محمد حميد
وُلد في مخيم الشاطئ وسط قطاع غزة في الخامس من شهر شباط/ فبراير عام 1963، لأسرة لاجئة تعود أصولها إلى بلدة أسدود المهجَّرة قضاء غزة المحتل، وهو متزوج وله سبعة أبناء. درس المرحلة الأساسية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والمرحلة الثانوية في مدرسة فلسطين الثانوية للبنين، وحصل منها على الثانوية العامة في الفرع العلمي عام 1981، ونال درجة البكالوريوس في المحاسبة من جامعة بيروت العربية/ فرع الاسكندرية عام 1985، وأنهى الدبلوم العام في التربية من جامعة الأزهر في غزة عام 1992، والدبلوم الخاص في أصول التربية من الجامعة نفسها عام 1998، ودرجة الماجستير في علوم التربية من الجامعة نفسها عام 2001، ونال أيضا زمالة المجمع العربي للمحاسبة عام 2002. عمل محاسبا في جمعية بنك الدم المركزي بين عامي (1986-2003)، ومحاسبا في وزارة الصحة بين عامي (2003-2018).
انتمى لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عام 1986، وتولى عددا من المسؤوليات التنظيمية داخلها، فكان مسؤولا لمنطقة مخيم الشاطئ عام 1988، والموجه العام للجماعة الإسلامية وهي الإطار الطلابي لحركة الجهاد عام 1996، والمشرف العام على مؤسسة مهجة القدس التابعة للحركة بين عامي (2007-2019)، وعضو المكتب التنفيذي للحركة بين عامي (2007-2009)، و(2017-2018)، وعضو لجنة ساحة قطاع غزة في الحركة بين عامي (2009-2017)، وعضو المكتب السياسي للحركة منذ عام 2018.
كان عضوا في مؤتمر الحفاظ على الثوابت الفلسطينية عام 1995، وأحد مشرفي فعاليات إحياء ذكرى احتلال أسدود عام 1998، وعضوا في الهيئة العامة لنقابة المحاسبين والمدققين الفلسطينية، وعضوا في الهيئة العامة لجمعية بنك الدم المركزي، ومدير مركز الأمل للدراسات والأسرى.
يؤمن حميد أنّ القضية الفلسطينية ليست إلا معركة بين تمامين، تمام الحق “الفلسطيني”، وتمام الباطل “الصهيوني والاستعماري”، وهي القضية التي يعلو فيها الفلسطينيون شرعيَّة وأخلاقا وقانونا وإنسانية، ويهوي في حضيضها الصهاينة ومن آزرهم وتآمر معهم، وهي بهذا الوصف تلقي على الفلسطينيين عبئا كبيرا للانتصار فيها عبر التمسك بقيم الإيمان والمقاومة والجهاد والبذل، ويعتقد أن مسار التسوية ليس إلا أضغاث أحلام لا تعويل عليه ولا ينبغي سلوكه، ويرى أنّ اتفاق أوسلو وهم وسراب، وأنَّه سبب الشرخ الأول في النسيج الفلسطيني، وهو اتفاق فاقد للشرعية، وليس إلا نقل تعهد توفير الاحتياجات الخدمية لسكان الضفة الغربية وقطاع غزة من كاهل الاحتلال الصهيوني إلى كاهل السلطة.
يقف حميد مع المقاومة بكافة أشكالها، ويدعو إلى دعم المقاومة المسلحة بشكل خاص كونها السبيل الأكثر نجاعة في محاربة الاحتلال والأكثر إيلاما لنهجه، ويرى أنّ ما حظيت به منظمة التحرير الفلسطينية من صفة تمثيلية للشعب الفلسطيني يفرض عليها أن تُمثل جميع مكونات العمل الوطني في فلسطين، ولا ينبغي أن يستأثر بها مجموعة من كبار السن المنسلخين عن العقل الجمعي الفلسطيني، والذين يتعمدون تغييب الشعب الفلسطيني عن حقه في اختيار ممثليه، ولابد من تطويرها لاستيعاب الكل الفلسطيني، أما السلطة فإنها أحدى مخرجات اتفاق أوسلو، وهي ليست إلا هيئة وظيفية للتخفيف من أعباء الاحتلال، ولا ينبغي أن يتم تعظيمها على حساب المنظمة. يعتقد أنّ القضية الفلسطينية تواجه عددا من التحديات التي تقف أمام انتصارها، فالعالم منشغل عنها، وهنالك خذلان عربي، وانقسام فلسطيني حول السياسات والآليات، ويثق بأن المقاومة الفلسطينية تستطيع بمشاغلتها للعدو إبقاء جذوة الصراع مشتعلة معه، بما يمنعه من الإجهاز عليها وعلى المشروع الفلسطيني، إلى حين تبدل العوامل وتغير الظروف وقدوم اليوم الموعود بالتحرير، ويقف مع خيار التحرير الشامل لكامل فلسطين التاريخية، ومحاربة الترويج لصوابية خيار دولة 67، ولا يرى للاجئين إلا العودة إلى مدنهم وقراهم التي هُجِّروا منها.
يرى أن قوى عربية تدفع الفلسطينيين نحو التطبيع والاعتراف بشرعية الاحتلال، وقد أقدمت عدد من الدول العربية على توقيع اتفاقات تطبيع مع دولة الاحتلال، وتسخير رؤوس الأموال التي تملكها لمحاربة كل ما هو فلسطيني، ولكن التعويل في جميع الأحوال على الشعوب العربية التي تملك من الإيمان والوعي ما يدفعها لتغيير سياسات حكوماتها. يدعو المكونات السياسية الفلسطينية إلى الاتفاق على الثوابت الفلسطينية وعدم التسامح في الحياد عنها، وهذه الثوابت متمثلة بحق العودة وإسلامية مدينة القدس وتحرير الأسرى والمقاومة باعتبارها خيارا مسلحا، وينبغي أن تُقام العلاقات بين الفصائل وفق تلك المحددات.
عانى حميد من الاحتلال؛ فقد اعتقل عام 1989 حتى عام 1991، واعتقلته أجهزة أمن السلطة عدة مرات.