ماجد الزير
ولد ماجد خليل رشيد الزير في قرية حرملة في محافظة بيت لحم في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر عام 1962، وهو متزوج وله أربعة أولاد وبنت. درس المرحلة الأساسية في مدارس خالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص والحريري، ودرس المرحلة الثانوية في مدرسة حَوَلِّي في الكويت، ونال درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الكويت عام 1986، ودرجة الماجستير في شؤون اللاجئين من جامعة شرق لندن في بريطانيا عام 2002.
نشط في العمل الطلابي، وكان رئيسا للرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين في الكويت بين عامي (1984-1986)، وانخرط في العمل من أجل فلسطين، واهتم بقضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، كما انخرط في العمل النقابي المؤسساتي في أوروبا، فأصبح عضوا في نقابة الصحفيين البريطانية ونقابة الصحفيين الدولية، وكان رئيسا لمركز العودة الفلسطيني ومقره لندن بين عامي (1996-2021)، ورئيسا لمؤتمر فلسطيني أوروبا بين عامي (2003-2020)، وأصبح رئيسا تنفيذيا في المجلس الأوروبي الفلسطيني للعلاقات السياسية، ونائبا لرئيس الهيئة العامة لمؤتمر فلسطيني الخارج، وعضو مكتب تنسيقي في مبادرة فلسطيني أوروبا للعمل الوطني.
عمل الزير من خلال مركز العودة الفلسطيني على إبقاء قضية العودة حاضرة باعتبارها أصلا من أصول القضية الفلسطينية، وشارك في إقامة تجمعات شعبية للمطالبة بحق العودة، حيث تمخض عن نشاطات المركز إنشاء مؤتمر فلسطيني أوروبا عام 2003، وقد أحدث ذلك حالة شعبية وطنية عابرة للحدود، قدَّمت نموذجا عمليا وميدانيا يظهر تمسك الشعب الفلسطيني بحقه بالعودة رغم البعد الجغرافي والتقادم الزمني، وكان من ثمار مؤتمر فلسطيني أوروبا إنشاء المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج، وقد حصل مركز العودة أثناء رئاسة الزير له على عضوية المنظمات غير الحكومية في الأمم المتحدة عام 2015، وشارك المركز في تأسيس الحملة الأوروبية المشاركة في أسطول الحرية لرفع الحصار المفروض من قبل الاحتلال على قطاع غزة، وقد قام الاحتلال بتصنيف مركز العودة والقائمين عليه على قائمة الإرهاب (الإسرائيلية)، مما أدى إلى إعاقة عمل المركز، وتنقلات العاملين فيه، ومنعهم من دخول بعض الدول، وإغلاق العديد من الحسابات المصرفية.
كتب الزير عددا من الدراسات والأبحاث وأوراق العمل التي تتناول عددا من ملفات القضية الفلسطينية، خصوصا قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، وصدر له كتاب بعنوان “للعودة أقرب” (2020)، وله كتابان مخطوطان يتحدث الأول عن عوامل بقاء القضية الفلسطينية حية (مشترك مع ابراهيم العلي)، ويركز الثاني على العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا بين الإنجازات والتحديات والأفاق (مشترك مع ماهر حجازي).
يعتبر الزير أن البعد الوطني هو أهم ركائز العمل الفلسطيني في الخارج، ويؤكد أن محدد علاقته الوطنية هي خدمة القضية الفلسطينية على مبدأ عدم التفريط بالحقوق، وأنّ منصات العمل التي يعمل بها مفتوحة لمن يخدم فكرة التمسك بالحقوق الفلسطينية ومحرَّمة على خلافه، ويؤمن بأنَّ فلسطين كاملة للشعب الفلسطيني وأنها محتلة، ومن حق الشعب أن يقاوم بكل الوسائل المتاحة المشروعة دوليا لاستعادة كامل حقوقه، ويؤمن بالبعد الوطني الشامل لفلسطين لأنها تحتوي كل أبنائها بغض النظر عن الديانة والفكر.
يرى الزير أن اتفاق أوسلو هو كارثة على الشعب الفلسطيني وجريمة ارتكبت بحقه، وما يزال الشعب يعيش آثاره السلبية، ويدعو إلى أن يسقط هذا الاتفاق بشكل فعلي وحقيقي، ويعتقد أن الانقسام درجتان، فهنالك اختلاف في الرؤى السياسية، وهناك انقسام عملي ميداني، ولا يرى أي التقاء بين الرؤيتين المتضادتين، والاختلاف سيبقى في الساحة الفلسطينية، لأنه لا لقاء بين نهج المقاومة ونهج التسوية، ولا يمكن أن يفرض على الشعب الفلسطيني ما لا يريد، لذا يكون المخرج في إدارة الخلاف كما تفعل دول العالم، إذ أنَّ تباينات الأحزاب في الدول تصل الى حد التناقض، لكن يبقى القول الفصل هو للهياكل الديموقراطية الجامعة التي تعطي الشعب حقه ليقول كلمته فيمن يمثله ويعبر عن إرادته والدفاع عن حقوقه.
يدعو الزير إلى ضرورة وجود مظلة وهيكل سياسي يجتمع عليه الشعب الفلسطيني، فمنظمة التحرير الفلسطينية كإرث ونتاج فلسطيني ساهم فيه كل أبناء الشعب يجب الحفاظ عليها على مبدأ إعادة هيكلتها على أسس ديمقراطية تعتمد الانتخابات حيث أمكن، والتوافق حيث يصعب ذلك بمرجعية فصائلية حتى تكون وحدة، وتفرز قيادة فلسطينية عبر مجلس وطني فلسطيني منتخب، ثم مجلس مركزي منتخب، ثم قيادة منتخبة تعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني وما يؤمن به، ويدعو الزير الشعب لاستثمار كل مكونات القوة عنده في الداخل والخارج لصالح مشروع تحرري شامل ينتهج كل الوسائل المتاحة شرعيا ودوليا لاسترجاع كامل حقوقه وتحقيق العودة لكامل فلسطين، مع اليقين أن الحلول السياسية القائمة لن تنجح لأن طبيعة الاحتلال طبيعة استعلائية وإقصائية.
يؤكد الزير أن الحالة العربية بشكل عام لا بد أن تكون حاضنة وداعمة لتحرير فلسطين، ولا يمكن أن تتحرر فلسطين في ظل بيئة ظلم في المحيط العربي، ويرى أن البعد الدولي للقضية الفلسطينية والاهتمام به ضمن مشروع التحرير من العناوين الاستراتيجية فلسطينيا فتحشيد الدعم الاسلامي والدولي والاهتمام بأحرار العالم المناصرين أحد أهم العوامل لبقاء القضية حية في طور استعادة الحقوق، ويعتبر الزير أن النظام السياسي الفلسطيني القائم نظام فاشل، يغيّب الشعب وإرادته وصوته، ولا يمكن للأغلبية الساحقة من الشعب الفلسطيني أن يفرض عليها هذه القيادة، خصوصا وأنَّها قيادة معينة ومتوارثة. ويرى أنّ ما مرت به الحالة العربية خلال السنوات القليلة الماضية هي نتاج الظلم وانتهاك لحقوق الانسان، فجاءت انتفاضة الشعوب العربية تعبيرا عن حالة طبيعية لرفض الظلم طال أم قصر.