصهيونية”. عمل مدرِّسًا في سوريا، ثمَّ مديرًا لشؤون الموظفين في وزارة التربية والتعليم القطرية.

التحق في شبابه بالعمل الوطني، وباشر بتشكيل مجموعة سرية في سوريا تعمل لصالح القضية الفلسطينية، وساهم بتأسيس حركة فتح، وأصبح عضوًا في لجنتها المركزية عام 1964، وعضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني عام 1968، وتفرغ للعمل التنظيمي عام 1970، وعُيِّن مسؤولًا عن التعبئة والتنظيم داخل حركة فتح عام 1970، واختيرًا رئيسًا للَّجنة الإدارية الفلسطينية الأردنية المشتركة بين عامي (1979-1981)، وأصبح عضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1980، وعضوًا في اللجنة الاقتصادية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1981، ورئيسًا لدائرة العلاقات القومية والدولية في منظمة التحرير بين عامي (1984-2000)، ومسؤولًا عن ملف الأراضي المحتلة خلفًا لأبي جهاد عام 1989.

تبنى عباس نهج التسوية في فترة مبكرة من مسيرته السياسية، وارتكز فكره السياسي على المناداة بحل الدولتين، واعتبار المفاوضات وسيلة الفلسطينيين الأنجع لحل الصراع في فلسطين، وقد عارض المقاومة المسلحة بعد اتفاق أوسلو وتأسيس السلطة الفلسطينية، وعبرت ممارسته السياسية طوال عشرات السنين عن كونه واحدًا من أهم منظري التسوية السياسية داخل الحركة الوطنية ما بعد النكبة، وقد كان شعار إقامة الدولة الديمقراطية في فلسطين الذي تبنته حركة فتح أواخر ستينيات القرن الماضي وبداية سبعينياته مدخله لطرح مشروعه لحل القضية الفلسطينية على أساس تحقيق السلام بين منظمة التحرير ودولة الاحتلال، فبدأ بإجراء الحوارات مع شخصيات “إسرائيلية” منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي، منها الجنرال السابق في جيش الاحتلال ماتي بيليد عام 1977، وكرّس مرحلة جديدة من المفاوضات مع الشخصيات الصهيونية عبر وسطاء هولنديين عام 1989، ونسَّق شؤون الوفد الفلسطيني (ضمن الوفد الأردني) لمؤتمر مدريد عام 1991، وأدار المفاوضات السرية التي أفضت إلى توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، ووقَّع بنفسه اتفاقية إعلان المبادئ ممثلًا عن منظمة التحرير الفلسطينية في أيلول/ سبتمبر عام 1993، والاتفاقية الانتقالية في واشنطن عام 1995، وأصدر مع وزير العدل الإسرائيلي يوسي بيلين وثيقة ” أبو مازن- بيلين ” حول الوضع النهائي عام 1995.

 عاد إلى فلسطين عام 1995، وعُيِّن رئيسًا للجنة الانتخابات المركزية بين عامي (1996-2002)، واختير أمينًا لسر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بين عامي (1996-2004)، ورئيسًا للوفد المفاوض عام 1996، وكان أول رئيسٍ للوزراء في السلطة الفلسطينية عام 2003، كما عُيِّن وزيرًا لشؤون المفاوضات عام 2003، وانتخب رئيسًا لمنظمة التحرير الفلسطينية خلفًا لياسر عرفات عام 2004، ورئيسًا للسلطة الوطنية الفلسطينية عام 2005.

شهد عهده أحداثًا مفصلية منها توقف انتفاضة الأقصى (2000-2005)، وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة تحت ضغط عمليات المقاومة، وإجراء الانتخابات التشريعية عام 2006 التي فازت فيها حركة حماس وشكَّلت الحكومة برئاسة إسماعيل هنية، وأحداث الانقسام عام 2007 وظهور حكومتين واحدة في غزة وأخرى في رام الله بين عامي (2007-2014)، والحروب الثلاثة على غزة أعوام 2008/ 2009، 2012، 2014، وسلسلة من الحوارات والاتفاقيات بين حركتي حماس وفتح بهدف إنهاء الانقسام.

صدر له عدة كتب منها: اللاجئون الفلسطينيون اليهود (بيروت، 1981)، وقنطرة الشر (عمّان، 1984)، وطريق أوسلو (بيروت، 1994)، والمسيرة السياسية في الشرق الأوسط (أبو ظبي، 2001).

المصادر والمراجع:

  1. عبد الهادي، مهدي. “فلسطينيون”. القدس: الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية،

ط2، 2011.

  1. الموقع الإلكتروني للرئيس محمود عباس:

https://president.ps/officialresume.aspx

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى