غازي أبو طماعة

وُلد غازي إسماعيل أحمد أبو طماعة في مخيم دير البلح للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة في الرابع والعشرين من آب/أغسطس عام 1974، لعائلة فلسطينية مُهجَّرة تعود أصولها إلى مدينة بئر السبع المحتلة، وهو متزوج وله ولد وأربع بنات. درس المرحلة الأساسية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، ودرس المرحلة الثانوية في مدرسة المنفلوطي في دير البلح، وحصل منها على الثانوية العامة في الفرع الأدبي، والتحق بكلية التجارة في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة لدراسة المحاسبة، ونال دبلوم العلوم العسكرية من كلية فلسطين العسكرية عام 2017.
التحق أبو طماعة بالحركة الإسلامية في سن مبكرة من حياته، وكان من رواد مسجد الرحمن في مخيم دير البلح، وشارك في نشاطات الحركة الدعوية والاجتماعية، وانضم إلى حركة حماس فور تأسيسها، وشارك في تنفيذ فعالياتها الوطنية أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى بما فيها التظاهرات، وإلقاء الحجارة، وكتابة الشعارات الوطنية على الجدران. التحق بصفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام عام 1992، وكان من أوائل مؤسسي كتيبة دير البلح. شارك في عدة عمليات فدائية، واشتبك مع قوات الاحتلال، ورافق قادة ميدانيين بارزين مثل الشهيد عوض سلمي، حيث شارك معه في عملية صهريج الوقود شرق مدينة غزة.
تولى قيادة كتيبة دير البلح مع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، وشارك في التخطيط والإشراف على عدد من العمليات النوعية، أبرزها: عملية اقتحام مستوطنة “كفار داروم” في السادس من تشرين أول/ أكتوبر عام 2004، وعملية الشهيد ربحي بركة في العشرين من أيار/ مايو عام 2005، وعملية “نذير الانفجار” في موقع “كرم أبو سالم” في الرابع عشر من أيلول/ سبتمبر عام 2008.
تم تعيينه قائدًا للواء الوسطى في كتائب القسام عام 2008، وبقي في منصبه طوال أربعة عشر عامًا، وكان عضوًا في المجلس العسكري للكتائب، وتولى قيادة ركن الأسلحة والخدمات القتالية عام 2022، وكان له دورٌ محوري في تطوير قدرات المقاومة العسكرية، سواء في تصنيع الأسلحة أو تطوير منظومة الإمداد اللوجستي، ولعب دورًا مركزيًا في إدارة المعارك الكبرى، أثناء معركة الفرقان (2008)، ومعركة حجارة السجيل (2012)، ومعركة العصف المأكول (2014)، ومعركة سيف القدس (2021)، وقد شارك في التخطيط لطوفان الأقصى في السابع من تشرين أول/ أكتوبر عام 2023.
عانى أبو طماعة في مسيرته النضالية، فقد لاحقته أجهزة أمن السلطة، واعتقلته لمدة ستة أشهر، وتعرض للملاحقة من قبل مخابرات الاحتلال، الأمر الذي أعاقه عن إكمال تعليمه الجامعي، وقد حاول الاحتلال اغتياله أكثر من مرة بين عامي (2007-2018)، وتعرض منزله للقصف في الأعوام 2012 و2014 و2021، إلى أن ارتقى في العاشر من آذار/مارس عام 2024، بفعل عملية اغتيال استهدفت مقر إدارته في مخيم النصيرات، برفقة القائد مروان عيسى، وقد أعلنت الكتائب عن استشهاده في الثلاثين من كانون الثاني/ يناير عام 2025 في رسالة مسجلة للناطق الرسمي باسم الكتائب أبو عبيدة، حيث وصف الراحل بأنه “حكيم المجاهدين وقائدهم الفذ”، في إشارة إلى مكانته التنظيمية والعسكرية الكبيرة داخل هيكلية المقاومة، وشُيِّع جثمانه في الرابع من شباط/ فبراير عام 2025، ودُفن في دير البلح.