محمد بكري

وُلد محمد صالح بكري في قرية البعنة قضاء عكا المحتل شمال فلسطين عام 1953، وهو متزوج وله خمسة أولاد وبنت. درس المرحلة الأساسية في مدرسة البعنة، ودرس المرحلة الثانوية في مدرسة عكا الثانوية، ونال شهادة في التمثيل من معهد الفنون في “تل أبيب”، وكان الطالب العربي الوحيد في المعهد في حينه، ونال درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة “تل أبيب” عام 1976.
عمل في بداية حياته في قطاع البناء وفي المطاعم، كما انخرط في العمل المسرحي بعد تخرجه مباشرة، وقد عانى من عنصرية الوسط الفني الإسرائيلي، فلم يأخذ دورًا غير هامشي في المسرحيات التي شارك فيها إلا بعد خمس سنين من ممارسته للتمثيل المسرحي.
ارتبط اسمه بمسرحية المتشائل (1986) المأخوذة عن رواية إميل حبيبي، حيث قدّمها في أكثر من 2000 عرض داخل فلسطين وخارجها، “مستخدمًا السخرية السوداء والنص الأدبي ليعيد طرح أسئلة الهوية، والازدواجية، والعيش القسري داخل منظومة استعمارية”، وكان هذا أول عمل مسرح عربي يقوم بتقديمه، وقد قدَّم مسرحياته على أكثر من مسرح منها مسرح حيفا ومسرح القصبة في رام الله.
شارك بكري في عدد من الأفلام العربية والدولية منها أفلام: ما وراء القضبان (1984)، وحكاية الجواهر الثلاثة للمخرج الفلسطيني ميشيل خليفي (1993)، وحيفا للمخرج الفلسطيني رشيد مشهرواي (1997)، ودرب التبَّانات (1997)، وواجب (2017)، وشارك في أفلام دولية مثل: فيلم (هنَّا ك.) Hnna K. (1983)، وحياة مومياء The Mummy Lives (1993)، والجسد The Body (2001)، وخصوصي Private (2004).
انتقل بكري للعمل في الإخراج، حيث كتب وأنتج وأخرج فيلم جَنين جِنين (2002) الذي وثَّق فيه شهادات مباشرة من سكان مخيم جنين أثناء اجتياح جيش الاحتلال للمخيم،، وقد حاز الفيلم على جائزة أفضل فيلم في مهرجان قرطاج السينمائي الدولي عام 2002، والجائزة الدولية للأفلام والتقارير الوثائقية المتوسطية عام 2003، في المقابل شنَّت دولة الاحتلال هجومًا على بكري وفيلمه، ومنعت عرضه، ورفعت قضايا ضده في محاكم الاحتلال، وصلت إلى قرار بفرض غرامة كبيرة عليه، كما تلقى تهديدات كثيرة من قبل المستوطنين في الداخل المحتل، وتم القاء قنبلة على بيته.
استمر بكري في إنتاج الأفلام، فظهر للوجود فيلم واجب (2017)، بمشاركته إلى جانب نجله صالح ، في عمل تناول العلاقات العائلية والواقع الاجتماعي تحت الاحتلال، ولاقى حضورًا واسعًا في المهرجانات الدولية.
حاز بكري عددًا من الجوائز المحلية والعربية والدولية منها: جائزة فلسطين التقديرية عن فئة للفنون (1999)، وجائزة محمود درويش للإبداع (2021).
توفي بكري في البعنة في الرابع والعشرين من كانون الأول/ديسمبر عام 2025، ودُفن فيها.
المراجع
- موسوعة فلسطينيون. مؤسسة باسيا، ط2، 2011.
- بودكاست العربي الجديد. https://www.youtube.com/watch?v=-FlAQ_U3CWY



