قراءة في كتاب (2).. استراتيجية الضعف
كتاب سطر حروفه صلاح الدين العواودة خلال ما يزيد على ثمانية عشر عامًا في سجون الاحتلال حين فارق بلدته دورا في نيسان 1993 حتى وفاء الأحرار 2011، دوّن كلمات بحثه حيث يتجسد الضعف بكل معانيه المادية والجسدية إلا من الإرادة والعزيمة فلا مكان هناك للضعف والوهن وإلا استحالت الحياة وانعدم الأمل.
خرج اسم الكتاب من رحم الواقع الذي يعيش كما يعيش الشعب الفلسطيني بأسره، الذي لا يملك من أدوات القوة سوى امتلاك الحق وإرادة الصمود وعزيمة المواجهة، مقابل عدو لا زالت قواه المادية والتكنولوجية تتعاظم يومًا بعد يوم، هكذا علل الكاتب اختيار عنوان كتابه وكيف لذاك الضعيف أن يواجه بضعفه قوة محتله وجلاده، حتى صنع الكاتب من الضعف نظرية وفلسفة بمقدورها أن تنتصر.
يقع الكتاب في ثمانية مباحث، ناقش في الأول ظاهرة الحرب بصفتها ظاهرة اجتماعية لها محدداتها وقوانينها، مستعرضًا اختلاف الدارسين على مر السنين للظواهر الاجتماعية ومنها الحرب. مونتسيكيو مثلاً يرى أن تاريخ كل أمة ليس إلا نتيجة حتمية لقوانينها الاجتماعية التي تتباين من مجتمع إلى آخر، أما كير كيفارد فيرى أن الحرب ما هي إلا مجرد تراكم عرضي للأحداث لا تخضع للدراسة العلمية لأنها غير محكومة بقوانين في نشوئها وتطورها وآليات حركتها وزوالها، لأن القوانين العلمية فقط تنطبق على الجمادات.
رأي آخر يرى أن انطباق خصائص العلم على الظواهر الاجتماعية هو أمر نسبي لأنها علوم محكومة بإطار الإرادة الواعية للبشر المختلفين عن بعضهم البعض.
في المبحث الثاني تعرّض الكاتب الى الحرب والثورة من حيث المفهوم والأقسام والمراحل والظروف التاريخية والدولية، فعرّف الحرب بأنها ظاهرة استخدام العنف والإكراه وسيلة لحماية مصالح أو لتوسيع نفوذ أو لحسم خلاف حول المصالح أو لحسم مطالب متعارضة بين جانبين، في حين عرّفها المنظر العسكري البروسي كلاوزفيتز بأنها امتداد للسياسة بوسائل أخرى وأنها عمل عنف يُقصد منه إجبار خصم لخصمه على الخضوع لإرادته.
كما قسم كلاوزفيتز الحروب إلى ثلاثة أنواع
- الحرب التقليدية أو الكلاسيكية وهي التي تُستخدم فيها الأسلحة التقليدية المعروفة ذات القدرة التدميرية المحدودة نسبيًّا.
- الحرب غير التقليدية وهي التي تُستخدم فيها الأسلحة غير التقليدية ذات القدرة التدميرية الشاملة مثل الأسلحة النووية أو الكيماوية أو الجرثومية أو البيولوجية.
- حرب العصابات (الجاريلا) أو الحرب الشعبية، وهي دون الحرب التقليدية، وعادة تكون بين خصمين غير متكافئين، وقواتها غير نظامية عند أحد الطرفين على الأقل، كما تستند إلى حركة سياسية مثل حركة تحرير أو جماعة انفصالية أو عرقية أو دينية، وقد تكون جزءًا من حرب تقليدية كأحد تكتيكات تلك الحرب.
أَعطى الكاتب الحظ الأوفر في الكتابة للجاريلا؛ ربما لطبيعة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي إذ يمارس الشعب الفلسطيني ما يشبه الجاريلا إلى حد كبير فيما يخص المقاومة المسلحة. فقد تناول الجاريلا تكتيكًا وإستراتيجية مستعرضًا تجارب تاريخية مختلفة مورست خلالها الجاريلا بأساليب شتى.
أما عن الحركات السياسية التي تمارس الجاريلا أسلوب قتال فقد أشار الكاتب إلى نوعين منها؛ هما:
- حركات تسعى للتأثير على النظام السياسي والاجتماعي الداخلي في البلد دون أن تطمح إلى تغيير الحكم أو تغيير حدود سياسية أو تحرير بلاد من احتلال أجنبي. قبيل تسعينيات القرن الماضي اشتهرت الحركات اليسارية والشيوعية في هذا المجال حتى ظهرت الحركات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي.
- حركات ذات أهداف عرقية أو دينية، أو انفصالية تسعى للانفصال عن الدولة القائمة وإقامة كيان سياسي جديد أو تغيير حدود سياسية قائمة أو الحصول على الاستقلال أو الحكم الذاتي داخل حدود الدولة نفسها، ومن أمثالها حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية والكشميرية وحركات وأحزاب شيشانية وكردية.
مراحل الجاريلا
قسم الزعيم الصيني ماوتسي تونغ 1893 الجاريلا إلى ثلاث مراحل هي
المرحلة الأولى: مرحلة الانسحاب الإستراتيجي والناجمة عن ضعف الجاريلا أثناءها، حيث لا تلتقي بعدوها إلا في مهمات تكتيكية متفرقة تكون الغلبة فيها لها، وتكون الأهداف المضروبة أهدافًا صغيرة وضعيفة بحيث يمكن أن تحقق فيها الجاريلا التفوق والانتصار، كما أن العدو في هذه المرحلة يكون غالبًا في ذروة قوته وبالتالي ليس من صالح الجاريلا فتح موجهة شاملة.
المرحلة الثانية: مرحلة التعادل الإستراتيجي، وعادة لا تطول كثيرًا وينتقل فيها الصراع إلى الحرب التقليدية.
المرحلة الثالثة: مرحلة الهجوم الإستراتيجي، وهي تأتي بعد نموّ قوة الجاريلا وبعد أن تُرْهِق عدوها وتستنزف طاقاته، مما يشعرها بثقة أكبر في نفسها، تشعر حينها أن بإمكانها تحقيق نصر شامل وحاسم، هنا تزيد من كثافة هجماتها وحجم قواتها، وبإمكانها أن تتحول إلى جيش نظامي له قيادة مركزية وغرفة عمليات تدير القتال بكل الجبهات مثل أي جيش نظامي. مثال على ذلك الثورة الشيوعية في الصين بقيادة ماو.
كيف تحقق الجاريلا أهدافها؟
هناك عدة طرق تحقق بها الجاريلا أهدافها
- الوصول لمرحلة الهجوم الإستراتيجي والحسم العسكري كما حصل في الجاريلا الصينية.
- نصر نتيجية وضع لا مخرج منه مثل فيتنام وجنوب لبنان.
- القتال الصغير الشامل ومثال ذلك كوبا.
- جاريلا القضم والسحق، بحيث تُقضَمُ قوات العدو تدريجيًّا حتى يضطر للاستسلام بعد تراكم العمليات التي يعجز العدو عن احتمالها فيسقط وينهار. هذا النمط من الجاريلا وُجِد في كتابات الثورة الفلسطينية وكتابات الفدائيين الفلسطينيين.
- الجاريلا بصفتها حالة، هنا لا تتوقع الجاريلا أن تنتصر بمفردها، بل تسعى لتوريط أطراف أخرى معها في القتال، وقد سلكت فتح هذا السبيل في بداياتها.
- حرب الأنصار، بهذه الطريقة قاوم السوفييت الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية، حين شعرت الحكومة السوفيتية أنها لا تستطيع إلحاق الهزيمة بالألمان في حرب نظامية تقليدية فاختارت حرب العصابات وفتح مواجهة من خلال مهاجمة قوافل الإمداد والخطوط الخلفية الألمانية من قبل وحدات صغيرة متفرقة.
- وحرب الأنصار هي مرحلة من مراحل الحرب التقليدية التي تدور بين جيشين نظاميين، وقد حصل ذلك في الحرب العالمية الثانية في الاتحاد السوفييتي وفي فرنسا، كما حصل في مصر في حرب 1956.
الأسس التي تقوم عليها الجاريلا
تقوم الجاريلا على أسس تجعلها تخلف فيها عن الحرب التقليدية ومنها
-
مبدأ الانسحاب الإستراتيجي والهجوم التكتيكي وهذا يقتضي:
- وجود مكان تختفي فيه الجاريلا عن عدوها.
- حماية النفس أهم من ضرب العدو.
- عدم تمركز القوات في مكان واحد.
- القدرة على التحرك الفعّال.
- مبدأ الاستنزاف وليس الحسم.
- الاعتماد على الذات: كلما كانت الجاريلا أكثر اعتمادًا على ذاتها بالتمويل والتسليح كلما كانت أكثر استقلالاً في قرارها، وهذا يساعدها في تحقيق أهدافها قبل تحقيق أهداف الداعمين لها.
- القدرة على التحمل وامتصاص الضربات.
- علاقة قوية بينها وبين السكان.
- الاستغناء عن الأسلحة الثقيلة.
- المعنويات هي السلاح الإستراتيجي الأهم.
- العقائد والإيديولوجيات.
- الاستخبارات الجيدة والقوية وكذلك الصحافة.
