عوني عبد الهادي
ولد عوني قاسم عبد الهادي في نابلس في النصف الأول من نيسان عام 1882، وهو متزوج وله ولدان. درس المرحلة الأساسية في مدرسة حي البسطة في بيروت وفي مدارس مدينة نابلس ومدرسة سرجان الإعدادية في إسطنبول، وتخرج من المدرسة السلطانية العليا (المكتب الملكي) في إسطنبول عام 1908، وأنهى دراسة الحقوق في كلية الحقوق في باريس عام 1914. عمل في التدريس في مدرستي سانت لوري وفولتير في باريس، وعمل محاسبًا في إحدى بنوك باريس، واشتغل في الصحافة وفي الترجمة من التركية إلى الفرنسية، ثم عمل مستشارًا للأمير فيصل بن الشريف حسين بين عامي(1918-1920)، ورافقه في زياراته الدبلوماسية إلى لندن وباريس، وعُيِّن أمين الخارجية في حكومة الأمير فيصل في سوربا عام 1920، ثم انتقل إلى الأردن وعمل رئيسًا للديوان الأميري عام 1921، وعاد بعد أشهرٍ إلى نابلس وافتتح مكتبًا للمحاماة في القدس، وعُيِّن سفيرًا للأردن في القاهرة بين عامي (1951-1956)، وعُيِّن عضوًا في مجلس الأعيان الأردني عام 1955، ووزيرًا للخارجية عام 1956، ورئيسًا للجنة القانونية في جامعة الدول العربية بين عامي (1966-1970).
بدأ عبد الهادي حياته السياسية والثقافية باكرًا؛ إذ انتسب للمنتدى العربي في إسطنبول عام 1909، وأسس مع آخرين جمعية العربية الفتاة في باريس عام 1909، وشارك في الإعداد لمؤتمر باريس العربي عام 1913 بالتعاون مع حزب اللامركزية في القاهرة، وكان عضوا في الوفد العربي لمباحثات السلام في باريس عام 1919. عاد إلى فلسطين والتقى في القدس كلًا من المندوب السامي هربرت صموئيل Herbert Samuel ووزير المستعمرات البريطاني ونستون تشرشل Winston Churchill عام 1921.
شارك في المؤتمر الفلسطيني السابع الذي انبثقت عنه اللجنة التنفيذية العليا (إطار قيادي فلسطين) عام 1928، وصار أحد أعضائها، وكان ضمن الشخصيات الفلسطينية التي أدلت بشهاداتها أمام لجان التحقيق البريطانية والدولية بشأن القضية الفلسطينية وتطوراتها.
سافر أكثر من مرة ضمن الوفود الفلسطينية إلى الخارج لشرح القضية الفلسطينية وأخطارها، وشارك في تأسيس حزب الاستقلال العربي عام 1932، وكان سكرتير اللجنة العربية العليا (إطار قيادي فلسطيني) عام 1936. حضر مؤتمر بلودان عام 1946، وحضر المؤتمر الوطني في غزة عام 1948، ووقع على ميثاق حكومة عموم فلسطين وكان أحد أعضائها.
اعتاد كتابة المقالات في الصحف العربية والأجنبية، وقد كتب مذكراته وأخرجتها إلى النور المؤرخة خيرية قاسمية تحت عنوان عوني عبد الهادي- أوراق خاصة (1974)، وترجم كتاب مقدرات تركية التاريخية من اللغة التركية إلى الفرنسية.
واجه عبد الهادي بعض المشاق في حياته؛ إذ حكمت فرنسا عليه بالإعدام (غيابيًا) عام 1920، واعتقله البريطانيون عام 1936 في سجن عوجا الحفير وسجن صرفند، واستقر في القاهرة إلى أن توفي فيها في الخامس عشر من آذار/ مارس عام 1970.
المصادر والمراجع:
- العودات، يعقوب.” من أعلام الفكر والادب في فلسطين”. القدس: دار الاسراء، ط3، 1992
- قاسمية، خيرية. ” مذكرات عوني عبد الهادي”. بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2002.