قاسم الريماوي
ولد قاسم محمد الريماوي في قرية بيت ريما في الحادي عشر من كانون الثاني/يناير عام 1918. حصل على المرحلة الأساسية والثانوية في الكلية الرشيدية والكلية العربية في القدس، وأنهى الثانوية العامة عام 1936، ونال درجة البكالوريوس في علم الاجتماع من الجامعة الأمريكية في القاهرة عام 1952، ودرجة الماجستير في الإدارة والشؤون الاجتماعية من جامعة كولومبيا Columbia University في الولايات المتحدة عام 1954، والدكتوراه من كلية المعلمين Teachers College في نفس الجامعة عام 1956. عمل محاسبًا في دائرة البريد العامة بين عامي (1936-1944)، ومثَّل حكومة عموم فلسطين في الأمم المتحدة، وتولى إدارة شركة مناجم الفوسفات الأردنية المساهمة العامة المحدودة بين عامي (1957-1960)، كما عمل محاضرًا في الفلسفة وعلم الاجتماع في الجامعة الأردنية في سبعينيات القرن الماضي.
انخرط الريماوي في الشأن السياسي في فترة مبكرة من حياته؛ حيث قاد مع زملائه مظاهرة في ذكرى وعد بلفور عام 1935، وتعرف على عبد القادر الحسيني في نفس العام، وقدَّم مساعدة للخلية التي حاولت اغتيال مفتش شرطة إنجليزي يدعى آلآن سيجرست (Sigrist Edward Alan) في القدس في حزيران عام 1936، وأصبح مدير مكتب الحزب العربي في القدس عام 1945، وساهم في تحرير صحيفة الوحدة الناطقة غير الرسمية باسم الحزب (1945-1947).
التحق بتنظيم الجهاد المقدس منذ تأسيسه، وأصبح أحد أهم قادته، ورافق عبد القادر الحسيني في العديد من المهمات الداخلية والخارجية، واستلم قيادة قوات الجهاد المقدس في بيرزيت بعد استشهاد الحسيني، وخاض معارك ضد القوات الصهيونية منفصلًا عن مقر القيادة في القدس مثل معارك باب الواد ومعارك رأس العين في أيار عام 1948. استقر في القاهرة عام 1949، وعمل إلى جوار الحاج أمين الحسيني سكرتيرًا لحكومة عموم فلسطين، ثم نشط أثناء دراسته في الولايات المتحدة في صفوف الأقلية العربية والمسلمة هناك، فكان عضوًا مؤسسًا في اتحاد الجمعيات الإسلامية في الولايات المتحدة وكندا.
انتخب عضوًا في مجلس النواب الأردني عن قضاء رام الله عام 1961، وأصبح عضوًا في لجنة اللاجئين في المجلس، وفاز بعضوية البرلمان مرة أخرى( بالتزكية) عام 1963، ورئس أول وفد برلماني أردني إلى الاتحاد البرلماني الدولي عام 1964، وفاز مرة أخرى في الانتخابات البرلمانية عام 1967، وأصبح رئيسًا للبرلمان الأردني، وكان عضوًا في أول لجنة تنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، ومثَّل المنظمة في وفد رسمي إلى أمريكا اللاتينية في نفس العام، وأصبح عضوًا في المجلس الاستشاري الأعلى الذي عينه الملك الأردني بعد حرب عام 1967، واللجنة الملكية لشؤون القدس عام 1971. عين وزيرًا للزراعة والإنشاء والتعمير في الأردن عام 1962، ووزيرًا للداخلية/ الشؤون البلدية والقروية عام 1965 وعام 1970، ووزيرًا للزراعة عام 1979، وعُيِّن عضوًا في مجلس الأعيان عام 1980، واختير رئيسًا للوزراء عام 1980.
حاول مع أحمد الشقيري وآخرين استعادة دورهم في قيادة الشعب الفلسطيني بعيد خسارة منظمة التحرير قواعدها في الأردن واغتيال الوزير الأردني وصفي التل، عبر عقد اجتماع موسع في بيت الشقيري في القاهرة، وإصدار بيان باسم لجنة المتابعة الجماهيرية في جمهورية مصر العربية، لكنهم لم يُوفقوا، وماتت فكرتهم في مهدها.
كتب الريماوي مجموعة كبيرة من المقالات في المجالات المختلفة، وله عددًا من القصائد الشعرية والمقطوعات النثرية، بالإضافة إلى عددٍ من المؤلفات منها رواية بالإنجليزية بعنوان ناقوس الخطرAlarm Signal (1951)، وكتابين هما: الدولة والعمل (1952)، والتحدي الصناعي في مصر (1956).
عانى الريماوي في مسيرته السياسية؛ فقد اعتقله البريطانيون أول مرة عام 1935، ثم اعتقلته مرة أخرى عام 1936، وعايش النكبة وأحداثها واضطر إلى مغادرة فلسطين بعيدها والاستقرار في القاهرة، وعايش أيضًا هزيمة حزيران عام 1967، وتوفي في عمان في التاسع والعشرين من نيسان/ ابريل عام 1982.
المصادر والمراجع:
- شلش، بلال.” داخل السور القديم، نصوص قاسم الريماوي عن الجهاد المقدس”. بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2020.
- العودات، يعقوب.” من أعلام الفكر والادب في فلسطين”. القدس: دار الاسراء، ط3، 1992.
- الموسوعة الفلسطينية”. القسم العام، المجلد الثالث. دمشق: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.