محمد العارضة

ولد محمد قاسم أحمد عارضة في بلدة عرابة في محافظة جنين في الثالث من أيلول/ سبتمبر عام 1982. درس المرحلتين الأساسية والثانوية في مدرسة عرابة الثانوية، وحصل على الثانوية العامة من داخل سجون الاحتلال، ونال داخل الأسر درجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة الأقصى، ودرجة ماجستير مهني في إدارة المؤسسات من جامعة القاهرة، ودرجة الماجستير في الدراسات الإقليمية من جامعة القدس، وأنهى دورات عدة في تخصصات ثقافية ودينية.

 انتمى لحركة الجهاد الإسلامي في مرحلة مبكرة من حياته، وشارك في تنفيذ فعالياتها، وشارك في تأسيس سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في الانتفاضة الثانية في الضفة الغربية، وخطَّط ونفَّذ عمليات عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان ضمن مجموعته العسكرية مسؤول المجموعة وائل عساف، بالإضافة إلى نبيل المغير، ويحيى الزبيدي، وأسامة نغنغية وغيرهم، وشارك في التخطيط لعملية استشهادية نفَّذها الشهيد سامر شواهنة داخل حافلة تقل صهاينة على طريق الناصرة – “تل أبيب”، وأدت إلى مقتل ثلاثة صهاينة وإصابة تسعة آخرين في الثامن والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2001.     

 شارك العارضة الحركة الفلسطينية الأسيرة نضالها داخل سجون الاحتلال، وخاض العديد من الإضرابات عن الطعام، وكان جزءًا من الكوادر الثقافية داخل الأسر، حيث ساهم في إنجاح البرنامج الثقافي اليومي للأسرى. سجَّل أكثر من محاولة لانتزاع حريته من سجون الاحتلال بالشراكة مع محمود العارضة القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، وكانت البداية في سجن شطَّة، حيث اقترح عليه محمود العارضة حفر نفق أسفل الزنازين يستخدمانه في الخروج من السجن، لكنَّه لم يشارك صديقه في هذه المحاولة، ثم شارك مجموعة من الأسرى في محاولة جديدة في سجن جلبوع عام 2014، بنفس الاستراتيجية التي اقترحها محمود العارضة، ومن الذين شاركوا هذه التجربة الأسرى مهنا زيود من سيلة الحارثية، وفهد صوالحة من مخيم بلاطة، وعبد الجبار الشمالي من بلدة عرابة.

نجح العارضة في تحرير نفسه من سجن جلبوع مع رفاق أَسره “مجموعة نفق الحرية” محمود العارضة، وأيهم كممجي، ومناضل انفيعات، ويعقوب قادري، وزكريا زبيدي في السادس من أيلول/ سبتمبر عام 2021، عبر نفق بدأوا بحفره في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2020. وتقدَّم العارضة ليكون أول من خرج إلى الحرية من فتحة النفق، ووصل إلى مسجد الناعورة ومنه اتجه مع زكريا الزبيدي إلى جنين، لكنَّهما لم يتمكنا من الوصول اليها، واعتقلا مجددًا، بعد خمسة أيام من تحررهما، وبقي العارضة في الأسر إلى أن تحرر ضمن الدفعة الثانية من صفقة الأسرى التي أجريت بين حركة حماس ودولة الاحتلال في يوم السبت الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير عام 2025، حيث ضمت الدفعة مائة وواحد وعشرين معتقلًا من ذوي المؤبدات وتسعة وسبعين معتقلاً من أصحاب الأحكام العالية.  

عانى العارضة أثناء مسيرة حياته، إذ اعتقلته أجهزة أمن السلطة عام 1998 لمدة عشرة شهور، وأصبح مطاردًا من قبل الاحتلال فور خروجه من سجون السلطة عام 2000، ثم اعتقلته أجهزة أمن السلطة مرة أخرى بداية الانتفاضة الثانية لمدة ثلاثة أشهر، إلى أن اضطرت لإطلاق سراحه، وبقي حرًا إلى أن اعتقلته قوات الاحتلال في نيسان عام 2002 من عمارة البكري وسط مدينة البيرة، مع مجموعة كبيرة من الفلسطينيين، وادعى في حينه في إفادته لمخابرات الاحتلال أن اسمه أحمد شلش، ولم يتمكن الاحتلال من التعرف على شخصيته الحقيقية، الأمر الذي أدى إلى إطلاق سراحه من السجن بعد ثمانية أيام، وبقي حرًا إلى أن اعتقلته قوات الاحتلال مجددًا في السادس عشر من أيار/ مايو عام 2002 من بيت أبو أحمد شلش وسط مدينة رام الله.

تعرض العارضة لتحقيق قاسٍ، وحكمت عليه محاكم الاحتلال بالسجن لمدة ثلاثة مؤبدات وعشرين عامًا، حيث تنقل خلالها في عدد من السجون منها: سجن شطة قرب مدينة بيسان المحتلة في الأغوار، وسجن ريمون في صحراء النقب، وعانى من العزل الانفرادي، وأصدرت محكمة إسرائيلية حكما إضافيًا عليه بسجنه خمس سنوات أخرى.

استمرار تبادل الأسرى

والسبت، أعلنت 3 مؤسسات فلسطينية تتابع شؤون الأسرى أسماء 200 أسير فلسطيني مقرر أن تفرج إسرائيل عنهم في وقت لاحق اليوم، منهم 121 محكوما بالمؤبد، ضمن الدفعة الثانية من صفقة التبادل.

وكشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية) ونادي الأسير (أهلي) ومكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس، عن أسماء المعتقلين الذين سيفرج عنهم السبت، في قائمة تشمل أيضا 79 من ذوي الأحكام العالية.

القائمة التي اطلعت عليها الأناضول، تضم 70 أسيرا فلسطينيا من ذوي المؤبدات، سيتم إبعادهم خارج فلسطين، دون تحديد الدولة المستضيفة لهم.

وبحسب القائمة، فإن 137 أسيرا فلسطينيا من إجمالي الأسرى ينتمون إلى حركة حماس، بينما ينتمي 26 منهم لحركة “فتح”، و29 لحركة “الجهاد الإسلامي”.

كما ينتمي 3 أسرى من إجمالي العدد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وواحد للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في حين يُفرج عن 4 فلسطينيين لا ينتمون لأي فصيل.

ومن المقرر السبت تنفيذ الدفعة الثانية من المرحلة الأولى لصفقة تبادل الأسرى التي بموجبها أفرجت “كتائب القسام” عن 4 مجندات أسيرات، مقابل 200 أسير فلسطيني.

وفي 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

وشهد التبادل الأول الذي تم في أول أيام الاتفاق، الإفراج عن 3 أسيرات مدنيات إسرائيليات مقابل 90 معتقلا ومعتقلة فلسطينيين، جميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس.

اظهر المزيد

مركز رؤية للتنمية السياسية

يسعى المركز أن يكون مرجعية مختصة في قضايا التنمية السياسية وصناعة القرار، ومساهماً في تعزيز قيم الديمقراطية والوسطية. 11

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى