محمد مكرم البلعاوي
وُلد محمد مكرم عمر البلعاوي في مدينة إربد الأردنية في الثاني من آب/ أغسطس عام 1969، لأسرة فلسطينية تعود أصولها إلى قرية بلعا في محافظة طولكرم، وهو متزوج وله سبعة أبناء. درس المرحلة الأساسية في المدارس الإسلامية في إربد، وفي مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ودرس المرحلة الثانوية في مدرسة الأمير الحسن بن طلال، وحصل منها على الثانوية العامة عام 1986، ونال درجة البكالوريوس والماجستير من جامعة ناجبور Nagpur University في الهند عام 1993، ودرجة الدكتوراه في الأدب الانجليزي “دراسات ما بعد الاستعمار” من الجامعة الإسلامية العالمية في كوالالمبور في ماليزيا عام 2014. عمل في مجال الإغاثة، وعمل معلما في المدارس الحكومية في الأردن حتى عام 2001، ثم عمل محاضرا في كلية العلوم الصحية في السعودية، ثم عمل موظفا في جامعة الدمام، وأصبح مسؤولا عن صحيفة الجامعة ومركز المعلومات فيها.
التحق بالبلعاوي بالحركة الإسلامية في الأردن، وتركَّز جزء من نشاطه في العمل الخيري، وانخرط في خدمة القضية الفلسطينية، فساهم في تأسيس مؤسسة القدس-ماليزيا، وأصبح مديرا لرابطة أكاديميون من أجل القدس عام 2020، والقائم بأعمال رئيس اتحاد الأكاديميين الفلسطينيين منذ عام 2021، وأسس منتدى أسيا والشرق الأوسط والذي يهدف لتقديم المعرفة والتفاهم بين القارة الآسيوية والشرق الأوسط.
يكتب البلعاوي القصة للأطفال، ونُشرتْ له إحدى وأربعين قصة، ولديه مجموعتان في أدب الأطفال يعمل على إعدادها للنشر، كما صدر له عدد من الأبحاث والمقالات المتخصصة في العلاقات الدولية إلى جانب الشأن الفلسطيني والشأن الصهيوني، ترجمت لأكثر من ثلاثة عشر لغة منها: آسيا في اتجاه اليمين: بداية عصر جديد (2017)، وقراءة في قرار الهند إلغاء الوضع الخاص بكشمير، والانسحاب الأمريكي من أفغانستان: بوابة للسلام أم للحرب؟، والانتخابات الهندية وانعكاساتها على القضية الفلسطينية (2019)، ومستقبل العلاقات الأمريكية الصينية في ظل كورونا (2020)، والعلاقات الصينية الإسرائيلية تحت المجهر الأمريكي (2021)، وبعد انقلاب ماينمار 2021: حدود ديمقراطية العسكر، والصين والشرق الأوسط: استراتيجية حقيقية أم مزاحمة كيدية؟ (2021).
من الكتب التي شارك في تأليفها: إسلامية المعرفة ودراسات الأدب الإنجليزي في عصر الإسلاموفوبيا والوسترنوفوبيا (2016)، والقدس: التاريخ والدين والسياسة (2019)، وله كتاب بعنوان تفكيك الخطاب الموالي لإسرائيل، الهند نموذجا (2019)، والانتخابات الهندية 2019: النتائج والتداعيات (2019)، والسرد النيو-شرقي: دراسة لتمثيل المجتمعات المسلمة في أعمال أدبية مختارة بعد أحداث 11 سبتمبر.
يرى البلعاوي أن مسار التسوية يعبر عن حالة من العجز النفسي والاستسلام للأمر الواقع، حيث برز هذا المسار للوجود بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وشعور الفلسطيني بأنَّه قليل الحيلة والأدوات، مؤكدا أن اتفاق أوسلو لم يجلب للفلسطينيين سوى القطيعة والخلافات الداخلية والانحراف عن البوصلة، كما أن رفض الاحتكام إلى صندوق الانتخابات، وفق البلعاوي، جاء من الفئة المسببة للانقسام، وهي الفئة التي تحاول إملاء رغبتها على الشعب الفلسطيني بشكل كامل، ولو استمرت الحالة الديمقراطية في فلسطين لما وقع الانقسام.
يؤمن البلعاوي بأن الشراكة الوطنية في منظمة التحرير تعتبر من الناحية النظرية أمرا جميلا، لكن الواقع العملي أثبت على مدى سنوات أن محاولة إصلاح منظمة التحرير هي مسألة عبثية وغير ممكنة التحقق، كما أن النظام العربي لا يريد أي حالة ديمقراطية في مؤسسات منظمة التحرير، ويسعى لأن يبقي عليها أداة تهدف إلى تحقيق أهدافه الذاتية، ويرى البلعاوي أن النظام السياسي الفلسطيني هو نظام مبني على نظام الحكم الواحد وفاقدا للديمقراطية. ويعتبر البلعاوي بأن المقاومة بكل الوسائل هو الحل الأمثل للقضية الفلسطينية، وأن الشعب الفلسطيني هو الذي يحدد نوعية وأسلوب المقاومة الأجدر وفقا لما يتناسب مع الواقع لتحقيق أهدافه، ويؤمن أيضا بأن التحرير الكامل للأرض قادم وأن الحركة الصهيونية ستنهزم وإن لم يكن على يد الفلسطينيين فستكون بفعل الفواعل الذاتية، وحتى هذا الوقت، فإن الحديث عن عودة اللاجئين مع بقاء المشروع الصهيوني هو وهم، لأن الحركة الصهيونية ستعمل دائما على ترحيل وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، فلا يمكن الحديث عن العودة إلا بعد رحيل الحركة الصهيونية عن أرض فلسطين. ويعتقد البلعاوي أن الحالة العربية خلال السنوات القليلة الماضية كانت ردة فعل طبيعية على القمع والانفراد بالسلطة والانتهاكات لحقوق الإنسان.