عوض صالح سلمي

وُلد عوض صالح سلمي في 10 أغسطس 1972 بحي الزيتون في مدينة غزة، في أسرة فلسطينية متدينة ومعروفة بالتزامها. منذ نعومة أظافره، التحق بمسجد صلاح الدين، حيث كان والده مؤذناً، وتعلّم فيه مبادئ الإسلام، وانغرس في قلبه حب الدين والوطن. تلقى تعليمه الأساسي والإعدادي في مدارس غزة، ثم أكمل دراسته الثانوية خلال فترة اعتقاله في سجون السلطة الفلسطينية.و بعد خروجه، التحق بالجامعة الإسلامية بغزة ودرس في كلية أصول الدين.
تزوّج عوض سلمي عام 1993ورُزق بخمسة أبناء، رغم انشغاله بالجهاد والعمل المقاوم، لم يغفل دوره كأب وزوج، وكان شديد الحرص على تربية أبنائه على قيم العزة والانتماء، كما كان محبوباً في محيطه الاجتماعي ومحل ثقة بين أبناء مجتمعه يحبه الصغير والكبير ويحترمه الى يومنا هذا يتذكرون شخصيته الفذة جيدا.
انضم إلى صفوف كتائب القسام عام 1991، وكان القائد عماد عقل بمثابة الملهم الأول له، فعمل تحت قيادته مباشرة، ثم واصل مسيرته مع قادة آخرين كأبي بلال الغول ويحيى عياش ومحمد الضيف وياسر النمروطي. عرف عنه دقته العالية، وحبه الشديد للجهاد، مما أهّله لقيادة مجموعات ميدانية وتنفيذ عمليات نوعية ،حيث شارك القائد في تنفيذ أكثر من عشرين عملية عسكرية ضد أهداف للعدو الصهيوني، قَتل خلالها ما بين 12 إلى 15 جندياً صهيونياً وجرح العشرات.
خاض الشهيد عوض سلسلة من العمليات النوعية التي شكّلت علامة فارقة في مسيرة المقاومة الفلسطينية، فقد شارك إلى جانب القائد عماد عقل في تنفيذ عملية بطولية على الخط الشرقي قرب موقع “ناحل عوز”، استهدفت سيارة صهيونية وأدت إلى مقتل مستوطنين اثنين
وبرزت مهارته في القنص والعمل الميداني، إذ قنص جندياً إسرائيلياً فوق دبابة شرق غزة فأرداه قتيلاً، كما قتل جندي آخر من مسافة صفر في شارع عمر المختار، ونفّذ عملية نوعية في شارع الثلاثيني أدت إلى مقتل ضابطين إسرائيليين.
استمر في مطاردة جنود الاحتلال، فقتل جندياَ في عملية استهدفت برجاَ عسكرياً في حي الشيخ رضوان، وجندياً آخر عند مفترق نتساريم ،و شارك في واحدة من أجرأ العمليات القتالية، وهي عملية الشارع الشرقي لمدينة غزة إلى جانب عماد عقل، والتي أسفرت عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين.
واشتهر سلمي بخبرته الواسعة في زرع العبوات الناسفة، فكان يُلقب بـ”جنرال العبوات الناسفة” نظراً لبراعته في تصنيعها وزرعتها من أبرز عملياته، تفجير عبوة ناسفة قوية أسفل موقع “ترميد” العسكري في رفح، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجنود.كما استهدف دبابة قرب بوابة صلاح الدين بالقذائف، ما أدى إلى احتراقها بالكامل، في واحدة من أقوى الضربات النوعية للمحتل في ذلك الوقت.
بسبب كثافة عملياته و حجم خسائر المحتل، أصبح عوض مطارداً من قبل الاحتلال منذ عام 1993، ونجح في التخفي رغم الملاحقات المستمرة، حتى أبريل 1996، قامت أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية باعتقاله، بتنسيق مع الاحتلال، وخلال اعتقاله الذي استمر أربع سنوات تعرض لأشكال متعددة من التعذيب الجسدي والنفسي، إلا أنه بقي صلباً ثابتاً على موقفه.
وفي يونيو 2000، وبعد تخطيط دقيق تمكن من الفرار من سجون السلطة الفلسطينية، وعاد إلى نشاطه العسكري مباشرة رغم المخاطر التي كانت تلاحقه.
حتى الثالث من ديسمبر 2000، وأثناء قيامه بزرع عبوة ناسفة قرب معبر المنطار (كارني)، انفجرت العبوة بشكل خاطئ، ما أدى إلى استشهاده في المكان حيث عبرت المقاومة عن انها بفقدها له فُقدت أحد أكثر العقول تخطيطاً وقدرة على تنفيذ العمليات النوعية. تارك إرثاً نضالياً عميقاً، ما زال يُحتذى به في أوساط المقاومين، واستحق أن يُذكر كرمز من رموز المقاومة الصلبة، و كقائد جمع بين العقيدة الصادقة، والمهارة الميدانية، والثبات في المبدأ حتى الشهادة