محمود الراس

وُلد محمود عدنان الراس في مخيم خانيونس جنوب قطاع غزة في العشرين من شهر كانون الثاني/يناير عام 1972، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى مدينة يافا المحتلة. درس المرحلة الأساسية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والمرحلة الثانوية في مدرسة خالد الحسن الثانوية، والتي حصل منها على الثانوية العامة عام 1991، والتحق بالجامعة الإسلامية في مدينة غزة لدراسة الاقتصاد. يعمل في قطاع الصحة منذ عام 1996.

انتمى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1987، وتولى فيها عددا من المهام التنظيمية؛ فكان مسؤول اتحاد الطلبة الثانويين في مدارس خانيونس أثناء الانتفاضة الأولى، وعضو في المكتب الطلابي بين عامي (1987-1990)، وعضو لجان المقاومة الشعبية، وسكرتير جبهة العمل الطلابي في الجامعة الإسلامية بين عامي (1991-1993)، وعضو قيادة منطقة خانيونس بين عامي (1997-2008)، ومسؤول منطقة خانيونس بين عامي (2008-2011)، ومسؤول لجنة النشاط الشبابي، وعضو قيادة منطقة غزة بين عامي (2013-2016)، وأمين سر منطقة غزة لدورتين تنظيميتين متتاليتين، ومسؤول الجبهة الشعبية في منطقة غزة منذ عام 2022، وعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية منذ عام 2022.

يرى الراس أن اتفاق أوسلو جريمة بحق الشعب الفلسطيني، ويعتبر أن الهدف الأساسي منه استبدال منظمة التحرير وشرعيتها بالسلطة، وقد نجح تيار التسوية في تجويف المنظمة وجعلها مؤسسة من مؤسسات السلطة، وتجريدها من الميثاق والشرعية، واعتبارها إحدى أدوات القمع، لذلك لا يوجد شراكة مع سلطة تحتكم لاتفاقات الاحتلال، وتتنكر لإرادة الشعب الفلسطيني في المقاومة، وتمثيلها ما هو إلا تمثيل دكتاتوري قاصر، ويصف العلاقات الوطنية بين مختلفة التيارات والفصائل الفلسطينية بأنها متحركة، فهي بين اتفاق واختلاف، فلا يوجد ميثاق وطني موحد يحكم هذه العلاقات، في المقابل تقوم لجنة العلاقات الوطنية في قطاع غزة بدور إيجابي في بعض الأحيان، ولكنها لا تؤسس لحل جذري للمشاكل التي تواجهها العلاقات الوطنية، ويؤكد بمشروعية ووجوب المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، ويعتبرها الأساس والأكثر جدوى، مع عدم تعارضها مع جميع أشكال المقاومة، وينادي بتكامل هذه الأشكال وجعلها منهج حياة. ويعتقد أنَّه لا يوجد أية تسوية مع الاحتلال، والتسوية الوحيدة ستكون هي إزالة الكيان الصهيوني، ويؤمن بحتمية الانتصار على الاحتلال، خصوصا وأن فلسطين عاينت شتى أنواع الغزوات، وذهب جميع المحتلين وبقيت هي، ويرى أن الصراع مع الاحتلال في جوهره وجودي وليس طابعه ديني كما يعتقد البعض، لأن الفلسطينيين يقاتلون من أجل أرض وليس لأجل معتقد، ويعتبر أنَّه برغم مأساوية المشهد السياسي الفلسطيني، إلا أنّ الشعب الفلسطيني ما زال مستمرا في النضال، ومعركة سيف القدس أكدت على وحدوية هذا الشعب وإيمانه بقضيته في جميع أماكن تواجده، كما أن الداخل المحتل نهض من ركام الضغوط بعد أن تعرضت هويته الوطنية للتهشيم الكبير.

يؤمن الراس بحل التحرير الشامل لكامل فلسطين التاريخية، ورجوع اللاجئين إلى ديارهم التي هُجِّروا منها، ويعتبر أن وحدة الشعب الفلسطيني والاتفاق على استراتيجية في مواجهة الاحتلال هي بداية التحرير، وينادي بخلق ساحة مواجهة واشتباك مع العدو في كل مكان، إضافة إلى استغلال الناحية الدبلوماسية، خصوصا في ظل حالة تغير المشهد وتآكل الهيمنة الأمريكية، ويطالب بتقديم القضية الفلسطينية لدول العالم بطريقة وحدوية حتى تغير من طريقة نظرتها للقضية الفلسطينية، وضرورة إشراك الفلسطينيين في مخيمات اللجوء والشتات في دوائر الاشتباك مع الاحتلال، فهم يتعرضون لمحارق ومآسي، ويتم حرمانهم من المشاركة السياسية والوطنية في القرار الفلسطيني.ويعتقد أنَّه لا وجود لنظام سياسي فلسطيني وإنما دكتاتورية مركبة وقمع من الاحتلال ومن سلطتين منقوصتي السيادة، وهذا حال فيه تنكر لإرادة الشعب الفلسطيني في الانتخابات وحقه في اختيار قيادته وممثليه، ويرى  أن الحالة العربية تتصف بالتطبيع والانهيار، والأنظمة العربية مربوطة بوجود الاحتلال وستزول بزواله فهذا يدفعها لاتفاقات السلام معه، ولكنّ الأمل معقود على الشعوب العربية التي لا زالت القضية الفلسطينية حيّة فيه، والدليل على ذلك زحف الشعوب من العراق وسوريا والأردن أثناء معركة سيف القدس، وإحياء القضية في مونديال قطر، فبالتالي يجب إعادة البعد القومي للقضية الفلسطينية، لأنّ النضال سيكون قاصرا دون الظهير العربي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى