فايز السقا
ولد فايز أنطون السقا في بيت لحم في الخامس عشر من تشرين أول/ أكتوبر عام 1951م، وهو متزوج ولديه ولدان. تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس بيت لحم، وحصل على الثانوية العامة عام 1970، ثم حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الجيولوجية من إحدى الجامعات الإسبانية في مدريد عام 1985م. عمل مفوضًا للتوجيه السياسي في محافظة بيت لحم بين الأعوام (1995-1999).
انتمى السقا لحركة فتح في وقت مبكر من حياته، ومارس نشاطًا طلابيًا وطنيًا بين الطلبة الفلسطينيين في إسبانيا، وتفرغ للعمل الوطني في إطار حركة فتح عام 1985، وأوكلت له مهمات وطنية في أكثر من دولة عربية وأوروبية ولاتينية. عاد إلى فلسطين عام 1995، وانتخب نائبًا في المجلس التشريعي عن حركة فتح في انتخابات عام 2006.
يرى السقا بأن القضية الفلسطينية تتعرض لأصعب مرحلة على الصعيد الدولي والإقليمي، حيث وضِعت على الهامش ولم تعد محورًا للقضايا العربية والدولية، مضيفا أن النضال الوطني يمر بلحظات صعبة جدا بسبب ما يحدث في الوطن العربي، لذا فالشعب الفلسطيني بحاجة إلى تحقيق وحدته ووضع الخطط المناسبة للخروج من المأزق الكبير، كما أنَّ حل القضية الفلسطينية بشكل كامل في المستقبل يحتاج إلى تغيُّر في موازين القوى الإقليمية والدولية، ويعتقد السقا أن اتفاق أوسلو كان يمكن أن يكون مشروعًا لتمكين الشعب الفلسطيني في تلك المرحلة التاريخية، ولكن تم تعطيله بعد حادثة اغتيال إسحاق رابين وما تبعها من أحداث مفصلية على رأسها الانتفاضة الثانية واغتيال الشهيد ياسر عرفات، وقد أخذ الاحتلال ما يريده من أوسلو وأكثر من ذلك، وبالتالي أصبح الاتفاق خارج التاريخ ولا يمثل طموحات الشعب الفلسطيني.
يؤمن السقا بأن الانقسام الفلسطيني هو مؤامرة من أجل إضعاف الشعب الفلسطيني، وهو سبب تعثر قضيته وسقوط أسهمها أمام المجتمع الدولي، فلا يمكن أن نفهم أو نستوعب أن شعبًا تحت الاحتلال يمكن أن ينقسم على ذاته، بغض النظر عن الخلافات السياسية أو الأيديولوجية، ففي كل دول العالم التي خاضت نضالًا من أجل الاستقلال والحرية، كانت تجتمع كافة القوى السياسية ضمن برنامج وطني عام، وتترك خلافاتها إلى ما بعد التحرير، ولكن للأسف أن الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية لم يثبتوا نضجًا في هذا المجال، وتُركت عملية الانقسام لتطيح بآمال الشعب الفلسطيني، وضرب المشروع الوطني، ويعتقد أن هنالك تأثيرات إقليمية ودولية في مقدمتها الاحتلال تحول دون عودة الوحدة الوطنية الفلسطينية، ويؤكد على مسؤولية القيادة الفلسطينية في إعادة اللحمة الفلسطينية بشكل سريع.
يرى السقا أن البند 51 من ميثاق الأمم المتحدة يمنح الشعوب الحق في استعمال كل الوسائل للدفاع عن نفسها تجاه أي اعتداء خارجي تتعرض له، فلا يستطيع أحد في العالم أن يمنع الشعب الفلسطيني من استخدام كل وسائل المقاومة المتاحة لديه لإنهاء الاحتلال، ولكن يجب أن يكون هناك توافق على طبيعة المقاومة في كل مرحلة من المراحل، ولابد من التركيز على أهمية المقاومة الجماهيرية الشعبية كما كانت في الانتفاضة الأولى، وانخراط الشعب الفلسطيني بأكمله فيها، وألا تقتصر على مواقف لفظية لا تعبر عن حقيقة النضال ضد الاحتلال.
يأمل السقا أن يتم إشراك كافة القوى والفصائل الفلسطينية في منظمة التحرير والسلطة بما فيها الحركات الإسلامية، ضمن برنامج وطني شامل، يأخذ بعين الاعتبار إمكانات المرحلة ومعطياتها، وأن تكون جميع القوى الفلسطينية ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية التي تمثل كل الفلسطينيين في الداخل والشتات.