فيصل الحسيني

ولد فيصل عبد القادر موسى الحسيني في مدينة بغداد، في السابع عشر من تموز/ يوليو عام 1940، وهو متزوج وله ابن وابنة. أنهى دراسته الأساسية والثانوية في مدينة القاهرة، وحصل هناك على الثانوية العامة عام 1958، ودرس العلوم في القاهرة وبغداد، وحاز على درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية من الكلية العسكرية في دمشق عام 1967، والتحق بجامعة بيروت العربية لدراسة التاريخ عام 1977. عمل مشرفًا فنيًا في قسم الأشعة السينية في القدس خلال الأعوام (1969-1977)، وشارك في تأسيس جمعية الدراسات العربية عام 1979 وترأسها، وأسس مجلس القدس العربي عام 1993، وأدار “بيت الشرق” مقر منظمة التحرير في القدس حتى إغلاقه عام 2001.

تأثر الحسيني بسيرة أسرته النضالية، سيما والده الشهيد عبد القادر الحسيني، فبادر إلى التطوع في قوات المقاومة الشعبية عشية العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وانتسب لحركة القوميين العرب عام 1957، وشارك في تأسيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين في القاهرة عام 1959، وحصل على تدريب عسكري في مصر من خلال حركة القوميين العرب عام 1963، ثم عمل نائبًا لمدير دائرة التنظيم الشعبي في منظمة التحرير خلال عامي (1964-1965)، وانضم إلى جيش التحرير الفلسطيني عقب حرب حزيران/ يونيو عام 1967، وأصبح من المسؤولين العسكريين في جبهة النضال الشعبي، وأشرف على معسكر تدريبي للمتطوعين الفلسطينيين في بلدة كيفون اللبنانية، وكان عضوًا في لجنة التوجيه الوطني في الأراضي  المحتلة، وانتخب عضوًا في المجلس الإسلامي الأعلى في القدس عام 1982، وكان من القيادات الفتحاوية البارزة في الانتفاضة الأولى.

اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الخامس عشر من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1967 وحكمت عليه بالسجن لمدة عام، وحرمته من بطاقة الهوية المقدسية لعشر سنوات، ووضعته تحت الإقامة الجبرية في القدس بين أعوام (1982-1987)، وتكرر اعتقاله في الانتفاضة الأولى حتى عام 1990.

يعتبر الحسيني من رواد التسوية في الأراضي المحتلة، حيث دعا في وقت مبكر إلى القبول بالواقع الجديد الذي فرضته نتائج النكبة عام 1948، والوصول إلى اتفاق بين الفلسطينيين والصهاينة على أساس حل الدولتين، وبادر لفتح حوارات مع مسؤولي الاحتلال فاجتمع مع عضو حزب الليكود الإسرائيلي موشيه عميراف في أيلول/ سبتمبر عام 1987، وكان على رأس الوفد الفلسطيني لمؤتمر السلام في مدريد عام 1991، وأشرف على الفريق الفلسطيني في مفاوضات السلام في واشنطن ( 1992-1993).

ترأس قيادة حركة فتح العليا في الضفة الغربية عام 1994، وتولى مسؤولية ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية عام 1995، وأنتخب عضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عام 1996، وشارك في حملة التصدي لتدنيس أرئيل شارون باحات المسجد الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول/ سبتمبر عام 2000.

واجه الحسيني في مسيرته السياسية تحديات تتعلق بتوجس القيادة الفلسطينية في تونس من أن يكونَ جزءًا من قيادة بديلة لها متواجدة في الأراضي المحتلة، فتعرض نتيجة ذلك لمحاولات تحجيمه، كما اصطدم بزيادة التوتر بين فرقاء الساحة الفلسطينية في الأراضي المحتلة على خلفية قبول المنظمة بالتسوية ومشاركة ممثلين لها في مؤتمر مدريد للسلام.

انتقد الحسيني من كثيرين كونه من أوائل القيادات الفلسطينية في الأراضي المحتلة التي نادت بقبول التسوية ونظَّرت لحل الدولتين، واجتهدت في سبيل الوصول إلى اتفاق فلسطيني– صهيوني على هذا الأساس، كما وجهت له انتقادات لضعف الاهتمام الفلسطيني الرسمي بمدينة القدس ومؤسساتها وأهلها، وعدم تمكنها من مواجهة سعي الاحتلال لتهويد المدينة.

توفي الحسيني في الحادي والثلاثين من أيار/ مايو عام 2001، إثر نوبة قلبية مفاجئة خلال زيارته للكويت.

المصادر والمراجع:

  1. أبو بكر، توفيق. “فيصل الحسيني كما عرفناه”. عمّان: مركز جنين للدراسات الاستراتيجية، 2001.
  2. شبيب، سميح. “فيصل الحسيني سياسياً ومناضلاً: سيرة موجزة”. “مجلة الدراسات الفلسطينية”، العدد 48 خريف 2001.
  3. صايغ، يزيد. “الكفاح المسلح والبحث عن الدولة الحركة الوطنية الفلسطينية 1949-1993″، بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2002.
  4. عشراوي، حنان. “في الذاكرة: فيصل الحسيني”. مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد 48 خريف 2001.
  5. والاش، جون، والاش، جانيت. “الفلسطينيون الجدد الجيل الناشيء من القادة”. عمان : الأهلية للنشر والتوزيع، 1994.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى