محمد أبو طير
ولد الشيخ محمد محمود حسن أبو طير في السادس عشر من نيسان/ إبريل عام 1951 في قرية أم طوبا جنوبي مدينة القدس. متزوج وله ولدان وخمس بنات. تلقى أبو طير تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدرسة صور باهر التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، والثانوية في مدرسة ثانوية الأقصى الشرعية، حيث حصل منها على شهادة الثانوية الشرعية عام 1971. التحق بكلية الشريعة في الجامعة الأردنية ثم بقسم اللغة العربية في جامعة بيروت العربية ولكنه لم يكمل تعليمه. عُيِّن إمامًا لمسجد قرية الجيب قرب القدس عام 1972، ثمَّ إمامًا لمسجد قريته أم طوبا حتى عام 2006.
بدأ الشيخ أبو طير مسيرته النضالية في وقت مبكر من حياته متأثرًا بوالده الذي شارك في مقاومة العصابات الصهيونية ضمن مقاتلي الإخوان المسلمين في القدس إبان أحداث النكبة عام 1948، كما تأثر في شبابه المبكر بنتائج معركة الكرامة وباستشهاد ابن عمه فوزي أبو طير واعتقال ابن عمه الثاني منير أبو طير. انتمى لحركة فتح عام 1972، والتقى في لبنان بالقيادي الفتحاوي سعد صايل وأصبح اسمه الحركي “طارق بن زياد”. تلقى تدريبًا عسكريًا في صفوف المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان ومعسكر دوما في سوريا. اعتقلته قوات الاحتلال عام 1974، وحكم عليه بستة عشر عامًا. شارك مع آخرين في تأسيس التيار الإسلامي في سجون الاحتلال، حيث ترك حركة فتح عام 1976 وأسس ” الجماعة الإسلامية” داخل سجن الرملة عام 1976، وشارك الحركة الأسيرة نضالها من أجل تحسين شروط الحياة داخل سجون الاحتلال، فخاض مع الأسرى الإضرابات عن الطعام، وتصدى معهم لعمليات القمع التي كانت تقوم بها إدارات السجون. التقى بالشيخ أحمد ياسين أول مرة في السجن عام 1984. شارك من داخل سجنه في الإشراف على صفقة التبادل بين المقاومة والاحتلال عام 1985، وكان أحد محرريها.
أعيد اعتقال الشيخ أبو طير عام 1989 لمدة عام ونصف بتهمة المشاركة في فعاليات الانتفاضة الأولى، واعتقل مرة أخرى عام 1990 إداريًا لمدة ستة أشهر. ثمَّ اعتقل من جديد عام 1992 وحكم عليه بست أعوام بتهمة الانتماء لكتائب عز الدين القسام والعمل ضمن خلية عسكرية ضمت الشهيدين عادل وعماد عوض الله والشهيد محي الدين الشريف والشيخ صالح العاروري. اعتبر الشيخ أبو طير الأب الروحي لأفراد الخلية، وكان اسمه الحركي “عمر المختار” في حين أطلق عليه المقربون منه لقب ” سيدي عمر”. تولى أبو طير مسؤولية حركة حماس في سجن الخليل حتى عام 1995. اعتقل مرة أخرى عام 1998، بعد استشهاد القياديين في المقاومة عادل وعماد عوض الله وحكم عليه بسبعة أعوام.
فاز الشيخ أبو طير في انتخابات التشريعي عام 2006 عن قائمة التغيير والإصلاح ممثلًا عن مدينة القدس. اعتقل بعد الانتخابات بأربعة شهور ومكث في السجن أربعة أعوام ونصف. صدر قرار من الاحتلال عام 2010 بإبعاده عن القدس لكنه رفض القرار فاعتقل ومكث في السجن خمسة عشر شهرًا ثم أبعد إلى رام الله. اعتقل من جديد عام 2013 وقضى في السجن خمسة وعشرين شهرًا. مُنع الشيخ أبو طير عدة مرات من دخول البلدة القديمة في القدس والمسجد الأقصى، بالإضافة إلى أنه ممنوع من السفر منذ عام 1985. يؤمن الشيخ أبو طير بخيار المقاومة لتحرير فلسطين، ويرى فيها العامل الأهم لاستعادة فلسطين التاريخية وعودة أهلها إليها، ويعتقد بأن الشعب الفلسطيني قادر على الصمود ومقاومة الاحتلال حتى نيل حريته وتحرير أرضه. ويرى بأنَّ الهدف من أوسلو هو تصفية القضية الفلسطينية، وينادي بضرورة إنهاء الانقسام وعدم التفرد في صناعة القرار الفلسطيني وإصلاح منظمة التحرير وإشراك حركتي حماس والجهاد فيها.
نُشرت مذكرات الشيخ أبو طير عام 2017، بعنوان “سيدي عمر ذكريات الشيخ محمد أبو طير”، تحرير بلال محمد، وهي من إصدارات مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات.