محمد عبد العزيز أبو رية

ولد محمد عبد العزيز عوض الله أبو رية في بلدة سلواد في محافظة رام الله والبيرة عام 1920، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد وسبع بنات. درس المرحلة الأساسية في مدرسة سلواد. عمل في التجارة في مدينة حيفا وفي المحاجر في منطقة رام الله.

بدأ حياته النضالية بالانخراط مقاتلًا في عصبة القسام، واشترك بالثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939) تحت إمرة القائد يوسف أبو درة، وكان عنصرًا في فصيل خالد بن الوليد، وخاض مع المقاومة أثناء تلك الثورة معركة اليامون الشهيرة، ومعركة فقوعة، ومعركة عزون، ومعركة الظاهرية، ومعركة طمرة الكبرى، ومعركة يطا، وشارك في تفجير أنابيب البترول عند بيسان وحيفا، وفي إحراق معسكر للجيش البريطاني قرب الناصرة، وفي نسف الجسور وسد الطرق لشل حركة مواصلات الجيش البريطاني، وكان ضمن مجموعة المقاتلين الذين حرَّروا القدس لمدة أسبوع من أيدي البريطانيين عام 1938.

انضم إلى المقاومين أثناء أحداث النكبة؛ فكان ضمن حامية حيفا، وبعد سقوط المدينة توجه إلى سلواد وأسس فيها فصيلاً مقاتلًا بالاشتراك مع عبد الرزاق عبد الجليل الداروية، حيث شارك في معارك الدفاع عن القدس، وفي معارك باب الواد وفي قلنديا وبدو والنبي صموئيل.

ساهم أبو رية في استئناف العمل المقاوم بعد النكبة؛ فشكَّل عددًا من الخلايا العسكرية في خمسينيات القرن الماضي، وأشرف على جمع السلاح والتخطيط للعمليات ضد أهداف صهيونية في الداخل المحتل، بالتنسيق مع صبحي ياسين وأبو إبراهيم الكبير، وضباطٍ مصريين عملوا على تزويد المقاومة بالسلاح انطلاقًا من قطاع غزة. شارك في تأسيس تنظيم طلائع الفدا لتحرير فلسطين وهو من أوائل التنظيمات المقاومة بعد النكبة، حيث أعلن عن انطلاقته عام 1963 وكان أبو رية مسؤوله العسكري في الضفة الغربية.

نشط أبو رية على الصعيد المؤسسي؛ فكان عضوًا فاعلاً في أكثر من جمعية في حيفا منها؛ الاعتصام والشبان المسلمين، والإخوان المسلمين، أمَّا في سلواد فقد كان فاعلًا في جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي جماعة الإخوان المسلمين التي شارك في تأسيس شعبة لها (فرع) في بلدته عام 1946، وخطَّط ونفَّذ العديد من نشاطاتها في بلدة سلواد، وفي نادي الإصلاح والثقافة الذي أسسه مع آخرين عام 1950، كما نشط في توزيع المواد الإغاثية على المحتاجين.

كتب أبو رية مذكراته عن قصة جهاده الطويلة في عدة دفاتر، أُتلفت في الانتفاضة الأولى، وبقي منها دفترًا واحدًا، ونشر الباحث إبراهيم حامد مقالًا عن حياته في مجلة صوت سلواد في عددها الأول عام 1987.

عانى أبو رية أثناء حياته النضالية؛ فقد لاحقه الإنجليز، وتعرَّض للملاحقة من قبل السلطات الأردنية، بالإضافة لاستجوابه وسجنه أكثر من مرة، ومنعه من السفر وحرمانه من أداء فريضة الحج. توفي في الثالث والعشرين من كانون أول عام 1966 ودفن أمام منزله، واقتحمت قوات الاحتلال منزله في الأيام الأولى من احتلالها للضفة الغربية بحثًا عنه، وفتشوا عن سلاحه، واعتقلوا زوجته عام 1971 لستة أشهر، أما ولده صلاح فانضم للمقاومة الفلسطينية في لبنان وأصيب في معارك بحمدون في شهر تشرين ثاني عام 1976، واعتقل الاحتلال ابنه صالح في الانتفاضة الأولى.

المصادر والمراجع:

  1. أبو رية، محمد عبد العزيز. “في الأيام السوداء 1949… مذكراتي” ” مخطوط”.
  2. حامد، إبراهيم. “محمد عبد العزيز رية”، مجلة صوت سلواد، العدد الأول شباط 1987.
  3. ياسين، صبحي، الفكر والمدفع طريق فلسطين. القاهر: دار العرفة”، 1966.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى