محمود الزهار
ولد محمود خالد الزهار في حي الزيتون في مدينة غزة عام 1945، وهو متزوج ولديه أربعة من الذكور وثلاث من الإناث. درس المرحلتين الأساسية والثانوية في مدارس غزة، وحصل على الثانوية العامة عام 1965، ونال درجة البكالوريوس في الطب من جامعة عين شمس في القاهرة عام 1971، ودرجة الماجستير في الجراحة العامة عام 1977. عمل طبيبًا في مستشفيات غزة والعريش وخانيونس بين الأعوام (1972- 1974) و(1977- 1982)، ومحاضرًا في الجامعة الإسلامية في غزة عام 1985 ورئيس قسم التمريض فيها، ومستشارًا لوزير الصحة لشؤون الجراحة.
انتمى الزهار لجماعة الإخوان المسلمين أثناء دراسته في مصر، وانخرط في نشاطاتها الاجتماعية والدعوية والمؤسساتية، وساهم في تأسيس عددٍ من النوادي والجمعيات والأطر النقابية والمؤسسات الأكاديمية؛ منها نادي الزيتون الرياضي، ومستوصف القرارة الطبي الخيري، واتحاد النقابات والكتل الإسلامية والمهنية، والدائرة الطبية -الجامعة الإسلامية، ورابطة الفنانين، ورابطة الكُتَّاب والأدباء الفلسطينيين، وجمعية الأصالة الطبية، ومركز فلسطين الثقافي الدولي، والجمعية الطبية العربية والتي تولى رئاستها بين عامي (1981-1985)، واختير رئيسًا لنقابة الأطباء لمدة أربع سنوات، ورئيسًا لكلية التمريض-الجامعة الإسلامية، وهو عضو مجلس التعليم العالي منذ عام 1990، ورئيس مجلس إدارة مركز النور للدراسات والبحوث في قطاع غزة.
نشط الزهار سياسيًا؛ فكان من الجيل القيادي الأول في حركة حماس، وناطقًا رسميًا باسم الحركة في قطاع غزة، وعضوًا في وفدها في الحوارات مع الفصائل الفلسطينية سيما حركة فتح، وانتخب عضوًا في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحركة حماس في انتخابات عام 2006، وتولى وزارة الخارجية في الحكومة العاشرة التي شكلتها حركة حماس (2006-2007)، كما أنَّه عضو في المكتب السياسي لحركة حماس.
عُرف الزهار بمرونته في التعاطي مع الوقائع السياسية التي أفرزتها الانتفاضة الأولى، في حين ركَّز في المراحل اللاحقة على التأكيد على خيار المقاومة، وقد عارض برنامج التسوية والمفاوضات، وأكَّد في أكثر من مناسبة أن اتفاق أوسلو صك للاحتلال للتنازل عن الحقوق والثوابت، وأدى إلى تمزيق الوحدة الجغرافية للأراضي الفلسطيني، وشجَّع الاحتلال على مزيد من الاستيطان في القدس والضفة الغربية، ويدعو الزهار إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية على أساس مقاومة الاحتلال والعمل لتحرير فلسطين، والتخلي عن برنامج التسوية.
كتب الزهار عددًا من المقالات والدراسات في موضوع الصراع في فلسطين وموقف حركة حماس من التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية، وقد صدر له عددًا من الكتب في مجالات الأدب والسياسة والفكر ومنها: روايات: “في أعماق صخرة” (1982)، و”الرصيف” (2002)، و”شمعة لا تنطفئ” (2012)، و”العصف المأكول” (2015)، و”الأبيض والأسود”، و”المشنقة” في عام 2016، وله عدد من الكتب منها: “التدخين في قطاع غزة ويلاته ومآسيه” (1987)، و”إشكالية مجتمعنا المعاصر: دراسة قرآنية” (1998)، و”إشكاليات الخطاب الإسلامي المعاصر” (1998)، و”لا مستقبل بين الأمم: فضح زييف الفكرة الصهيونية” (2010)، و”الحقيقة الكونية للحضارات” (2011)، و”أصول المواجهة الإعلامية”، وقام بإعداد سيناريو فيلمي “عماد عقل” (2000)، و”عاشق البندقية” (2012). وله تجربة واحدة في الترجمة، حيث ترجم كتاب “الحرب المقدسة” لفلهم دايتل عام 1997، وهو ضيف دائم على وسائل الاعلام المرئية والمسموعة.
عانى الزهار أثناء مسيرته النضالية؛ إذ فصله الاحتلال من عمله في المستشفيات الحكومية في غزة بداية الثمانيات، واعتقل عام 1988 لمدة ستة أشهر، وأبعد إلى مرج الزهور أواخر عام 1992، واعتقلته الأجهزة الأمنية لعدة أشهر عام 1996، وتعرَّض للتعذيب، وتعرض لأكثر من محاولة اغتيال من قبل الاحتلال، حيث قصفت طائرات الاحتلال منزله في عام 2003، فأصيب بجراح واستشهد ابنه البكر خالد وحارسه الشخصي، وأصيبت زوجته وابنته وهُدم منزله، ثمَّ تعرض لمحاولة اغتيال أخرى على أيدي مسلحين مجهولين عام 2006، واستشهد ابنه الثاني حسام في غارة إسرائيلية عام 2008، وتعرض لمحاولة اغتيال ثالثة بعد قصف طائرات الاحتلال منزله عام 2014.
المصادر والمراجع:
- حمادة، محمد عمر. “أعلام فلسطين”. الجزء السابع. دمشق- بيروت: دار قتيبة، 1988.
- عبد الهادي، مهدي. “فلسطينيون”. القدس: الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية،
ط2، 2011.
- موقع حركة حماس الإلكتروني: https://hamas.ps/ar/politicalofficemember/23