تجارب الجاريلا
التجربة الكوبية
بدأت الثورة الكوبية يوم 2/12/1956 عندما بدأت المجموعة الثورية الأولى عملها بقيادة فيدل كاسترو، واستمرت حتى فرار الجنرال باتستا إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1958، أي بعد سنتين من اندلاع الثورة، ودخول الثوار بقيادة كاسترو إلى العاصمة الكوبية هافانا في 2/1/1959.
كان سبب الثورة دكتاتورية النظام الحاكم بزعامة باتستا المدعوم من أمريكا، وكذلك الوضع الاقتصادي السيئ مما أثار نقمة الشعب على النظام الحاكم، شجّع هذا المناخ المحامي الشاب فيدل كاسترو على حشد جمع من الشباب حوله قُدّر عددهم بمئة وخمسين شابًّا، وبدأت ثورتهم بهجوم على مستودع للأسلحة يوم 26/7/1953.
شكّلت الجاريلا الكوبية أنموذجًا ومدرسة مختلفة تمامًا عن المدرسة الصينية وذلك لاختلاف الظروف المحلية والبيئة الجغرافية، كما تأثر الفلاحون في كوبا بعمليات الجاريلا أكثر من تأثرهم بالكلام والتحريض على عكس الحالة الصينية التي سبق فيها الوعي الثوري البدء بالقتال، ففي الحالة الصينية تشكّل حزب سياسي ووعي ثوري قبل بدء الثورة، أما في كوبا فقد نما الحزب السياسي والوعي الثوري من رحم الثورة نفسها، فأصبح مقاتلو الثورة فيما بعد هم قادة الحزب.
الجديد الذي يمكن استخلاصه من النموذج الكوبي أنه يمكن لمجموعة صغيرة من المقاتلين المخلصين أن يفجّروا ثورة دون أن يكون هناك في الأساس وعي ثوري لدى الجماهير، لذا فإن المراحل الثلاث التي تحدث عنها ماوتسي تونغ لم تكن ملزمة للكوبيين.
إرنستو جيفارا ( 1928-1967)
طبيب من الأرجنتين آمن بفكر العنف الثوري وضرورته في المسار التاريخي للشعوب والأفراد. رأى جيفارا أنه يمثل موقعًا أُمميًّا ضد الإمبريالية الرأسمالية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية ودعا للثورة ضدها في كل مكان، خاطب مؤتمر القارات الثلاث لحركات التحرر الوطني في هافانا 1966 قائلاً "عليكم أن تعوا أنكم تخوضون معركة واحدة ضد نفس العدو"، وكان يرى أن دول أمريكا اللاتينية عميلة للإمبريالية الأمريكية وبالتالي يجب أن تكتسح الثورة هذه البلدان.
اختلف بنظريته عن الشيوعيين الذين آمنوا بإمكانية الوصول للحكم وتطبيق الاشتراكية عبر الانتخابات مثل الأحزاب الشيوعية في أوروبا فالجيفارية كانت تعني الثورية العنيفة.
فيتنام
اختلفت فيتنام عن الصين وكوبا في كثير من النواحي؛ أهمها أن الجاريلا الفيتنامية عملت ضدَّ محتل أجنبي وليس ضد حكومة محلية، ولم تكن الجاريلا تسيطر على إقليم معين لتنطلق منه في العمل كما حصل في الصين، ولم يختف المقاتلون بين السكان كما فعلت الجاريلا الكوبية.
الجميل والمستخلص من الجاريلا الفيتنامية هي أن الجاريلا -بصفتها نظرية- قادرة على التأقلم بما يتناسب مع الظروف الموضوعية لكل بلد، وهذا سرّ انتشارها في أنحاء كثيرة من العالم على مدار القرن العشرين، وفي كل مَرَّة تظهر بشكل جديد رغم حفاظها على المبادئ العامة مثل الانسحاب الإستراتيجي والهجوت التكتيكي والاستنزاف وليس الحسم.
لا بد من الإشارة هنا إلى أن المنظمات الصهيونية اعتمدت أسلوب الجاريلا لتحقيق أهدافها في السيطرة عللى فلسطين تمهيدًا لرحيل الاحتلال البريطاني، آخذة في الاعتبار أنها الطرف الضعيف أمام العرب والمسلمين، وكانت أنشطة الجاريلا الصهيونية تتمثل في زراعة القنابل الموقوتة في الأسواق والمقاهي الفلسطينية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، كما وجّهت عملياتها ضد البريطانيين حين قامت باغتيال الوزير اللورد مورين، واغتيال الكونت برنادوت بسبب معارضته ضمَّ النقب للدولة اليهودية بموجب قرار التقسيم 1947.
التجربة الصينية
في المبحث الرابع تناول الكاتب بعض التجارب التاريخية للجاريلا وأبرزها التجربة الصينية ( 1911 – 1949) التي بدأتها ميليشيا الريتشوس هرموني باند بحملة اغتيالات استهدفت الأجانب في معظم أنحاء الصين عندما أعلنت الكفاح المسلح ضد القوى الأجنبية من بريطانيين ويابانيين، على إثر ذلك قامت بريطانيا واليابان بغزو الصين واحتلتا بكين، كما احتلت روسيا منشوريا، بعد ذلك تم الإعلان عن الإضراب المفتوح واندلعت الثورة الصينية التي انتهت بإقامة جمهورية الصين الشعبية، تلا ذلك إلغاء الإمبراطورية وإقامة الجمهورية عام 1911، ثم تقسيم الصين لمقاطعات ودويلات صغيرة ووضع دستور للبلاد عام 1921.
عام 1925 انقسم الصينيون بين حلفاء لبريطانيا بزعامة رئيس الحكومة شيلنغ كاي تشيك، وحلفاء للاتحاد السوفيتي، وأدّى ذلك إلى نشوب حرب أهلية بين حكام الولايات عام 1927.
من أشهر المناضلين الصينيين في تلك الفترة ماو تسي تونغ (1983- 1976)، ويُعدّ من أبرز الوجوه السياسية التي عرفها القرن العشرين، تزَعّم الحزب الشيوعي الصيني منذ عام 1921، كما ترأس المكتب السياسي للحزب. أعلن ماو قيام جمهورية الصين الشعبية، ثم أصبح رئيسًا للحكومة ورئيسًا للجمهورية ما بين 1945 – 1959.
من التكتيكات التي اشتهر بها في الحرب أسلوب أرض مقابل الوقت؛ وتعني استدراج العدو إلى العمق، أي عندما يتقدم العدو تنسحب، وعندما يعسكر تضايقه، وعندما ينسحب تهاجمه.
من مقولاته المشهورة: الثورة ليست عشاء.. فلا يمكنها أن تكون هادئة ولا معتدلة ولا كريمة ولا مهذبة، ولا يمكنها أن تتم بهدوء ورومانسية وسعة صدر وضبط نفس، لأن الثورة تمرد فجائي خلال فترة محدودة جدًّا.
من كتاباته: (المشكلات الإستراتيجية للحرب الثورية في الصين)، (في الحرب طويلة الأمد)، (المشكلات الإستراتيجية لحرب الأنصار ضد اليابان).
غزة
أشار الكاتب إلى الجاريلا العربية مثل ثورة العشرين في العراق والثورة الجزائرية حين غزت فرنسا الجزائر عام 1830، وكذلك تجربة المقاومة في غزة التي اعتبرها الكاتب تجربة فريدة نظرًا لاستحالة الظروف التي عملت في ظلها الجاريلا هناك. حيث حافظت على العقيدة القتالية والمعنويات العالية لمقاتليها وقدرة غير محدودة على الصبر والتحمل والوعي الأمني.
يرى الكاتب أن المقاومة الفلسطينية في غزة التزمت بمبدأ الانسحاب الإستراتيجي والهجوم التكتيكي؛ فقد اختفت قواتها كلها عن سطح الأرض في الخنادق والأنفاق فلم يجد العدو الإسرائيلي ما يقصفه غير مواقع التدريب المهجورة والأهداف المدنية التي شملت المدارس والمستشفيات وطواقم الإسعاف.
استفادت الجاريلا الفلسطينية من أرض غزة الرملية لإيجاد مكان تختفي فيه، واعتمدت مبدأ "حماية نفسها أهم من ضرب العدو"، ولم تركّز قواتها بمكان واحد، وحافظت على قدرتها على التحرك الفعال والاشتباك مع العدو في مواقع كثيرة بهجمات تكتيكية حقّقت فيها تفوقًا واضحًا رغم حذر العدو الشديد وخبرته بحرب الجاريلا، كما التزمت بعدم الرغبة في حسم المعركة مع العدو واكتفت باستنزافه من خلال الاشتباكات المتفرقة.
اعتمدت الجاريلا في غزة على نفسها؛ فصنعت الصواريخ والقذائف والقنابل واستغنت عن الأسلحة الثقيلة. في الجانب الاستخباراتي فشل العدو فشلاً واضحًا رغم بعض النجاحات في اغتيال بعض القادة السياسيين والعسكريين، إلا أن النجاح الأبرز للجاريلا في غزة كان على الصعيد الأمني فقد تمكّنت من أسر جنود الاحتلال والاحتفاظ بهم لفترة طويلة رغم الواقع الأمني الصعب في غزة.
معلومات الكتاب
العنوان: إستراتيجية الضعف
المؤلف: صلاح الدين طالب جبر العواودة
عرض: مركز رؤية للتنمية السياسية. إسطنبول
الناشر: دار الفتح للدراسات والنشر. عمان
تاريخ النشر: الطبعة الأولى 2015
عدد الصفحات: 304 صفحة
أعد الورقة: أحمد قاعود