محمد سعدي الفقيه

ولد محمد سعدي صبحي الفقيه في مدينة نابلس في الرابع عشر من حزيران/ يونيو عام 1936، وهو متزوج وله بنتان وولد. درس المرحلة الأساسية في مدارس الهاشمية والكلية الوطنية والشيخ بشير البكري والصلاحية، ودرس المرحلة الثانوية في المدرسة الصلاحية الثانوية، وحصل منها على الثانوية العامة في الفرع العلمي، ودرس الطب في كلية الطب في جامعة القاهرة، ونال درجة البكالوريوس في الطب من كلية الطب في جامعة موسكو عام 1965، وكان أول طبيب فلسطيني من الضفة الغربية ينال شهادة الطب من الاتحاد السوفياتي، ونال درجة الماجستير في الصحة العامة من جامعة ليفربول University of Liverpool في بريطانيا عام 1980.

عمل مترجمًا في القسم العربي في إذاعة موسكو أثناء دراسته الجامعية، وعمل طبيبًا في الريف الروسي، ثم عُيِّن نائبًا لمدير مستشفى جنين الحكومي عام 1964، ثم فتح عيادة خاصة في نابلس، وعمل طبيبًا في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا في منطقة القدس منذ عام 1967، والتي شملت خدماتها الطبية مدن رام الله والقدس وأريحا وقراها، وعمل في مستشفى جمعية المقاصد الخيرية في القدس بين عامي (1968-1971)، وكان مسؤولًا عن عيادة السكري في مركز القدس الصحي التابع للأونروا، وأصبح رئيسًا للأطباء في المركز الطبي التابع للأونروا في مخيم الأمعري في مدينة البيرة عام 1985، ثم فتح عيادة خاصة في رام الله، وعُيِّن نائبًا لمدير الخدمات الطبية في وكالة الغوث في الضفة الغربية عام 1986، وبقي في هذا المنصب حتى وفاته، كما عمل طبيبًا في جمعية رعاية الطفل في القدس، ومحاضرًا في جامعة بيت لحم لمدة عامين.    

انخرط في شبابه المبكر في تنفيذ الفعاليات الوطنية، وانتمى للحزب الشيوعي، وشارك في نشاطاته، وكان من كوادر اتحاد الطلبة الأردنيين أثناء دراسته الجامعية في مصر، واستمر في نشاطه الطلابي أثناء دراسته في الاتحاد السوفياتي، حيث حضر مؤتمر نزع السلاح المنعقد في ألمانيا الشرقية عام 1961، ومؤتمر اتحاد الطلاب العالمي، ومؤتمر الشبيبة في روسيا، وانضم للجنة التوجيه الوطني التي كانت واجهة للعمل الوطني في الأرض المحتلة بعد عام 1967، وكان من الشخصيات الفلسطينية التي أنقذت مستشفى المقاصد حين أراد الاحتلال تحويل مبناه على جبل الطور إلى مقرٍ للشرطة بداية احتلال الصهاينة لشرقي القدس، حيث أسرع مع عدد من رفقاء دربه إلى تجهيزه وافتتاحه قبل شروع الاحتلال بتنفيذ مآربه.

 وترأس مجلس إدارة جمعية بيرزيت الخيرية عام 1978، وانضم للمجلس الاستشاري في جامعة بيرزيت، وكان رئيسًا لمجلس الأمناء فيها بين عامي (1985-1988)، وكان عضوًا في مجلس أمناء الملتقى الفكري العربي في القدس عام 1978، وعضوًا في هيئته الإدارية بين عامي (1981-1982)، وعضوًا في مجلس أمناء جمعية الدراسات العربية في القدس عام 1980.

كتب الفقيه العديد من المقالات التحليلية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وتطوراتها، وعبَّر فيها عن رؤيته السياسية وآماله الوطنية، وقد جُمعت في كتابٍ تأبيني صادر عن جامعة بيرزيت عام 1989 بعنوان ” الدكتور محمد سعدي الفقيه كتاباته وآراء بعض أصدقائه فيه”.    

عانى الفقيه في مسيرة حياته، إذ رحَّلته السلطات المصرية مع مجموعة من الطلبة الفلسطينيين الناشطين حزبيًا أثناء دراسته الطب في مصر عام 1958 دون أن تسمح له بإتمام تعليمه في جامعاتها، وأوقفت الحكومة الأردنية تجديد جواز سفره أثناء مكوثه في الاتحاد السوفياتي، وتم إعفائه من وظيفته في مستشفى جنين الحكومي، ثم سجنه، وقد تعرض لتحقيق قاس من قبل الأجهزة الأمنية الأردنية لمدة مئة يوم.

توفي إثر نوبة قلبية مفاجئة أثناء اجتماع مع أعضاء مجلس أمناء جامعة بيرزيت وذلك في السادس والعشرين من كانون الثاني/ يناير عام 1988.  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى