قراءة في كتاب: “الرقابة والأسرار العسكرية الإسرائيلية في العصر الرقمي”
يأتي هذا الكتاب في ظل تزايد الحديث في "إسرائيل" عن جدوى استمرار وجود الرقابة العسكرية، التي تفرضها "إسرائيل" على وسائل الإعلام بحجج أمنية متنوعة، حيث تمنع "إسرائيل" عبر تلك الرقابة، نشر الكثير من المعلومات التي تعتبرها أمنية أو عسكرية، وتُعاقب المخالفين على ذلك. إلا أنّ السنوات الأخيرة، شهدت انتشارًا لتلك المعلومات في ظل العصر الديجيتالي، مما أفقد تلك الرقابة جزءًا كبيرًا من أهميتها. لذا يناقش هذا الكتاب دور تلك الرقابة، ويقدم بدائل لها في ظل التقدم التكنولوجي وسهولة انتشار المعلومة.
الباحثان، أو مؤلفا الكتاب، الذي صدر عام 2016 باللغة العبرية، هما الدكتورة هيلا التشولر، التي تحمل درجة الدكتوراة في القانون، وتعمل باحثةً متخصصةً في الإعلام والسياسات الإعلامية وحرية التعبير، والدكتور جيا لوريا، الذي يحمل درجة الدكتوراة في التاريخ، ويعمل باحثًا في قوانين الدعاية الانتخابية والرقابة العسكرية، إلى جانب القضايا القانونية ذات الصلة بالحكومة.
وقد قسم الباحثان الكتاب سبعة فصول. تناول الفصل الأول حرية التعبير والرقابة العسكرية في الدولة الديمقراطية، فيما تناول الفصل الثاني الجوانب المختلفة للرقابة العسكرية، وتنظيمها الإداري. أما الفصل الثالث، فتطرق للأوامر القانونية التي تمنع نشر المعلومات ذات الصلة بالقضايا الأمنية. وتناول الفصل الرابع تقييم المخالفات الجنائية لنشر تلك المعلومات، فيما تناول الفصل الخامس قضية رجل الموساد بن زيجيير، الذي انتحر في سجنه، على خلفية نشره معلومات سرّية. الفصل السادس قارن بين "إسرائيل" ودول أخرى، والفصل السابع قدم توصيات لوقف الرقابة العسكرية في العصر الديجيتالي.