فتحي غبن

وُلد فتحي إسماعيل أبو غبن في قرية “هربيا” المهجَّرة قضاء غزة المحتل في الثاني عشر من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1946، وهو متزوج ولديه تسعة من البنين والنبات. درس المرحلة الأساسية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في مخيم جباليا، والتحق بمعهد الأزهر في غزة لمدة عامين. عمل بائعًا للصحف والمجلات، ثمَّ عاملًا في القصارة والدهان، ثمَّ أصبح مدرِّسًا في مدرسة النصر النموذجية الإسلامية في مدينة غزة، وعُيِّن مستشارًا في وزارة الثقافة. 

 تعلَّم الفن بالممارسة منذ أن كان صغيرًا في مخيم جباليا، واتقن النحت بالطين، ويقال أنَّه بدأ بالرسم على “الصَوَاني” التي كانت تصدأ، حيث يلونها ثم يعيدها إلى أصحابها، كما أنَّه رسم قوات الطوارئ الدولية أثناء احتلال القطاع عام 1956، وقد أعجبت برسمته الهيئة التدريسية في مدرسته.

بدأ احترافه الفني عام 1969، ورسم عدة لوحات منها: “مأساة فلسطين”، و”الهوية”، و”معركة عين جالوت”. تمحورت رسوماته حول الهوية والمقاومة والتحرر من الاحتلال، وعبَّرت عن الحنين لفلسطين، كما أنَّها جسَّدت الحياة في القرية الفلسطينية، واللجوء الفلسطيني، وحياة المخيم.

أقام عشرة معارض شخصية، منها معرضه في متحف محمود درويش في مدينة رام الله والذي حضره بنفسه. شارك في تأسيس جمعية التشكيليين في قطاع غزة، ورابطة التشكيليين الفلسطينيين في الضفة والقطاع، وكان ناشطاً ثقافيّاً. رسم أغلفت الكثير من الكتب. بات في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، من أهم فناني قطاع غزة، وقد وصفه الفنان سليمان منصور، بأنّه “فان كوخ غزة”.

حصل غبن على أوسمة عّدة منها وسام هيروشيما، ووسام اتحاد الجمعيات العالمي بطوكيو، وحائِز على لقب “فنان فلسطين” للعام 1993، وحصل أيضًا على وسام الثقافة والعلوم والفنون عام 2015، وجائزة بيت الصحافة التقديرية الفلسطينية لسنة 2023، في حين كان عضوًا في لجنة جوائز فلسطين للآداب والفنون والعلوم الإنسانية لعام 2020.

عانى غبن من الاحتلال، حيث استدعي للتحقيق من قبل مخابراته عدة مرات على خلفية لوحاته، وقد بدأت هذه الاستدعاءات منذ عام 1978، كما أنَه اعتقل عدة مرات، وحكم عليه في إحداها بالسجن في زنازين الاحتلال ستة أشهر عام 1984 بسبب لوحته الشهيرة “الهوية” التي رسمها عام 1980، والتي صدرت حينها عن مطبوعات ابن رشد في القدس، على هيئة بطاقة بريدية وزّعت في فلسطين وخارجها، ومنعه الاحتلال من السفر لعدة سنوات واستولى على أعماله، ولم يسمح له بمغادرة القطاع لتلقّي العلاج منذ اندلاع حرب الإبادة على قطاع غزة في تشرين أول/ أكتوبر عام 2023، رغم أنَّه كان يعاني من مشكلات حادة في الصدر والرئتين، وفي حاجة إلى استكمال علاجه بسبب نقص الأدوية والأكسجين في غزّة، وقد ازدادت حالته الصحية سوءًا مع استنشاقه الدخان والغاز الفسفوري في رحلة النزوح من شمال القطاع إلى جنوبه، وقد قصف الاحتلال بيته ودمَّره ودمَّر مقتنياته من اللوحات الفنية التي انتجها على مدى عقود، وفقد ابنه وحفيده.

توفي في مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح في الرابع والعشرين من شباط/ فبراير عام 2024.

اظهر المزيد

مركز رؤية للتنمية السياسية

يسعى المركز أن يكون مرجعية مختصة في قضايا التنمية السياسية وصناعة القرار، ومساهماً في تعزيز قيم الديمقراطية والوسطية. 11

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى