محرم البرغوثي

وُلد محرم شعبان حسين البرغوثي في بلدة كوبر في محافظة رام الله والبيرة عام 1954. درس المرحلة الأساسية في مدرسة كوبر الابتدائية، ودرس المرحلة الثانوية في مدرسة الأمير حسن الثانوية في بلدة بيرزيت. عمل مراسلًا ووكيلًا لجريدة الفجر عام 1975، ثم لجريدة الطليعة عام 1977، وكان مديرًا عامًا في وزارة الشباب والرياضة بين عامي (1997-2004).
خاض في شبابه المبكر تجربة العودة إلى فلسطين تهريبًا من الأردن بعيد حرب 1967، وشاهد آثار الحرب وهو في طريقه للعودة إلى قريته. انخرط في النشاط الوطني أثناء دراسته في الثانوية مع اتحاد الطلبة السري التابع للحزب الشيوعي عام 1972، وأصبح عضوًا فاعلًا في الحزب الشيوعي، وشارك في تأسيس مجالس طلبة في مدارس في مناطق رام الله والبيرة والقدس منها الأمير حسن والهاشمية والمأمونية وبنات البيرة الثانوية، وساهم في حث النَّاس على عدم العمل في السوق الإسرائيلية في النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي، وبدأ مسيرةً طويلة في العمل التطوعي منذ عام 1973، حيث مارس التطوع مع الفلاحين في بلدة كوبر ثم انتقل إلى قرى أخرى، وكان من المشاركين معه في العمل التطوعي في تلك المرحلة عزمي الشعيبي وسهير البرغوثي وسليم تماري وحنان عشراوي وغيرهم، كما اهتم بنشر فكرة العمل التطوعي في الصحافة الفلسطينية.
شارك في اجتماع واسع في جامعة بيرزيت ضم مندوبين عن ستة وثلاثين لجنة تطوعية في الضفة الغربية وقطاع غزة في الخامس عشر من آب/ أغسطس عام 1980، وتم الإعلان في هذا الاجتماع عن تأسيس لجان العمل التطوعي في الضفة وغزة وانتخابه رئيسًا لها. اتخذ الجسم النقابي الجديد مقرًا له في القدس ومدينتي رام الله والبيرة، وباشر بتنظيم أعمال تطوعية في فلسطين، وافتتح نشاطه بتنفيذ عمل تطوعي في مدينة الناصرة في العشرين من آب/ أغسطس بمشاركة ألف وخمسمئة متطوعًا من كل مناطق فلسطين، ثم تكررت التجربة في الناصرة بمشاركة آلاف المتطوعين عام 1982.
رفعت لجان العمل التطوعي شعار الأرض هي الهوية، وأخذت بتقديم المساعدة للفلاحين في الضفة وغزة، وأحيت المناسبات الوطنية، سيما يوم الأرض، وساهمت في رفض مشاريع الصهاينة الهادفة لضرب الطموح الوطني للفلسطينيين مثل مشروع روابط القرى، وأكدت على أن منظمة التحرير هي ممثل الشعب الفلسطيني. ومع استمرار العمل، قام الاحتلال بحظر لجان العمل التطوعي، وتحولت هذه اللجان مع اندلاع الانتفاضة إلى لجان شعبية شاركت في قيادة الحراك الوطني والاجتماعي داخل الأحياء في المخيمات والمدن والبلدات الفلسطينية.
عمل البرغوثي على تأسيس اتحاد الشباب الفلسطيني وأصبح مديره عام 1992، وعمل على استقلاليته عن الأطر التنظيمية منذ عام 1996، كما تدرج البرغوثي في المسؤوليات التنظيمية داخل حزب الشعب حتى أصبح عضوًا في لجنته المركزية، وبقي فيها إلى أن استقال من الحزب عام 1996، وخاض الانتخابات التشريعية عام 1996، ويعمل منذ عامين مع مجموعة من الشباب في بناء الحركة الشبابية الاجتماعية الوطنية، وقد انضم لها حوالي 1000 شاب وشابة.
عانى البرغوثي في حياته، إذ تم فرض الإقامة الجبرية عليه لمدة سنة في مدينة البيرة بين عامي (1987-1988)، واقتحم الاحتلال بيته وفتشه أكثر من مرة، واستدعي من قبل مخابرات الاحتلال، واعتقل عام 1988.