محمد الشهابي “سعيد العاص” (1889-1936)
ولد محمد سعيد الشهابي المعروف بـ “سعيد العاص” في مدينة حماة في سوريا عام 1889، وهو متزوج وله ابنة. درس المرحلة الأساسية في مدارس حماة ودمشق، وتخرج ضابطا من المدرسة الحربية في الآستانة عام 1907، والتحق بمدرسة الأركان الحربية عام 1908، وشارك في حروب الدولة العثمانية في البلقان بين عامي (1907-1913)، وعين مأمورا للمهمات الحربية في دمشق عام 1913، وشارك في الحرب العالمية الأولى، ورابط في جناق قلعه، وتولى عدة مناصب عسكرية في الحكومة العربية في دمشق منها مسؤولية الشعبة الثالثة بدائرة الشورى الحربية، ثم دائرة الزبداني، ثم مفتشية التجنيد العام، وعُين مسؤولا في مواقع عدة في الأردن منها قيادة السرية الاحتياطية، وأمانة السر العام للأمن العام، ومديرا عاما لشرطة عمان، ومُنح رتبة عقيد، وكان وكيلا لمدير التعليم.
انتمى العاص للتيار العروبي أثناء الحكم العثماني للوطن العربي، وكان عضوا في جمعية العهد، وناصر الحكومة العربية في دمشق، وحارب الأتراك. غادر سوريا إثر معركة ميسلون التي انتصر فيها الفرنسيون، ووصل الأردن عام 1921، ثم عاد إلى سوريا وشارك في الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي بين عامي (1925-1927)، ثمَّ عاد إلى الأردن واستقر فيها عدة سنوات، وانتمى للحزب القومي السوري الاجتماعي، وأصبح من أعضائه البارزين.
اتصل العاص بالحركة الوطنية في فلسطين أثناء الاحتلال البريطاني، ودخل فلسطين أكثر من مرة، وكان على رأس وفد أردني بصحبة محمد علي دروزة لحضور مهرجان وطني في نابلس لدعم الثورة في سوريا أوائل عام 1936، ودخل فلسطين مرة أخرى في أيلول عام 1936 للمشاركة في الثورة الفلسطينية الكبرى، وقاتل في منطقة جنوب القدس، وصاحبه عبد القادر الحسيني في معركة حلحول الشهيرة أواخر أيلول عام 1936 والتي انتصر فيها على القوات البريطانية.
عانى العاص أثناء حياته الكفاحية؛ إذ أُسِرَ في اليونان في منتصف عام 1911، لكنَّه فرَّ من الأسر وعاد إلى الآستانة، واعتقلته السلطات العثمانية، وحكمت عليه بالإعدام لانتسابه للجمعيات العربية المناهضة للحكم التركي، لكنَّها خففت الحكم عنه لسنة ونصف، وبقي في سجني حلب وعاليه، ونُفي إلى مدينة جوروم Çorum في تركيا، وطاردته قوات الاحتلال الفرنسي في سوريا، وقبضت عليه، وسجنته لمدة شهرين، وجُرح مرتين أثناء الثورة السورية، وحاصره البريطانيون مع 120 من مقاتليه لمدة ثلاثة أيام بمشاركة ثلاثة آلاف جندي بريطاني، فاشتبك معهم في موقعٍ بين قريتي نحالين ورأس أبو عمار على طريق القدس الخليل، حتى ارتقى شهيدا في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1936، وأعلنت إذاعة لندن خبر استشهاده، وأطلقت عليه لقب “العدو رقم 2 في فلسطين”، ورثاه عدد من الشعراء والكُتاب الفلسطينيون والعرب. دُفِنَ في بلدة الخضر في محافظة بيت لحم، وأطلق اسمه على مدرسة ذكور الخضر الأساسية العليا.
المصادر والمراجع:
- زعيتر، أكرم. الحركة الوطنية الفلسطينية 1935-1939. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1992.
- العاص، سعيد. صفحة من الأيام الحمراء مذكرات القائد سعيد العاص (1889-1936). بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1988.
- الموسوعة الفلسطينية. القسم العام، المجلد الثاني (ج-ش)، دمشق: هيئة الموسوعة الفلسطينية، ط1، 1984.