قيس أبو ليلى
ولد قيس عبد الكريم السامرائي "أبو ليلى" في بغداد عام 1944، لأب عراقي وأم فلسطينية، وهو متزوج وله أربعة من الأبناء والبنات. درس البكالوريوس في الاقتصاد في جامعة بغداد.
نشط في خمسينيات القرن الماضي داخل صفوف حزب البعث العراقي، وأسس مع آخرين حركة الكادحين العرب ذات التوجه الماركسي عام 1961، ثمَّ المنظمة العمالية عام 1964، وانخرط في صفوف المقاومة الفلسطينية عام 1967، وفي عام 1969 أسس مع آخرين الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وتفرغ للعمل في مؤسساتها، وانتخب عضوًا في مكتبها السياسي. نشط أبو ليلى في ساحات العمل الفلسطيني الوطني المختلفة في الأردن ولبنان، وكان له دور مباشر في صياغة مشروع البرنامج المرحلي "النقاط العشر" داخل أطر الجبهة الديمقراطية، والذي تبنته منظمة التحرير عام 1974. تنقَّل في إقامته بين بيروت ودمشق، ثم عاد إلى فلسطين عقب توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، وأشرف على نشاطات الجبهة الديمقراطية في الأراضي المحتلة، وانتخب عضوًا في المجلس التشريعي الفلسطيني ممثلًا عن الجبهة الديمقراطية عام 2006، ثم انتخب نائبا للأمين العام للجبهة عام 2016.
شارك أبو ليلى في تأليف عددٍ من الكتب والدراسات والأبحاث والمقالات السياسية والفكرية، كما أشرف على عددٍ آخر من الدوريات والنشرات، وقدم أوراقًا مختلفة لمؤتمرات الجبهة الديمقراطية تناول فيها التغيرات الدولية والاقتصادية والسياسية التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي، كما أن لأبي ليلى حضورًا إعلاميًا ومداخلات في العديد من الإذاعات والفضائيات.
يؤمن أبو ليلى بالتسوية السياسية مع الاحتلال، على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194، ويرى بأن أوسلو شكل خرقًا للإجماع الوطني، وهو لا يمكن أن يقود الى دولة فلسطينية مستقلة بل إنَّه يؤسس لإمكانية استمرار الاحتلال بفرض الوقائع على الأرض، لذا لابد من تجاوزه وطي صفحته، ويعتبر بأنَّ الانقسام السياسي يعبِّر عن تنازع على السلطة وعلى الموقع القيادي، ويمثل مصالح فئوية ولا علاقة له باختلاف البرامج بين طرفي الانقسام؛ لأنَّ الاختلاف كان قائمًا على امتداد مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة ولم يحدث مثلما حدث اليوم، وهنالك عوامل خارجية ودولية تلعب دورًا في إذكاء نار الانقسام. يدعو أبو ليلى لحل الحكومة في غزة، وتوحيد المؤسسات بالضفة وغزة، والتوجه لانتخابات عامة وفق التمثيل النسبي الكامل الذي يشكل أساسًا لشراكة وطنية، بحيث يعطى كل طرف القدرة على المشاركة في صنع القرار.
يتبنى أبو ليلى فكرة تضافر جميع أشكال النضال وصولًا إلى تحقيق الهدف الوطني، ويرى أن المقاومة المسلحة حق يكفله القانون الدولي للشعوب الواقعة تحت الاحتلال، لكن يجب أن يكون هناك إجماع عليه وفقًا لموازين القوى، والنموذج الأمثل لانتزاع الهدف الوطني هذه الأيام هو الانتفاضة الشعبية كما هو الحال في الانتفاضة الأولى عام 1987، مع تدارك أخطاء التجارب الماضية، على قاعدة قيادة وطنية موحدة بالمعنى السياسي والتنظيمي والتكتيكي.